في قصص الزواج حكايات لا تنتهي، والظلم هو العامل المشترك، يعقبه فراق وعبارة "حسبى الله ونعم الوكيل" من كلا الطرفين، سواء الظالم أو المظلوم، ليس هذا بجديد على الإطلاق، ولكن قصتنا اليوم أشبه باعتراف أم نجحت في خداع عريس وزوجته ابنتها المريضة نفسيا، بعد أن أخفت السر عن الجميع. تقول أمينة الصديقة المشتركة وهي سبب هذا الزواج على لسان سميحة الأم: كنت أحلم بالبنت فقد رزقني الله ب3 صبيان، وأنجبت ماهيتاب على كبر وكانت هي كل حياتي بعد زواج إخوتها ووفاة والدهم، فلم تكن تفارقني أبدا. كانت محط إعجاب الجميع مثل دميتي بشعرها الأسود المنسدل وعينيها الخضراوين وسمارها الجذاب. كبرت البنت قليلا وأصبحت تقضى معظم وقتها في غرفتها مع عالمها الخاص الذي تعيش فيه وحدها وتتقمص شخصيات خيالية. اعتقدت في البداية أنها موهبة تمثيل، ولكن عندما زادت الحالة استشرت أخصائيا وكانت الصدمة الكبرى عندما أخبرني الطبيب بعد فحوصات واختبارت كثيرة أن ابنتي مصابة بمرض "الفصام" ولما سألته عن السبب قال لي لا يوجد سبب محدد ولكن هناك عوامل كتاريخ العائلة أو أمراص مناعة، وأحيانا كبر عمر الوالد أو مضاعفات الحمل والولادة. وقال لي المهم الآن هو العلاج، فمريض الفصام يمكن أن يعمل ويتزوج وينجب ولكن بشرط التزامه بالعلاج وعدم التوقف عنه لأي سبب، وإلا فسوف ينتكس ولن يعود طبيعيا مرة أخرى. وتكمل أمينة ما قالته لي سميحة إنها التزمت بعلاج ابنتها وأخفت الأمر عن الجميع، خاصة وأنها كانت تبدو طبيعيه تماما وناجحة في مدرستها حتى تخرجت في كلية الألسن بتفوق، وكان الكل يحسدها عليها، حتى جاء اليوم الذي رأت فيه مروان فوجدته عريس "لقطة"، شاب وسيم وناجح في عمله وميسور الحال، وفوق كل ذلك يتق الله جدا، ومن حكاياته عرفت أنه "خام" فلم يكن لديه أية تجارب مع الجنس الآخر، وهو ما جعل مهمتها سهلة فقدمت له ابنتها ماهيتاب بجمالها الأخاذ وكانت تتصرف بشكل طبيعي نتيجة التزامها بالدواء، وبالفعل أعجب بها وقرر الزواج منها سريعا وسافرا معا بعد الزفاف مباشرة. وخلال فترة زواجهما التي لم تدم أكثر من ثلاث سنوات أنجبت خلالها ابنهما ياسين في أمريكا حيث يعمل مروان، كانت تنتابها حالات صراخ ليلا بعد أن أهملت علاجها، وتطلب منه الرجوع بابنها إلى القاهرة، فيعدها أن يحجز لها على أول طائرة في الصباح لتهدأ وتنام، ولكن عندما تستيقظ تكون إنسانة أخرى لا تذكر شيئا عن الأمس. لقد سببت له الكثير من المشاكل مع جيرانه وكاد أن يفصل من عمله وأشياء أخرى أخجل أن أذكرها، وفي النهاية قرر أن يعيد البضاعة "المضروبة" إلى صاحبتها. سألتها أمينة ولكن لماذا قررت أن تصارحيني الآن؟.. أجابتها سميحة: ماهيتاب بتحبه مش قادرة تعيش من غيرة!!. أمينة: يا شيخة حرام عليكي عالجيها.. انت كدة نصبتي عليه، والجواز ده باطل!. لمزيد من مقالات جيلان الجمل