روي نيلسون مانديلا الزعيم الجنوب إفريقي في مذكراته التي صدرت مؤخرا بعنوان حديث مع الذات حكاياته عن مصر التي زارها مرتين, الأولي عام1962 قبل دخوله المعتقل بتهمة التحريض علي مناهضة الاحتلال. والثانية عام1990 بعد إطلاق سراحه. وقد أرسلت مؤسسة مانديلا بجنوب إفريقيا فريق عمل لإخراج فيلم وثائقي عن الفتره التي زار فيها مانديلا12 دولة أفريقية في عام واحد هو عام1962 لطلب الدعم العسكري لحركة التحرر الجنوب إفريقية, وذلك بمناسبة مرور50 عاما علي تلك الزيارات. وكانت مصر المحطه الأولي التي بدأ بها فريق العمل مهمته برئاسة فردوس بلبلي للتعرف علي الأماكن والأشخاص والأحداث التي وقعت في تلك الفترة, فتوجهوا علي الفور لمقر الجمعية الأفريقية بالزمالك التي كانت مركزا لحركات التحرر الإفريقية, وكذلك للدكتور بطرس غالي الذي وقع خلال رئاسته للجمعيه الإفريقية خطابا موجها للأمم المتحدة من الجمعية للمطالبة بإطلاق سراح مانديلا. كما التقوا بوزير الإعلام الأسبق محمد فائق الذي التقي مانديلا في أول زيارة له لمصر لطلب الدعم العسكري, وتسليح حركة التحرير الجنوب إفريقية, التي تحولت فيما بعد إلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ويقول فائق عندما التقيت بمانديلا للمرة الثانية عام1990 قال اعتذر عن تأخري28 عاما, حيث كان مقررا أن يلتقي الرئيس جمال عبد الناصر, لكن مانديلا لم يتمكن من العوده لمصر, ففور وصوله لجنوب إفريقيا قبضت عليه قوات الاحتلال. وفي الجمعية الإفريقية التقت فردوس المشرفة علي فريق الاعداد في الفيلم بالسفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الذي روي لها تاريخ المكان والأحداث التي عاصرها ومنها زيارة مانديلا للجمعية عام1990, وقال نصر الدين: كان يوما لن تنساه الزمالك, فلم نتمكن من إخراجه من كثرة الحشود التي توافدت لتحيته بمجرد إعلان خبر زيارته, فلم نتخيل أنه يوجد في مصر هذا الكم الهائل من الأفارقة. وتستكمل فردوس نعم لقد كتب ذلك بالضبط في كتابه, وقام بسرد كل هذه التفاصيل, بما فيها حرارة الاستقبال والزحام وتدافع الأفارقة لمصافحته قائلا: لقد فقدت حذائي من كثرة التدافع, و تاهت مني زوجتي, ولم أعثر عليها إلا بعد عشر دقائق, وعاتبتني بشدة, و لم تكلمني طوال اليوم, قائلة لماذا تركتني؟.. لقد نادت علي و لم اسمعها, فالناس كانوا يصرخون مانديلا مانديلا, فعاطفة الناس وحبهم كانا أجمل شيء حصلت عليه. و كان مانديلا قد زار جامعة القاهرة, وحصل منها علي درجة الدكتوراة الفخرية.