في بلد يحارب الإرهاب كل يوم ويقدم شهداء من أغلى ما عنده من خيرة شبابه فداء لمصر، لا يمكن أبدا أن تثبط عزيمته أو ينال من روحنا القتالية الصامدة أي إرهابي معتد جبان، بل علي العكس تماما ما يحدث في مصر يزيدنا قوة وصلابة ويجعلنا أكثر إصرارا على دحر هذا الإرهاب الأعمى برجال جيشنا البواسل وقوتهم الغاشمة، التي تزلزل الأرض تحت أقدام الإرهابيين وتقصف السماء فوق رءوسهم. ومن يظن لحظة أن معركتنا مع الإرهاب قد أوشكت على النهاية، بعد النجاحات التي حققها جيشنا العظيم في سيناء، فقد ارتكب أكبر خطأ، فالحرب على الإرهاب مستمرة ولم تتوقف لحظة واحدة، غاية ما هنالك انتقال أرض المعركة. ولكن وسط هذه الأحداث المؤلمة لضحايا تفجير الدرب الأحمر الأخير، يأتي ذلك المشهد الرهيب من جنازة البطل المقدم رامي هلال، لوالد الشهيد اللواء على هلال، الذي يجر قدميه وهو يستجمع ما بقى عنده من قوة ليمنحها لحفيده الصغير "ابن الشهيد" ويشد على يده في أعظم رسالة يوجهها هذا الأب المكلوم، ليس فقط لحفيده ولكن لكل ابن فقد والده دفاعا عن أرض مصر الطاهرة.. بل وللعالم أجمع ومفادها أن "الإرهاب لا يخيفنا على الإطلاق، وأن البطل قد أنجب بطلا". فكما هو الأب لواء الشرطة قد أنجب الشهيد المقدم رامي، الذي ضحى بنفسه فداء لبلده، فها هو ابن الشهيد الصغير، الذي يعتصر قلبه حزنا وكمدا على فراق والده، وتعكس نظراته مشاعر طفل مقهور، حتما سوف يحمل الراية من بعدهما ويكمل مشوار أبناء مصر، وليس بجديد علينا وسط تناثر الأشلاء وكم الألم الذي تعيشه مصر بعد كل حادث أن نجد تجاهلا تاما من قبل كيانات تطلق على نفسها جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان. ها هي كما عودتنا ينخرس صوتها تماما ولا تتحرك للشهداء من رجال الجيش والشرطة وأبنائهم الأيتام، الذين حرمهم الإرهاب الأسود حنان الأب، ناهيك عن الأرامل والأمهات الثكالى، والأكثر فجاجة في سلوك هذه "الكانتينات" الحقوقية وسط كل هذه المآسي والكوارث الإنسانية التي تعيشها مصر حاليا، تجد الكثير منها تندد بكل تبجح بحالات تنفيذ أحكام الإعدام بحق الإرهابيين القتلة، برغم خضوعهم لمحاكمات عادلة استمرت سنوات، واعترافهم بأنفسهم بتلوث أيديهم بدماء شهداء مصر الأبرار!. رحم الله جميع شهداء مصر من رجال الجيش والشرطة ضباطا وأفرادا، فهم أحياء عند ربهم يرزقون. والعلاقة المؤكدة أنه كلما ازداد الإرهاب الخسيس ضراوة وشراسة، كلما استعدت أجيال مصر القادمة لدحره ونسفه تماما من على وجه الأرض، بعد أن تقتلع جذوره وتطهر أرض مصر من دنسه، وتظل مصر هى معركة كل رامى هلال. لمزيد من مقالات جيلان الجمل