ظهرت أمس الأحد على شاشة التلفزيون المصري في نشرة الأخبار ولأول مرة في تاريخ ماسبيرو منذ نشأته مذيعة محجبة، تنفيذا لقرار وزير الإعلام صلاح عبد المقود بالسماح للمذيعات المحجبات بتقديم النشرات الإخبارية. وكان الوزير قد أعلن في برنامج مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة المحور الفضائية أمس الأول عن ظهور عدد من المذيعات المحجبات في التلفزيون المصري تطبيقا لمبدأ العدالة في مجال الإعلام انطلاقا من روح ثورة 25 يناير. لا أعلم إن كنت قد أشرت لقرائي الأعزاء في هذا المنتدى من قبل بأنني أعمل مذيعة أخبار وبرامج في راديو الأهرام الموقر إلى جانب عملي صحفية متخصصة في الشئون الخارجية، ولأن هذا الموضوع ماس وحساس بالنسبة لي ولبعض من أقراني الزميلات الأفاضل كوننا محجبات أو محتشمات، فالسؤال الذي تبادر إلى ذهني هنا وعلى الفور، هل كان لزاما من أجل ظهورنا على شاشات بلادنا وفي قنواتنا المصرية المحلية، أن يكون وزير الإعلام الحالي منتميا للإخوان لتحقيق حلمنا! في الحقيقة لم أكن أدري لماذا كان التعنت منذ البداية، فبدلا من البحث عن شخصية مذيعة مثقفة تستطيع شغل هذه الوظيفة، كان من المواصفات الأولية البديهية في هذه المهنة أن تكون المذيعة جميلة ومجرد عفوا في اللفظ "فاترينة" تسر المشاهدين بمنظرها دون حصولهم على أي معلومة قيمة، بالطبع أفضل من غيرها مادامت جميلة أو بالمعنى الصحيح "من غير حجاب"، أما إذا كانت تتمتع بجميع المواصفات فيما عدا أنها محجبة كانت ستقابل بالرفض قطعا لأنها "غير لائقة".. طبعا كلامي هنا لا يحمل أي إساءة لشخص المذيعات لا سمح الله وإلا نظلمهن، فهناك فضليات في هذه المهنة وأصحاب عقول مستنيرة ولسن محجبات، ويستطعن أن يأسرن المشاهد بعقلياتهن الموزونة الراجحة.. لكن يمكن عدهن على الأنامل. كنت قد تلقيت تدريباتي وعملت لبعض الوقت في البي بي سي وعندما بدأت القنوات الفضائية تفتح أبوابها في مصر منذ بضع سنوات، فاجئني أحد الزملاء الأفاضل وعرض علي وعلى صديقة مقربة مني أيضا محجبة وظيفة مذيعة وقال لنا: "لكنهم يشترطون خلع غطاء الرأس"، فأجبناه على الفور: "حسبنا الله" وصديق أخر وهو مقرب من زوجي، ومن المفترض أنه سيدير قناة عربية شهيرة قريبا ستفتح أبوابها في مصر بمدينة الإنتاج الإعلامي، وكنا ندردش وقال: "هذه القناة تبحث عن "ستاف" مذيعات ولكن للأسف غير محجبات!!!!!!! قناعتي بالخبر هي التي دفعتني لمشاركتكم الرأي، بالرغم من أنه جاء متأخرا سنوات طويلة، كان سيسعدني أكثر أن يأتي القرار من أحد الليبراليين أو المعتدلين، ويدافع عن المذيعات المحجبات، فالحجاب والحشمة ليس سبة في وجه المرأة وأمر لا يعيبها، خاصة إذا كانت تمتلك مقومات المذيعة الناجحة والعقلية الراجحة، فالمهم ألا يكون الحجاب على العقل.. ما يدهشني حقا هو أن قنوات مثل البي بي سي وغيرها تفتح أبوابها أمام المحجبات، بينما بعض القنوات العربية تغلقها عمدا.. ربما لأنهم "ضاقوا ذرعا" من فكرة الحجاب المفروض بالقوة في بلادهم.. والله أعلم!. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن