«أهدى هذه الجائزة لبلدى مصر وشكرا لكم» كلمات بسيطة ختم بها محمد صلاح خطابه القصير بعد الفوز بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا للعام الثانى على التوالى، لكنها كشفت عن أصالة معدن نجمنا المصرى الذى لم ينس جذوره وهو فى ذروة الاهتمام العالمى ولم تنزع عنه «نداهة» الشهرة الأوروبية رائحة خضرة الحقول وبراءة موسم الإثمار فى قريته البسيطة نجريج. فهو من يشارك أهل بلده البسطاء أفراحهم وأحلامهم ويحرص على التقاط الصور التذكارية معهم. و لم تشغله الأضواء عن بر فقراء مصر ومحتاجيها ،فتوالت إسهاماته الإنسانية فى صورة تبرعات عينية ومالية لتحسين الخدمات بقريته وتطوير مدارسها ومستشفياتها فضلا عن مساهمته فى التبرع لمستشفى سرطان الأطفال. ولا ينسى أحد موقفه المشرف حين رفض قبول فيلا كهدية من أحد رجال الأعمال المصريين بل وطلب منه التبرع بثمنها لصالح فقراء قريته. فى إنجلترا كسر الحواجز الثقافية وأجبر العقول البريطانية على احترامه، كما أسهم فى تغيير نسبى للصورة النمطية السائدة فى الغرب عن المسلمين باعتراف الكثير من الصحفيين والكتاب الإنجليز طوال الموسمين الماضيين. كذلك اخترق قلوب الأطفال الصغار .. فتارة يصيبهم بالدهشة من خلال مواقف طريفة أو يصيبهم بالبهجة والفرحة من خلال التواجد وسط المرضى منهم والأيتام والتخفيف عنهم. ومرة يهدى طفلا من محبيه قميصه الذى طالبه بالحصول عليه وأخرى يدعو أحد مشجعى الفريق ضعاف البصر لزيارة النادى وقضاء اليوم بداخله. هو ببساطة إنسان متواضع وخلوق وخير، قبل أن يكون لاعبا موهوبا، وهو ما صنع له مكانة كبيرة فى قلوب الملايين من عشاقه فى مصر وخارجها.