كتبت:دينا سليمان في كل مرة ينجح هذا الأبيض في أن يزيد من كرهي له, اليوم غزا مساحة أكبر من أسود شعري, ولم يكتف بتلك الشعيرات المتناثرة التي أتصيدها بملل وإصرار. كم كان يجذبني بالأمس وأنا أري شيب الحكمة يصرع ألوان شبابي, ويزيدني بملائكيته التي سرعان ما تتحول للرماديات, فتتساقط أمامها سذاجتي بكل إتقان. *** يخبرني بأنه ملتقي الألوان, أعذره... فدراسة الفيزياء جعلته مجرد ضوء, لم أجادله كثيرا في هذا, فهو لا يستخدم سوي عقله والمنشور الثلاثي للتفكير وأنا لا أمتلك سوي حدسي البدائي. *** دون أي تمهيد يشعل رأسي, حاولت أن أتجاهله, فشلت, عاودت المحاولة, وانتظرت... *** يخدعني مرة أخري بالاستماع إليه, فهو يشفق علي أبيض قلبي أن يلوثه ما أدعيه, أتردد قبل أن أجيبه بصمت طويل, ولا أدري هل كان يسمعني حين صرخت فيه بأن الأسلحة بيضاء, والسموم بيضاء, والنار في شدتها بيضاء, فالموت دائما أبيض! *** في كل مرة أقف أمامه عاجزة وأنا ألون شعرة, اثنتين,أو أنزعهما بسهو مدبر... لكن اليوم أخلف وعده وفاجأني بخصلة كاملة. *** البعض يراني أكثر تحاملا, أما يكفي أن وجوده يعني انتهاء كآبات الأسود, أليسا علي تضاد!! أي ذكاء شيطاني هذا جعله يتبرأ من ظله؟؟. *** لم يعد يخدعني بابتسامته الباهتة, فالأبيض ليس بهذه البراءة المفتعلة, فهو عاشق لقتل الألوان, وأنا عجوز أتقن الموت عدة مرات.