أخذ الأزهر الشريف على عاتقه ومع بداية السنوات الأولى لنشأته منذ ألف عام مسئولية الدفاع عن مبادئ الإسلام وسماحته ووسطيته واعتداله ونشرها فى مختلف دول العالم شماله وجنوبه وشرقه وغربه ومن خلال الجولات التى يقوم بها مشايخه الأفاضل رؤساء الأزهر السابقون والحاليون مع وفود علمائه الأجلاء لكى يعرف العالم أن الإسلام هو دين المحبة والتعاون والتآخى والتعايش السلمى بين أبناء البشر وهو دين الرحمة والمودة والبعد عن الغلو والتطرف والتعصب الأعمى الذى تمارسه الجماعات الإرهابية وترفضه جميع الأديان السماوية، وقد كانت دول إفريقيا ومازالت وستظل موضع اهتمام الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء ويعطى اهتماما ً خاصا ً لأبناء هذه الدول الذين يستضيفهم فى أروقته لتلقى العلم والاستفادة بندواته الثقافية والدينية ويتعلمون من خلال علمائه الأجلاء العلوم الشرعية والعربية وسماحة الدين الإسلامى الذى يدعو دائماً وفى كل زمان ومكان للتعاطف والتراحم بين أبناء البشر وقد تضاعفت مسئولية الأزهر الشريف وشيخه الفاضل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر منذ أن تسلمت مصر مسئولية رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال العام الحالى 2019 حيث حرص فضيلته بهذه المناسبة أن يكون للأزهر ورجاله الأوفياء دورهم الكبير فى التقارب والتآخى بين مصر وكل دول القارة الإفريقية ومن هذا المنطلق قرر فضيلته كما هو معروف لنا جميعاً وللمتابعين لجولاته الناجحة وضع لجنة تهتم بالشئون الإفريقية ويقوم وفد من كبار علمائه بزيارة هذه الدول تباعا ً لبحث مشكلاتها ورعاية طلابها وتقديم المنح لهم لدراسة علوم الأزهر الشريف واللغة العربية ومختلف العلوم التى تهدف إلى ترسيخ الخطاب الدينى ووسطية الإسلام وليس غريبا على فضيلة الإمام الأكبر القيام بهذه المهمة السامية فقد دأب منذ توليه مسئولية مشيخة الأزهر الشريف أن يكثف من جولاته ليس فى إفريقيا فقط بل فى كثير من دول العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه واللقاء برؤساء هذه الدول وكبار رجال الدين الإسلامى والمسيحى الذين يوضح لهم أن الإسلام يدعو إلى وحدة الأديان السماوية وينبذ الغلو والتطرف والإرهاب الذى أصبح ظاهرة تتضرر منها مختلف دول العالم وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى تقوم بمحاربته واقتلاعه من جذوره نيابة عن العالم كله. ونعود إلى اهتمام الأزهر المضاعف بإفريقيا واستثمار الجولات التى يقوم بها علماؤه نقترح تقديم برنامج تليفزيونى اسبوعى يعرض للقاءات التى يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر وعلماء الأزهر والندوات التى يديرها فضيلته والدورات التدريبية التى يقيمها مجمع البحوث الإسلامية للأئمة الأفارقة وكذلك المنح المجانية والمراكز التى يقيمها فى هذه الدول بحيث يعرض هذا البرنامج فى التليفزيون المصرى والدول التى يزورها فضيلة الإمام فى نفس الوقت وحبذا لو قامت الهيئة العامة للاستعلامات بترجمة محتوى هذا البرنامج إلى اللغات الأجنبية وإرسال نسخ منه إلى سفاراتنا ومكاتبنا الإعلامية فى الخارج ليعرف العالم مكانة الأزهر ودوره التنويرى والثقافى والدينى ليس فى إفريقيا فقط بل فى مختلف أنحاء العالم. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى