قدم المدون الكندى تريفور جيمس لمصر، عبر حلقتين على موقع «يوتيوب»، ما لم تقدمه وزارة السياحة فى السنوات السبع العجاف، التى ضربت السياحة عقب ثورة يناير، وبلغت ذروتها عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر عام 2015، وما زلنا نعانى آثارها حتى اليوم. يملك جيمس مدونة على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم «فيس بوك»، إلى جانب حسابات على مواقع أخرى مثل انستجرام ويوتيوب وغيرهما، وقد بلغ عدد متابعيه عبر هذه الحسابات، ما يزيد على ثلاثة ملايين مستخدم، يحرصون على متابعة ما يقدمه خلال رحلاته المستمرة من معلومات، حول أشهى وأشهر المأكولات الشعبية، التى تقدم صورة شديدة الإيجاز لثقافة الشعوب، وأنماط الحياة فى العديد من بلدان العالم. يعرف جيمس نفسه فى قناته التى يتابعها نحو مليونين ونصف المليون مشترك، بأنه يعيش من أجل الطعام والسفر، ويقدم من خلالها مقاطع فيديو مدهشة لأنماط الطعام الشعبية فى أكثر من عشرين دولة، قام بزيارتها. من سيتشوان فى الصين، إلى بينانغ فى ماليزيا، مرورا بعربات الطعام المنتشرة فى شوارع بانكوك فى تايلاند، وأطباق الطعام الحريف فى كالكوتا فى الهند، قدم تريفور جيمس صورة نابضة بالبهجة حول حياة الشعوب. وقد زار جيمس مصر قبل سنوات، وقدم عبر كاميرا شديدة الاحترافية، وجولات بين العديد من المطاعم الشعبية، نماذج من الأطعمة التى يتناولها المصريون. وما قد تتوصل إليه عبر متابعة العديد من مواقع الطعام الصحى على شبكة الإنترنت، لن يختلف كثيرا عما قاله الرئيس قبل أيام، تعليقا على نتائج فحوصات أُجريت لطلاب المدارس، وكشفت عن إصابة نسب كبيرة منهم بسوء التغذية، أو السمنة المفرطة، فالحقيقة المؤكدة أن المصريين لا يعرفون كيف يأكلون، بل إن نسبة كبيرة منا باتت تتفنن فى التهام كثير من الأطعمة المضرة بالصحة، التى لا تخلو مائدة مصرية منها، بعد أن تخلينا طوعا عن ثقافتنا الغذائية، التى كانت تعتمد على الخضراوات الطازجة، واستبدلناها بالشحوم والزيوت المهدرجة، التى لا تخلو فضائية مصرية من إعلاناتها، أو برامج الطهى التى تتم تحت رعايتها، وتورط فيها إعلاميون كثر. وما ذكره الرئيس يستحق أن نتوقف عنده، وهو يلقى بالمسؤولية ليس فقط فى رقبة الحكومة ووزارتها المعنية، وإنما فى رقبة العديد من وسائل إعلامنا، التى بات يتعين عليها أن تولى هذا الملف أهمية قصوى، لأن سوء التغذية الذى يضرب أطفالنا وشبابنا، لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره قضية أمن قومى. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد أبو المعاطى;