* إجلاء موظفى الخارجية خلال 24 ساعة.. و100 يوم سقفا زمنيا لاكتمال الانسحاب فى قرار مفاجئ فجر ردود فعل دولية واسعة، أعلنت الرئاسة الأمريكية بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا والانتقال إلى مرحلة جديدة فى المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي. وكشف البيت الأبيض فى بيان له أن نحو 2000 جندى أمريكى ينتشرون حاليا فى منطقة شرق الفرات ومنبج سيتم سحبهم بالكامل، مشيرا إلى أنه قبل 5 سنوات كان داعش يمثل خطرا كبيرا فى الشرق الأوسط والآن هزمته الولاياتالمتحدة. وأوضح البيان أن النصر على تنظيم داعش فى سوريا لا يعنى نهاية التحالف الدولى أو حملته، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها مستعدون للتعاون على كل الأصعدة لحماية المصالح المشتركة. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض «تلك الانتصارات على داعش فى سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمى أو حملته، وبدأنا إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة». وفى وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده فى سوريا خلال فترة رئاسته يكمن فى ضرورة هزيمة «داعش»، معتبرا أن هذا الهدف قد تم تحقيقه. وقال ترامب، فى تغريدة نشرها على حسابه الرسمى فى موقع «تويتر»: «إننا هزمنا داعش فى سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لاستمرار وجودنا هناك خلال فترة رئاستي». وبالتزامن، أعلن مسئول أمريكى لرويترز أن الولاياتالمتحدة تقوم بإجلاء كل موظفى وزارة الخارجية من سوريا خلال 24 ساعة. وأضاف المسئول أنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمنى لسحب القوات من سوريا بين 60 إلى100 يوم. وذكر المسئول أن القرار جاء بعد اتصال هاتفى بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره التركى طيب أردوغان، وقال «كل شيء حدث بعد ذلك هو فى إطار تنفيذ الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى تلك المكالمة». وأضاف المسئول أن سحب كل القوات الأمريكية سيتم فى نهاية المرحلة الأخيرة من العمليات ضد داعش، مؤكدا أنه انسحاب كامل وسيتم بأسرع وقت. وتزامنت المداولات بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا مع تهديد أنقرة بشن هجوم جديد فى سوريا. ويُنظر إلى وجود القوات الأمريكية فى سوريا على أنه عنصر استقرار فى البلاد إذ قيد هذا الوجود إلى حد ما الإجراءات التى تتخذها تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية. لكن حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا سيظل هناك وجود عسكرى أمريكى كبير فى المنطقة يتضمن نحو 5200 جندى عبر الحدود فى العراق. وجرى شن معظم الهجمات الأمريكية على سوريا باستخدام طائرات حربية انطلقت من قطر ومناطق أخرى فى الشرق الأوسط. وجاءت تغريدة ترامب على خلفية تقارير نشرتها أمس وسائل إعلام غربية بينها «رويترز» و«وول ستريت جارنال» و»سى إن إن» ونقلت عن مصادر أمريكية مطلعة قولها إن الولاياتالمتحدة تستعد، وبقرار من رئيسها، لسحب قواتها بالكامل من سوريا فى أسرع وقت ممكن. وتعليقا على هذه التقارير، قال المسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية، العقيد روب مانينج، فى حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية: «فى الوقت الحالى نواصل عملنا مع شركائنا وبواسطتهم فى المنطقة». سوريا الديمقراطية: خيانة أمريكية وطعنة فى الظهر لندن وكالات الأنباء: أعلن «المرصد السورى لحقوق الإنسان» نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، بأن جهات قيادية فى قوات سوريا الديمقراطية «اعتبرت انسحاب القوات الأمريكية، خنجرا فى ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية»، التى سيطرت خلال الأشهر والسنوات الماضية على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، وهى منطقة شرق الفرات مع منبج. نيتانياهو: ندرس القرار وسنعمل على ضمان أمننا القدسالمحتلة وكالات الأنباء: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو أن اسرائيل، التى أبلغتها الولاياتالمتحدة مسبقا، ستدرس تداعيات قرار الانسحاب الأمريكى من سوريا، لكنها «تعرف كيف تدافع عن نفسها» ضد تهديدات محتملة. وقال فى بيان أصدره مكتبه «سنقوم بدراسة برنامجهم الزمنى وكيفية تنفيذه وتداعيات ذلك بالنسبة إلينا. ولكن فى أى حال سنكون قادرين على حماية أمن اسرائيل والدفاع عن أنفسنا». وزير بريطانى عسكرى: «هزيمة داعش» قول خاطئ لندن وكالات الأنباء: قال وزير بوزارة الدفاع البريطانية إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مخطئ فى قوله إن تنظيم داعش فى سوريا قد هُزم، وذلك فى وقت تدرس فيه الولاياتالمتحدة سحب كل قواتها من هناك. وبعدما قال ترامب على تويتر «لقد هزمنا تنظيم داعش فى سوريا»، رد الوزير البريطانى توبياس إلوود «اختلف بشدة». وأضاف وزير الدولة بوزارة الدفاع على تويتر تنظيم داعش تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة». سيناتور جمهورى: انتصار للتطرف وروسيا وإيران واشنطن وكالات الأنباء: قال السيناتور الجمهورى لينزى جراهام،المدافع الدائم عن الرئيس، إن أى قرار يتخذه الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا «خطأ». وقال جراهام فى بيان «الانسحاب الأمريكى فى هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم داعش وإيران وبشار الأسد وروسيا، وأخشى أن يؤدى ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره». وأضاف: «سيزيد من صعوبة الاستعانة بشركاء فى المستقبل للتصدى للتطرف، وستعتبر إيران وغيرها من الأطراف الشريرة ذلك دلالة على الضعف الأمريكى فى الجهود الرامية لاحتواء النفوذ الإيراني».