ألجأهم البرد إلى بيوتهم بعد أن هبطت درجة الحرارة إلى تحت الصفر فى الموقع الوحيد الذى تسجل فيه درجة حرارة صفر وما تحت الصفر. ففى مثل هذا الوقت من السنة وبينما تتأهب الدنيا لاستقبال سنة جديدة، تبلغ البرودة ذروتها على المنطقة التى يبلغ أقل ارتفاع فيها 1600 متر وأعلاها جبل سانت كاترين بارتفاع 2629 مترا وكثيرا ما ترى قمم الجبال تكسوها الثلوج وهو المكان الوحيد تقريبا الذى يمكن رؤية الجليد عليه فى مصر، لذلك تشعر وأنت تسير فى شوارع وطرقات مدينة سانت كاترين وما حولها من تجمعات سكانها من عرب سيناء كأنك داخل فريزر لثلاجة عملاقة. وعندما شعر الأطفال الثلاثة بحركة فى الشارع الذى كان قد خلا من المارة بسبب الصقيع، طلوا برءوسهم من وراء الباب الخشبى العتيق للبيت البدوى المكون من دور واحد كعادة بيوت سكان المدينة والذين يسكنون فيه فى منطقة الأسباعية البدوية على طريق الدير، ابتسامتهم تعكس فرحة طفولة عارمة وعيونهم متعلقة برجاء فى عام جديد يضاف إلى أعمارهم الصغيرة، فكأنما كانت إطلالتهم مبادرة للترحيب من أعلى مكان فى مصر بإطلالة السنة الجديدة.