الى أى مدى يمكن أن يتحكم الغذاء فى الاستقرار الأسري، وكيف يمكن للزوجة أن تراعى ذلك فيما تقدمه من غذاء لأسرتها تجنبا لأى مشاحنات يمكن أن تحدث وتسبب المشكلات الزوجية، والتى أحيانا تطالعنا بها صفحات الحوادث، نتيجة رفض الزوجة طهو الطعام أو تأخيرها فى تقديم وجبة الغذاء أو عمل صنف معين لا يحبه الزوج وأشياء من هذا القبيل.. سألنا د. سعيد متولى استشارى التغذية العامة والصحة بقطاع المعاهد الأزهرية والذى أوضح قائلا: الغذاء نسق حياتى مهم لأنه من أهم أسس ضبط استقامة الحياة الصحية والنفسية، ويترتب على نقص الغذاء أن يصبح الإنسان عليل البدن لا يقدر على رعاية أسرته، بل ويصبح كل أفراد الأسرة أعضاء خاملين فى المجتمع، كما أن نقص الغذاء يرتبط بتوفير هرمونات خاصة بالغضب والانفعال وعدم التحكم فى اللفظ او الفعل، ولزيادة معدل تناول الغذاء عن القدر الذى يتطلبه الإنسان الوصول الى مراحل التخمة والكسل وبلادة الإحساس وارتفاع الامراض، وكلها عوامل تلقى بالمسئولية على الزوجة و من الممكن ان تتسبب فى المشكلات الزوجية.. ويستكمل د.سعيد قائلا: يجب الاعتدال الكامل فى الوجبات، فهناك هرمونات لا يتم فرزها إلا بتوازن واعتدال الأكل، كما هو الحال فى هرمون «الجريلين» أحد هرمونات السعادة، ودوما لابد أن تحذر الزوجات من أضرار الجوع للرجل وعدم الاهتمام به، وذلك بطهو اطعمة أغذية صحية وعالية القيمة وذات شكل ظاهرى مشهى ورائحة تزيد الرغبة فيما تقدمه من غذاء وبدرجة نظافة عالية بعيدة عن التلوث الميكروبى او الفطرى او المعدنى للحفاظ على صحة زوجها وأفراد أسرتها.. كما لابد للزوجات والمهتمين بالغذاء أن يدركوا تماما ما هو الغذاء الأكثر إفادة، والأغذية المهدئة التى تفيد فى فرز هرمونات السعادة او أغذية تفيد فى تقوية الذاكرة وتقليل الغضب لإدراجها فى الغذاء يوميا، وحسب الاحتياج إليها، مع ضرورة التثقيف الذى يعلمنا أن لكل مرحلة سنية طرقا وأصنافا غذائية خاصة، فالغذاء الذى ينفع الأبناء يختلف عن المناسب للآباء والأجداد فلكل مرحلة سنية جهاز هضمى يختلف فى قوته وإفرازاته وحيويته.. واسأل استشارى التغذية العامة والصحة: وماذا يجب أن تفعل الزوجة تجاه ذلك؟.. قال: هناك عدة إرشادات يجب أن تراعيها الزوجات فى موائد الأزواج للابتعاد عن أحداث الغضب الذى يسببه الغذاء، وقد يصل الى فشل العلاقة الأسرية هى كالتالي: محاولة الامتناع تماما عن وصول الزوج او إعطائه قدرا كبيرا من الغذاء، فللجوع مخاطره وللتخمة أيضا سلبياتها، كما يجب تنويع الوجبات بين الأصناف الغذائية المتعددة التى خلقها الله للإنسان فلكل صنف فوائده التى يختص بها، وكذلك مراعاة الغذاء وعلاقته بعمر الأزواج وحالتهم الصحية والنفسية بتقديم ما يطابق ذلك لهم.