أشاد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بعلاقات الصداقة المصرية الأمريكية وبجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى محاربة الإرهاب، وكذلك فى حماية الحريات الدينية فى مصر، منتقدا فى الوقت نفسه سياسات الإدارة الأمريكية السابقة تجاه دول منطقة الشرق الأوسط، والتى وصفها بأنها أضرت كثيرا بالدور الأمريكى فى المنطقة وبمصالح حلفائها، واصفا الولاياتالمتحدة فى المرحلة الحالية بأنها «قوة خير فى المنطقة». وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، قال بومبيو فى خطابه الذى ألقاه عصر أمس بمقر الجامعة الأمريكيةبالقاهرة فى منطقة التجمع الخامس، إن «صداقتنا فى مصر تعود لسنوات عديدة مضت، وأكد التزام بلاده بالحفاظ على العلاقات مع مصر، وأضاف أن الولاياتالمتحدة «تدعم جهود مصر فى دحر الإرهاب فى سيناء»، كما أشاد بالجهود التى يبذلها الرئيس السيسى لمحاربة الإرهاب فى سيناء». وفى انتقاد متوقع للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وسياساته السابقة فى المنطقة، قال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إن هذه السياسات أضرت كثيرا بالدور الأمريكى فى المنطقة وبمصالح حلفائها، وشدد فى انتقاده تحديدا على مضمون الخطاب الشهير الذى ألقاه أوباما فى جامعة القاهرة عام 2009، مشيرا إلى أن أمريكا «غابت عن المنطقة منذ هذا التاريخ»، وأضاف أن الوضع الآن مختلف، وأكد أن «عهد التقاعس الأمريكى انتهي». وأكد وزير الخارجية الأمريكى أن مصر كانت دائما بلد السعى نحو تحقيق الآمال، مشيرا إلى التزام بلاده فى عهد الرئيس دونالد ترامب بالسلام والازدهار والاستقرار والأمن بمنطقة الشرق الأوسط، ولفت إلى أنه فى كل مرة يزور فيها مصر يرى شيئًا جديدًا وعظيمًا. كما أنها رحلة تحمل معنى خاصا له كمسيحي، حيث إنها تأتى عقب أعياد الاحتفال المسيحيين الشرقيين. وقال «نحن جميعا أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام مسيحيون ومسلمون ويهود»، و»الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة تخدم الخير فى الشرق الأوسط، علينا أن نعترف بهذه الحقيقة لأننا إذا لم نفعل ذلك سنقوم باختيارات سيئة الآن وفى المستقبل». وأعرب عن سعادته بوجوده فى الجامعة الأمريكية، بقوله «لا يوجد مكان لائق أكبر من المكان الذى أقف فيه من القاهرة بالجامعة الأمريكية للنقاش حول قضايا الشرق الأوسط، وهذه السنة تصادف الذكرى المئوية على تأسيس هذه المؤسسة». وقال الوزير الأمريكى «إن أمريكا صديقكم القديم كانت غائبة بصورة كبيرة فى تلك الفترة لأن قادتنا أخطأوا فى قراءة تاريخنا، والحظوظ التاريخية التى صادفت تلك الانتفاضات، وتم التعبير عن سوء الفهم الأساسى فى هذه المدينة فى 2009، وأثر بصورة سلبية على حياة مئات الملايين من شعب مصر وفى جميع أنحاء المنطقة»، فى إشارة واضحة إلى سياسات الرئيس السابق باراك أوباما. وأضاف «هنا وفى هذه المدينة بعينها وقف أمريكى آخر يخاطبكم وقال إن إرهاب الإسلام المتطرف لا ينبع من أيديولوجية وقال إن أهداف الحادى عشر من سبتمبر دفعت بلاده إلى التخلى عن مثلها العليا لا سيما فى الشرق الأوسط وقال إن الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى بحاجة إلى بداية جديدة وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة وخيمة». وتابع «بسبب إساءة التقدير بأننا قوة تسهم فى آفات الشرق الأوسط تخوفنا من تأكيد قوتنا فى حين أن ذلك الوقت شركاءنا كانوا يطالبوننا بذلك لقد أسأنا التقدير وبصورة فادحة فى مدى قوة وشراسة الإسلام المتطرف وهو عبارة عن فرع محرف من الإيمان يسعى إلى قلب جميع أشكال العبادة». وأوضح بومبيو أن تنظيم داعش الإرهابى «وصل إلى أطراف بغداد وترددت أمريكا عن اتخاذ تصرف، وقام التنظيم باغتصاب ونهب وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء وولدت خلافة فى أنحاء سورياوالعراق وأطلقت هجمات إرهابية قتلت الناس فى جميع القارات وجعلت رغباتنا فى عدم استخدام نفوذنا نقف صامتين». وتابع «إن الشعب الإيرانى ثار ضد الملالى فى طهران فيما عرف بالثورة الخضراء، وقتل الملالى واتباعهم وسجن وأرهب الإيرانيين المحبين للحرية والموجودين فى الشارع، وألقوا اللوم عن طريق الخطأ على أمريكا بسبب هذه القلقلة فى حين أن استبدادهم كان من سبب هذه الاحتجاجات وبعد أن تقوى النظام بدأ فى نشر نفوذه الخبيث فى اليمن والعراقوسوريا ولبنان». وتابع وزير الخارجية الأمريكى مارك بومبيو «والآن نرى أن حزب الله التابع للنظام الإيرانى بالكامل يقوم بتكديس ترسانة هائلة تقارب 130 ألف صاروخ وتخزين هذه الأسلحة فى البلدات والقرى اللبنانية فى انتهاك صارخ للقانون الدولي، هذه الترسانة موجهة بالكامل ضد حليفتنا إسرائيل». وأضاف «إن رغبتنا فى تحقيق السلام بأى ثمن دفعنا إلى نعقد صفقة مع إيران عدونا المشترك، وتعلما أنه عندما تتراجع أمريكا يتلو ذلك الفوضى وعندما نتجاهل أصدقاؤنا تتراكم الاستياء وعندما ندخل فى شراكة مع أعدائنا يتقدم أعداؤنا»، و»أما الخبر السار فهو ما يلى عصر العار الأمريكى الذى فرضته أمريكا على نفسها قد ولى وكذلك ولت السياسات التى ولدت كل هذه المعاناة التى لم يكن لها داع»، وذلك فى إشارة أيضًا إلى إدارة أوباما. وأكد الوزير الأمريكى أنه خلال أقل من عامين عادت أمريكا بقيادة الرئيس دونالد ترامب إلى تأكيد دورها ك»قوة للخير» فى منطقة الشرق الأوسط، موضحا «لاننا تعلمنا من أخطائنا، واكتشفنا مرة أخرى صوتنا وقمنا بإعادة بناء العلاقات ورفضنا الاقتراحات الخاطئة من أعدائنا». وقال إن أمريكا تحت قيادة جديدة واجهت التطرف الإسلامى وفى أول رحلة للرئيس ترامب إلى المنطقة طالب من الدول ذات الغالبية المسلمة بدحر قوى الإرهاب. وأوضح أن إدارة الرئيس ترامب لم تكن مكتوفة الأيدى عندما استخدم بشار الاسد السلاح الكيميائى ضد شعبه، وأكد أن الرئيس ترامب أطلق غضب الشعب الأمريكى ليس مرة واحدة فقط ولكن مرتان. وقال إن القوة الأمريكية فى الشرق الأوسط قوة تحرير وليست قوة احتلال و«لم نحلم أبدا بالهيمنة». وحول العراق، أكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن بلاده لديها نحو 5 آلاف جندى فى العراق فيما بلغ عددهم فى الماضى نحو 166 ألف جندي. وقال إن الرئيس ترامب أعطى قادتنا فى الميدان كافة الصلاحيات لضرب تنظيم (داعش) بصورة أسرع وأقوى مما مضي، والآن تم تحرير نحو 99% من الأراضى التى سيطر عليها (داعش) وعادت الحياة الطبيعية إلى ملايين العراقيين والسوريين، ويجب على الدول الأعضاء فى التحالف الدولى أن يشعروا بفخر عظيم تجاه هذا الإنجاز. وأكد أن الحياة فى المناطق التى كان يسيطر على (داعش) فى العراق كانت جحيما، واليوم هذه المناطق تحررت بسبب قوة التحالف الدولي. وفى الشأن الإيراني، قال وزير الخارجية الأمريكى «لقد عكست إدارة الرئيس ترامب مخاطر النظام الإيرانى وانسحبت من الاتفاقية النووية الفاشلة بوعودها الكاذبة، وأعادت الولاياتالمتحدة فرض العقوبات التى كان يتوجب رفعها فى الأمس، بالإضافة إلى تنظيم حملة ضغط جديدة لقطع الإيرادات التى يستخدمها النظام الإيرانى لنشر الإرهاب والدمار فى البلاد.. وقال بومبيو «ونسعى إلى أن تستمر جميع الدول فى العالم على تقويض النشاط الإيرانى فى المنطقة»، وأشار إلى أنه ساعد أصدقاء أمريكا فى كوريا الجنوبية وبولندا فى مواجهة موجة الدمار الإقليمى والإرهاب العالمى الذى تفعله إيران، وقد قطعت الدول فى جميع أنحاء العالم واردات النفط الإيرانى بالكامل ويعمل آخرون على تحقيق هذا الهدف بالإضافة إلى الشركات الخاصة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى .