أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن دمج بُعد التنمية المستدامة فى كل قطاعات الدول يبدأ بدمجه فى قطاع التعليم، الذى يعد الركيزة الأولى لخلق كوادر بيئية فى المستقبل، مشيرة إلى تزايد أواصر التعاون بين الوزارة وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى لتنفيذ حملة المشاركة المجتمعية التى تستهدف رفع الوعى البيئى وتغير سلوك المجتمع. جاء ذلك فى احتفالية يوم البيئة الوطنى التى تمت بقاعة نجيب محفوظ بمؤسسة الأهرام بحضور الأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة المؤسسة وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين. ومن جانبها أكدت الدكتورة ليلى إسكندر وزيرة البيئة السابقة أن المجتمع المدنى يشارك الآن خطوات ومجهودات وزارة البيئة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة، ومصر تحتاج لحشد كل الجهود المجتمعية والتمويلية مع التنسيق بين كل القطاعات المعنية والمتمثلة فى الحكومة والمجتمع المدنى لتوحيد الجهود الفردية المتناثرة لإنجاح الخطط البيئية خاصة فى مجال تعظيم الاستفادة من القمامة والتخلص الآمن من المخلفات. وأشارت الدكتورة يمن الحماقى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن الاحتفال بيوم البيئة الوطنى ومرور 25 عاما على صدور قانون البيئة يتزامن مع تطبيق وزارة البيئة منظومة تنقية الهواء والمياه بجانب تفعيل دور المجتمع المدنى من خلال الشراكة بينهما، لكن لا يمكن إغفال أهمية وجود رؤية قومية لاستراتيجية 2030 للتنمية المستدامة لإدماجها بشكل فعال فى كل قطاعات الدولة، وأن عملية إدماج بعد التنمية المستدامة فى العملية التعليمية لا يتم من خلال تغيير المناهج، بل من خلال خطوات جعل التنمية المستدامة تتسق مع أسلوب التدريس. كما أكد الدكتور هشام القصاص عميد معهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس ضرورة تبسيط المعلومات والمعارف الخاصة بالتنمية المستدامة للطفل بحيث تلتصق فى ذهنه باستخدام المعارف الصوتية والصورة لتأصيلها. كذلك أوضحت الدكتورة أنهار حجازى خبيرة الطاقة والتنمية المستدامة أن الدولة بجميع أجهزتها تتبنى تنفيذ خطة التنمية المستدامة وفق استراتيجية 2030، وكل قطاع يطبقها فى إطار معطياته وإمكاناته المتوافرة لديه، لكن الأهم يتمثل فى توصيل تلك المفاهيم للمختصين، لذلك نجد الوزراء يعملون فى مجموعات عمل مشتركة لتوحيد الرؤى، ولذلك توجهت استراتيجية الدولة للطاقة 2035 لتنويع مصادر الطاقة مع عدم الاعتماد على البترول والغاز وبما يسهم بفاعلية فى تحقيق أمن الطاقة باعتمادنا على مصادرنا المحلية مع الحفاظ على البيئة. فى حين أكدت الدكتورة هويدا بركات نائبة عن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط أن ثروات مصر الطبيعية كانت أساس الحضارة المصرية والركيزة الرئيسية للتنمية فى مصر على مدى العصور المختلفة، وقالت لو نظرنا للبعد البيئى من منظور عالمى نجد أن البيئة لم تحظ منذ زمن بعيد بالاهتمام الذى تلقاه حاليا، أما الآن فالبيئة تمثل فرصة حقيقية متاحة لاقتصاد أخضر وعمارة خضراء وتنمية مستدامة وطاقة جديدة ومتجددة، وهى باختصار تمثل مستقبل وطن، بالإضافة إلى فرص تدوير المخلفات وما ينشأ من صناعات ذات صلة بما يحقق التوازن الذى نحتاجه فى حياتنا للأجيال القادمة. وأضافت أنه بالنظر لرؤية مصر 2030 نجد أن البعد البيئى فى الاستراتيجية هو بعد تقاطعى. وعن اختيار الأهرام قال الدكتور عماد الدين عدلى رئيس المكتب العربى للبيئة: الأهرام هى من شهد مولد المكتب العربى منذ 40 عاماً على يد عملاق الصحافة العلمية الراحل صلاح جلال مؤسس نوادى علوم الأهرام، والأهرام هى من قادت منظومة الدفاع عن البيئة المصرية، ويوم البيئة الوطنى يواكب ذكرى صدور قانون البيئة المصرى رقم 4 لسنة 1994، ومن المهم مستقبلاَ اهمية ربط العملية التعليمية بالبيئة لأنه بدوره يسهم فى تحقيق النقلة النوعية لتوحيد السلوك المجتمعى لأفكار التنمية المستدامة، ولذلك فإن كل المؤسسات التعليمية يجب أن تسعى لتحقيق همزة الوصل بين التعليم وأهداف التنمية المستدامة بما يتيح للمجتمع تلبية احتياجاته، وطالب بضرورة اعتبار يوم البيئة الوطنى فرصة لإقامة الأنشطة وتفعيل الرحلات البيئية للطلاب.