في أكثر من مرة شدد السيد رئيس الجمهورية على أهمية تعزيز الانتماء لدي الشباب المصري، الذي تستهدفه أكثر من جهة خارجية مغرضة عبر مغريات كثيرة، وبالتأكيد فإن حديث السيد الرئيس لم ينبع من فراغ، لكنه نبع من إحساس مسئول بوجود مخاطر تستهدف انتماء شبابنا، وتستغل ظروف البلاد في جذبه لخدمة أهدافها سواء بعلم أو بجهل منه. وليس بخاف أن الصهاينة على قمة هذه الجهات التي تحاول شراء انتماء الشباب المصري، وتوظيفه لمصلحة مخططاتها التوسعية الدنيئة، والتي تخطت مرحلة استهداف الشباب، وامتدت لتشمل بعض من يعتبرون مثقفين بإغرائهم بالعالمية والشهرة، مقابل إسهامهم في الدعاية للحركة الصهيونية، فرأينا أستاذة جامعية مفصولة لسوء السلوك تهرع للقاء السفير الصهيوني في مشهد تمثيلي، مشيدة بديمقراطية الكيان العنصري في فلسطينالمحتلة ومنددة ببلادها، وشهدنا إحدى شاعرات قصيدة النثر تزوّر التاريخ وتروج لفكرة تعويض اليهود عن ممتلكاتهم في مصر، زاعمة أنهم طردوا من البلاد في خمسينيات القرن الماضي وتركوا أملاكهم، وهو زعم يجافي الواقع، إذ إن أحدًا لم يجبر اليهود على الرحيل من مصر، وعلى العكس كانت لهم ملاذًا، وكان لهم دور كبير في الحياة السياسية والاقتصادية، لم يحظوا به في بلد آخر، ومعظمهم لم يرغب في الهجرة، لكنهم أجبروا عليها بضغوط من المنظمات الصهيونية، وتهديدها لهم بالأذى في حالة البقاء، ففضلوا بيع ممتلكاتهم والهجرة، ولم يطرد نظام الرئيس عبد الناصر سوى العناصر المتطرفة التي شكلت خطرًا على الأمن القومي، وصارت طابورًا خامسًا لهدم استقرار البلاد وإشعال الفتن داخلها، تشهد على ذلك فضيحة لافون وغيرها من العمليات السرية التي نفذوها. إن توقيع اتفاقية سلام مع الكيان العنصري، لم يحل دون استمرار أحلام هذه الدويلة في التوسع، فكان الاتجاه لهدم استقرار مصر واختراقها بديلاً للحروب، عبر مغريات لشباب ضعيف الانتماء صدق أكذوبة أرض الأحلام والسلام، حتى لقد بلغ عدد المصريين المقيمين في فلسطينالمحتلة نحو 65 ألف مصري، بعضهم يخدم في معسكرات الجيش الصهيوني، ونصفهم تزوج من يهوديات أو مواطنات من عرب 48 وحصل على الجنسية، وبرغم صدور حكم قضائي يسقط الجنسية عمن يتزوج من إسرائيلية، فإن مسلسل هجرة الشباب إلى الأرض المحتلة لايزال مستمرًا، ووصل الأمر إلى قيام بعضهم بالتقدم بطلب هناك لتأسيس حزب لهم تحت مسمى الحزب المصري، وهو أمر يحتاج ألا يقل عدد المتقدمين بالطلب عن 20 ألف شخص! وحماية مصر من اختراق أمنها يستوجب تحركًا فاعلاً يمنع أو يحد على الأقل من تنامي هذه الأعداد، التي ستمثل في الجيل المقبل مشكلة عويصة، لأن أبناء هؤلاء المتجنسين سيحملون جنسية الآباء الأصلية، بينما عقولهم تشربت بالفكر الصهيوني المعادي لمصر والعرب، وهي ليست مسئولية الدولة وحدها، بل تتشارك فيها معها الأسرة، الأكثر تأثيرًا في نفوس الأبناء. لمزيد من مقالات أسامة الألفى