هل هناك إكسير للحياة يتعاطاه البعض فيعيشون أطول وبصحة جيدة عن غيرهم ويعيشون للمائة وما بعدها. هل هو مجرد حظ وقدر أم أن نمط حياتهم ساعدهم على ذلك، وهل هى مجرد عادات صحية أم أن الاستعداد النفسى والتركيبة الشخصية تلعب دورا أيضا؟ كل هذه الأسئلة طرحها الكاتب الأمريكي افيليب مولرب على نفسه قبل أن يشرع فى وضع كتابه اكيف تعيش مائة عام بسعادة وصحة فى البداية فحص الكاتب ودرس وأجرى مقابلات مع عدد كبير من المعمرين حول العالم فى أوربا والولايات المتحدة واليابان ليعرف ما الذى يجمع كل هؤلاء وهل هناك سمات عامة فى حياتهم تعطيهم هذا الحظ! يقول الكاتب أن اكثر ما فاجأه ما أدلت به معمرة أمريكية عمرها 103 أعوام عندما قالت له أشد ما يضايقنى هم الرجال والنساء فى السبعين والثمانين ولا يتوقفون عن النحيب ويتحدثون عن صحتهم السيئة هم مثيرون للشفقة, ببساطة أنا لا أفعل ذلك ولا انتظر الموت بل أعيش الحياة لمنتهاها. لكن ما الذى خرج به الكاتب وما الذى يجمع كل هؤلاء؟ يقول الكاتب أنه لاحظ أن جميع المعمرين والذين تجاوزا المائة على كوكب الأرض ليس من بينهم من كان بدينا او عانى من زيادة الوزن فى أى مرحلة من حياته، لذلك عليك دائما أن تراقب وزنك.. فكلما زاد وزنك زادت احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض من ضغط وسكر ومشاكل فى القلب والصحة العامة للإنسان. كما أن من يعانون من السمنة تظهر عليهم علامات الشيخوخة أسرع من غيرهم ومع التقدم فى العمر يبدو البدين أكبر عمرا من صاحب الوزن المناسب لاحظ الكاتب أيضا أن أغلب من كسروا المائة من العمر كانوا من قصار القامة وإن كانت ليست قاعدة لكن معظمهم كانوا كذلك. وليس هذا فقط فإن عددا كبيرا منهم كانوا ممن يستخدمون اليد اليسرى ولكن إذا كان قصر القامة أو عسر اليد أمر لا دخل للانسان فيه ولا يمكن السيطرة عليه فإن النتائج التى توصل إليها ما زالت مبشرة. فإذا كنت تريد أن تعيش مائة عام بسعادة وصحة عليك أن تتحلى بعدة سمات شخصية، منها أن تكون شخصا عنيدا مثابرا لا يستسلم بسهولة ولديه مرونة عالية فى حل المشكلات والتغلب على الصعاب والتحلى بروح إيجابية متفائلة، فجميع من قابلهم كانوا من هذا النوع وليس من بينهم المتشائم او المتشكك او المكتئب وكى تعيش أطول وأسعد لابد أن تكون شخصية اجتماعية تجيد تكوين الصداقات وعليك ألا تتوقف عن ذلك، وأن يكون أصدقاؤك من مختلف الأعمار لأنهم يجددون حياتك نفسها، وأن تكون لديك عائلة تحيطك بالحب. ونصيحة الكتاب أن تأكل القليل من اللحم قدر الإمكان إذا أردت أن تعيش أطول، فأغلب المعمرين حول العالم سواء كانوا فى أوروبا او آسيا او أمريكا كانوا يعتمدون الخضروات والفاكهة كطعام أساسى فى حياتهم ويتناول أقل القليل من اللحوم وخاصة اللحوم المصنعة التى ربما لم يتذوقها أبدا. عليك ايضا التقليل من السكر والشيكولاته وإن كان قد وجد من بين المعمرين من يتناولها لكن بنسبة أقل. ابتعد عن التدخين نهائيا.. فمن بين مائة معمر قابلهم 79 منهم لم يدخنوا أبدا فى حياتهم، و14 اقلعوا عنها منذ سنوات بعيدة، و7 فقط ما زالوا يدخنون. إحدى المعمرات المدخنات أخبرت الكاتب وهى تشعل سيجارتها اآخر طبيب أخبرنى بضرورة الإقلاع عن التدخين مات منذ زمن طويلب لكن على كل حال يبقى التدخين كأحد أهم أسباب الوفاة والإصابة بالأمراض ووجود مدخن بين المعمرين هو استثناء وليس قاعدة كما يقول الكاتب. لا تتوقف عن المشى أبدا نصف ساعة يوميا على الأقل، فالذين وصلوا لهذا العمر كانوا جميعا حريصين على التمشية يوميا.. إحداهن وهى يابانية عمرها 104 أعوام تمشى ميل يوميا بلا انقطاع طوال حياتها. ابتعد عن ضوضاء المدينة فأغلب المعمرين الموجودين على ظهر الكرة الأرضية حاليا لا يعيشيون فى المدن وحتى من يعيش بها فهو حريص على التمشية فى الحدائق.. ونصيحة الكاتب لمن يريد أن يصل إلى المائة بالحرص على قضاء أجازات خارج المدينة قدر الإمكان. ورغم أن الكاتب لا ينكر دور الجينات فى الأمر.. فلو كنت من عائلة معمرة فالأحرى أنك ورثت هذه الصفة عنهم، وكل ما عليك الاهتمام بما سبق من تعليمات، والأهم من ذلك كله أن تكون لديك إرادة الحياة، فقد لاحظ أن المعمرين جميعا كانوا يتعاملون دائما مع أنفسهم على أنهم سيعيشون وسيعمرون.. فالسر دائما فى قوة الإرادة وحب الحياة.