حرصت الكاتبة الكبيرة الأستاذة سناء البيسى فى كتابها الجديد «عالم اليقين» على إبراز بعض الأفكار والرؤى والمفاهيم التى تؤكد سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله بعيدا ً عن الغلو والتطرف الذى تمارسه جماعة الإخوان المسلمين وترفضه جميع الأديان السماوية والتى جمعتها ورصدتها من خلال قراءتها فى الأدب والثقافة والدين على مدى سنوات عمرها فى الأهرام وامتدت لأكثر من خمسين عاما ً مستعينة فى البداية ببعض سور القرآن الكريم التى تؤكد هذه المعانى السامية ويحرص كل زوج وزوجة على التحلى والتمسك بها وتوريثها للأبناء والأحفاد كأفضل هدية تحفظهم فى حياتهم وتعصمهم من الوقوع فى الخطأ والانحراف وتنقلنا بعد ذلك إلى الحديث بإسهاب عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والأربعين حديثا ً ثبوتيا ً فى فضل الصلاة عليه، ومنها عن آنس بن مالك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلت عليه الملائكة ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه، وقول السيدة عائشة رضى الله عنها: أنه كان قرآنا ً يمشى على الأرض. لتنقلنا بعد ذلك إلى الزيارة التاريخية النورانية التى قام بها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مصر والتى أهدت للمسلمين هاجر واسماعيل وزمزم والصفا والمروة والكعبة المشرفة ومقام إبراهيم وحجر اسماعيل وأذان إبراهيم للحج وهو الركن الخامس فى الإسلام وتأكيده لولده اسماعيل: إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فأنظر ماذا ترى، ليقول الإبن الصابر بارا ً بوالده يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين وفديناه بذبح عظيم، وقد كان الذبح العظيم قربانا ً وسنة ً إلى يوم القيامة، ولكى يتعلم الشباب سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله حرصت الكاتبة على أن توضح لهم فى هذا الكتاب كل ما من شأنه أن يبث فيهم المعانى السامية والسلوك القويم الذى سلكه الأنبياء والرسل ليستنيروا بهم فى حياتهم العامة مسترشدة فى ذلك بسلوك آمنة أم الأمين وأولى المؤمنات خديجة بنت خويلد وفاطمة الزهراء والسيدة زينب وكل أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين. ووسط كل هذا لم تنس الكاتبة والأديبة سناء البيسى بحسها الوطنى ظاهرة الإرهاب الذى تحاربه مصر نيابة عن العالم كله واقتلاعه من جذوره من أرضنا الطيبة مشيرة إلى أول شهيد للإرهاب فضيلة الدكتور محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف وشئون الأزهر الأسبق بحدائق حلوان وتروى لنا قصته عندما أصدر كتابه عن العنف والتطرف منتقدا ً فيه الإرهاب وقامت جماعات الإرهاب بجمعه من الأسواق ليقوم الدكتور الذهبى بدوره بطبعه طبعة ثانية وتوزيعه على قيادات المفكرين والإعلام وبدأ الرأى العام يردد أقوال الذهبى مما جعل الإرهاب يضع خطته لإغتياله وهو ما أكدت عليه الكاتبة لتوضح أن الإرهاب والعنف والتطرف لم يرحم حتى علماء الأزهر الشريف ورجاله الأوفياء المخلصين. وكتاب «عالم اليقين» فى مجمله أفضل هدية يقتنيها الآباء ويتوارثها الأبناء والأحفاد بعدهم. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى;