شهدت الثقافة العالمية حدثًا غير عادى خلال عام 2018، وهو تمرد أصحاب جائزة نوبل «البديلة» على الجائزة التاريخية، وإصرارهم على منح جائزة للآداب بعد أن حجبها أصحاب نوبل الأصلية لأول مرة منذ سبعين عاما.بينما لم تشهد الجوائز العالمية الأخرى إثارة أو مفاجآت تذكر. «نوبل»السويدية فى السويد، وحفاظا عل اللحظة السنوية التى ينتظرها العالم، واحتجاجا عل قرار الأكاديمية السويدية بحجب جائزة نوبل الأدبية هذا العام، بعد الفضيحة التى هزت أركانها وأدت إلى استقالة أعضاء لجنة تحكيمها، أعلن ما يزيد على 100 مثقف سويدى تشكيل أكاديمية جائزة «نوبل البديلة» التى منحت جائزتها التى تبلغ 112ألف دولارالى الكاتبة الفرنسية «ماريز كوندي». تعد كوندى «81 عاما» المولودة فى منطقة غوادلوب الفرنسية فى البحر الكاريبى من أشهر الكتاب الكاريبيين، وهى متخصصة فى مجال الكتابة التاريخية، ولها 20 رواية أهمها «سيجو» التى حققت نجاحا كبيرا وترجمت ل12لغة، ولها أيضا عدة دراسات ومسرحيات عن الأدب الكاريبى، بالإضافة إلى عملها كباحثة فى الأدب الفرانكوفوني، وأستاذة فخرية فى جامعة كولومبيا. وكانت الأكاديمية الجديدة قد اختارت الفائزة بناء على ترشيحات أمناء مكتبات سويديين ل 47مرشحا، تم تصفيتهم من خلال تصويت عام فى القائمة القصيرة، هم: اليابانى هاروكى موراكامى والبريطانى نيل جايمان والكندى كيم ثوى. «مان بوكر» البريطانية وفى بريطانيا، أتمت الجائزة المرموقة عامها الخمسين، وفازت بها آنا بيرنز «56عاما» كأول روائية من أيرلندا الشمالية تحصل على هذه الجائزة العريقة، التى تبلغ قيمتها 50 الف جنيه استرلينى عن روايتها «بائع الحليب». تحكى الرواية تاريخ أيرلندا الشمالية بعين فتاة فى الثامنة عشرة من عمرها تروى قصة حياتها وعلاقتها برجل عجوز متزوج فى ظل الصراع الطائفى والاضطرابات التى شهدتها بلفاست. «بوليتزر» الأمريكية وفى أمريكا، لم تفاجئ «بوليتزر» هذا العام النقاد كعادتها بإعلان فوز رواية «ليس» لمؤلفها أندرو شين جرير، الذى لم يصدق فوزه حتى تسلم الجائزة فى مايو الماضى. نجح أندرو فى إبداع رواية عبر 263 صفحة مليئة بمشاعر إنسانية ومواقف طريفة، رغم مشاعر المرارة التى تجتاح بطل روايته «أرثر ليس» التى تحمل اسمه، ويقف عل حافة الخمسين، وهو مؤلف قصص تجتاحه على مدى الرواية مشاعر الإهانة والإحباط على مستوى الحياة والعمل. جرير 47 عاما من سان فرانسيسكو، له ستة أعمال أدبية من بينها قصص وروايات لفتت الأنظار مثل: «اعترافات ماكس تيفولى» و»حكاية زواج». «جونكور» الفرنسية وفى فرنسا، فاز الروائى «نيكولا ماتيو» عن روايته «أولادهم من بعدهم» بجائزة «جونكور» أعلى جائزة فرانكفونية. الرواية الفائزة التى تعد الثانية لنيكولا، وهى تمس كل إنسان، وتذكره بأحلامه وفترة شبابه، وما فيها من روح المغامرة وإقبال على الحياة، وهى أشبه بالسيرة الذاتية، حيث يصف الكاتب فترة مراهقته فى التسعينيات، ويتساءل: هل يصنع الشباب مستقبلهم أم أن الحياة تفرض عليهم قوانينها؟ «أستورياس» الإسبانية اهتمت جائزة «الأميرة أستورياس»، أو«نوبل الأسبانية» كما يطلق عليها الكثيرون، بتسليط الضوء على الرواية البوليسية، وعالم الألغاز والجريمة، وذلك بمنح الروائية الفرنسية «فريد فارجاس» الجائزة التى تبلغ قيمتها خمسين ألف يورو. وأثنت لجنة التحكيم على قدرة فريد على منح الرواية البوليسية فرصة جديدة للحياة. تركز فريد، 61عاما، فى أعمالها على قصص الجريمة والتحقيق الجنائي، التى تطلب قدرة كبيرة على ابتكار الألغاز، ومحاولة حلها بواسطة جهود المحققين والأدلة الجنائية مع الشهود. «السلام» الألمانية حصل الزوجان أليده ويان أسمان المتخصصان فى علم المصريات والحضارة على جائزة «السلام» الألمانية لتجارة الكتب، بفضل أبحاثهما حول ثقافة التذكر فى المجتمعات المختلفة، من مصر القديمة حتى العصر الحديث، والتى تبلغ قيمتها 250 ألف يورو، وتسلم كل عام فى ختام معرض فرانكفورت الدولى للكتاب. يذكر أن هذه هى الحالة الثانية التى يتم فيها منح الجائزة الثقافية لزوجين، بعد الباحثين السويديين ألفا وجونار ميروال عام 1970. وكأول كاتبة تفوز بالجائزة الأهم فى قطاع الكتب بألمانيا منذ خمس سنوات، فازت رواية «أرخبيل» للكاتبة إنجر ماريا «41عاما» بجائزة «الكتاب الألمانى»، التى تبلغ قيمتها 125ألف يورو، وتمنحها جمعية مالك المكتبات ودور النشر الألمانية التى تنظم معرض فرانكفورت الدولى للكتاب، وتمنح لأفضل إصدار أدبى يظهر فى العام باللغة الألمانية. ولدت إنجر فى هامبورج، ودرست القانون فى الجامعة الحرة فى برلين قبل أن تتفرغ للكتابة.