أعلن الرئيس السيسى أن عام 2019 هو عام التعليم، وبدأت وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج السفيرة نبيلة مكرم فى التنفيذ على الفور، فكان عقد مؤتمر مصر تستطيع فى مدينة الغردقة الساحرة على مدى يومين، تجلت خلالهما أصالة العلماء المصريين الذين شاركوا، وانتماؤهم لأم الدنيا، بوضع خبراتهم الكبيرة المكتسبة فى خدمة المشروع القومى العظيم بصدد تطوير التعليم وتحديثه لمواكبة العصر والذى به وبلا شك، مصر تستطيع. ولأن نبيلة مكرم النبيلة، والتى بادرت منذ مدة فى مد الجسور بين الوطن وأبنائه فى الخارج، تؤمن بدورها باستحالة التقدم بدون تعليم جيد، فقد دعت إلى مؤتمر الغردقة 28 عالما مصريا، ظل الانتماء لمصر أولويتهم، مهما يطل البعاد ومهما تبتعد بهم المسافات..مصر فى القلب والوجدان وهو ما راهنت عليه وبثقة كاملة نبيلة مكرم.. كان الدكتور طارق شوقى رائعا وهو يشرح باستفاضة مكانة التعليم فى نظر القيادة الحالية، وكيف أن حالة التعليم الحالية لا تصلح بأى حال فى أى بلد كان، فما بالك بمصر التى تستحق تعليما ممتازا لأن أبناءها فى الداخل يمكن أن يكونوا مثل إخوانهم فى الخارج، شرط أن تتاح لهم الظروف التى أتيحت للعلماء فى الخارج.. إن التعليم فى مصر يحتاج كما أوضح الدكتور طارق شوقى إلى ثورة، وقد بدأت بالفعل عدة خطوات فى هذا المجال..ومن أبرز ما استرعى الانتباه فى هذا المؤتمر المهم، التوافق الذى ظهر بين الوزراء الذين شاركوا، التخطيط هالة السعيد، التصنيع الحربى اللواء محمد العصار والزراعة، وبحث الجميع مع علمائنا فى الخارج، أقصى سبل الاستفادة من خبراتهم وأفكارهم الداعمة لإستراتيجية تطوير التعليم التى ستتبناها الدولة .. وقد أوصى المؤتمر بالاستعانة بالخبراء والعلماء المصريين المشاركين فى المؤتمر فى تقييم المؤسسات التعليمية والمناهج وطرق التدريس، ووضع الخطط والبرامج التدريبية الداعمة لنجاح استراتيجية تطوير منظومة التعليم التى تتبناها الدولة ووفقا للمعايير الدولية.. وحتى لا نكون مجرد بلد شهادات كما قال الفنان الكبير عادل امام، فقد شدد المؤتمر على ضرورة زيادة الاهتمام بالتعليم قبل الجامعى والجامعى مع إتاحة الفرصة لخريجى التعليم الفنى قبل الجامعى فى الحصول على الدرجات العلمية الأعلى فى تخصصاتهم بعد سنوات من العمل .. كما أوصى المؤتمر بتدريس اللغة الانجليزية باعتبارها اللغة الأكثر انتشارا فى المحافل العلمية..ومن النقاط المهمة أوصى المؤتمر بدراسة الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل المحلية والمحيطة لوضع خطط كفيلة بتوفير خريجين متوافقين مع هذه الاحتياجات كأحد أساليب القضاء على البطالة.. وكذلك أكد المؤتمر ضرورة الاهتمام بتدريس الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وربط الطلاب بالموروث الشعبى والوطنى عبر تقديم المناهج بصورة شيقة وقوالب فنية ومسرحية ملائمة بهدف الحفاظ على الهوية المصرية بالشكل الذى يضمن تحقيق الانضباط السلوكى فى شتى مناحى الحياة..ونبه المؤتمر إلى تحفيز المستثمرين على إقامة مراكز للتدريب المهنى المستمر على الصناعات التى يقيمونها فى مصر باستخدام التكنولوجيا الحديثة، واستحداث برامج تعليمية خاصة لذوى صعوبات التعليم والاحتياجات الخاصة، والاهتمام بتشجيع وتعليم الشباب ريادة الأعمال والابتكار فى ادارة الافكار وتحويلها الى مشروعات اقتصادية ناجحة، واستخدام بدائل الكترونية للتنمية المهنية، وإعداد للمعلمين وفقا للإستراتيجية الوطنية الجديدة لتطوير التعليم.. محافظ البحر الاحمر اللواء احمد عبد الله كان سعيدا باحتضان هذا المؤتمر الذى دعت اليه الوزيرة نبيلة، فى لفتة رائعة، عددا من اسر الشهداء، وكأنها تؤكد أن مصر تستطيع بعلمائها وإرادة ابنائها وهى قطعا تستحق بتضحيات شهدائها. لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى