اتسع نطاق الأزمة السياسية التى تعيشها بريطانيا، مما يهدد حكومة تيريزا ماى رئيسة الوزراء بالسقوط، مع تلويح حوالى 22 وزيرا بالاستقالة فى حالة خروج لندن من الاتحاد الأوروبى «بريكست» بدون اتفاق. وكشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن أن أربعة من الوزراء، وهم جريج كلارك وزير الأعمال وآمبر رود وزيرة العمل والمعاشات، وديفيد جاويك وزير العدل، وديفيد مونديل وزير شئون أسكتلندا، حذروا ماى من استقالة 22 وزيرا، وهو ما يهدد بإسقاط الحكومة، كما حذروها من أن الشركات تريد ضمانة بأن بريطانيا لن تنفصل عن أوروبا بدون اتفاق. ومن المنتظر أن يعقد مجلس العموم جولة جديدة من التصويت الأسبوع القادم على خطط ماى بشأن البريكست. وفى حالة فشلها فى إنهاء حالة الضبابية حول الخروج بدون اتفاق، فإن البرلمان سيكون له الكلمة العليا. ومن المقرر أن تبدأ رئيسة وزراء بريطانيا اليوم - الأربعاء - جولة جديدة من المفاوضات حول البريكست فيما يتعلق بالحدود الآيرلندية. جاء ذلك فى الوقت الذى يشهد فيه حزب العمال المعارض أكبر حالة من الانشقاق والخلافات منذ 40 عاما، حيث من المتوقع أن تستمر موجة الاستقالات بعد تقديم 7 نواب بالحزب استقالاتهم أمس الأول احتجاجا على سياسات جيريمى كوربين فيما يخص البريكست واتهامه بعدم التحرك فى مواجهة معاداة السامية وتنامى العنصرية والترهيب فى صفوف القيادة الحزبية. وحذر توم واتسون نائب كوربين من أن هناك مزيدا من الاستقالات فى صفوف الحزب، معترفا بأنه «لم يعد يعرف حزبه». وكشف مصدر بالحزب عن أن 50 نائبا بالحزب يدرسون موقفهم من عضوية الحزب، ملمحا إلى استقالات جماعية مقبلة. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن سلسلة الاستقالات تهدد حلم زعيم العمال بالوصول إلى 10 دوانينج ستريت، فى ظل المستقبل الغامض لتيريزا ماي. ومن بين النواب المنشقين، النائب البارز الصاعد شوكا أومونا الذى قاد حملة لتنظيم استفتاء ثان قد يوقف البريكست، كما كان مرشحا محتملاً لقيادة حزب العمال الذى ينتمى إلى يسار الوسط. ودعا أومونا إلى إيجاد «بديل» وسطى فى السياسة البريطانية، فى حين اشتكى النواب مما اعتبروه توجه الحزب إلى اليسار المتطرف تحت إدارة كوربين. وقال أومونا فى المؤتمر الصحفى الذى أعد على عجل فى لندن «خلاصة القول هى أن السياسة متصدعة، لكن ليس بالضرورة أن تكون كذلك، فلنغيرها». وسيشكل النواب السبعة كتلة برلمانية مستقلة، ويتوقع أن ينضم إليهم نواب آخرون من حزب العمال وأحزاب أخري. وقال كريس ليزلي، وهو أحد النواب المستقلين إن الحزب «مختطف» من قبل اليسار المتشدد، مضيفا أن «الماركسية تتنكر حاليا بهيئة حزب العمال، الحزب يحمل اسم العمال، لكن جهازا استولى عليه»، بحسب تعبيره. ويعد هذا أكبر انشقاق تشهده الحياة السياسية فى بريطانيا منذ انشقاق أربعة من كبار مسئولى حزب العمال فى 1981 وتشكيلهم مع 28 نائبا الحزب الديمقراطى الاشتراكي.