غواص تعمق فى أعماق بحار النغم، ربما خشيته الأمواج لكنه لم يهبها يوما وظل سابحا مغمض العينين رغما عنه، ولكنه اعتبر غمضة عينيه من قبيل الطرب واستحسان سماع الموسيقى ومضى حياته كلها مغمض العينين يرى بقلبه وتنشط الموسيقى بصيرته .. هكذا يراه كل بصير بالموسيقى ممن أغمضوا أعينهم استحسانا للطرب فى معهد موسيقى النور والأمل الذى أسسته د.سمحه الخولى رئيسة اكاديمية الفنون المصرية عام 1961، وانطلق فى طريقه بلا هوادة مؤسسا أوركسترا من قامات وأشبال.. إنه الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعى. اعتبره عازفو المعهد نموذجا وقدوة يحتذون به، فلم يكن حظه يسيرا شأن حظهم كما اشاروا فلم تكن معاهد تعليم المكفوفين بزمانه قد فتحت أبوابها بعد، مما اضطره لترك «سمالوط» مسقط رأسه للالتحاق ب «المركز النموذجى لرعاية المكفوفين» فى القاهرة للدراسة الثقافية فقط، ولكنه كان قد تعلم عزف البيانو على يد ابنة عمه وهو فى الثالثة من عمره، وبدأ في تعلم التدوين الموسيقي وعمره سبع سنوات، ثم دفعه عشقه للموسيقى للانضمام الى النشاط الموسيقى فى مدرسته لعزف الاوكورديون والعود، فتعلم اساسيات الموسيقى فى مدرسة «هاردلى الامريكية» وهو فى الرابعه عشرة من عمره». سيرته محفوظة عن ظهر قلب بين عازفات معهد النور والأمل اللائى تعلمن العزف على كافة الآلات، بعد التدريب على النوتة الموسيقية المكتوبة بطريقة «برايل»، فقد كان عمار الشريعى ممن شاركوا فى تصميم وتنفيذ أول برنامج عالمي لقراءة النوتة بطريقة برايل «GOOD FEEL»، وهو ما أكدته مديرة المعهد د.نجاة رضوان التى أشارت الى تبنى المعهد تدريب بعض الفتيات لإصدار نوتات مكتوبة بطريقة برايل حتى تكونت مجموعة من 9 فتيات، ولولا ذلك ما تمكّن - على حد قولهن - من العزف إلا سماعيا، رغم اندهاشهن من تعلم عمار الشريعى سماعيا فى بداية مشواره الفنى، وأنه أجاد العزف بطريقه الحفظ مما يجعله غواصا ماهرا فى بحار الموسيقى، فقد عزف فى الملاهى الليلية والفرق واتجه للتلحين وكانت أولى اغنياته «امسكوا الخشب» لمها صبرى فى عيد ميلاد اذاعه صوت العرب سنه 74، وتجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلما، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلا، وما يزيد على 20 عملا إذاعيا، و10 مسرحيات غنائية استعراضية، وزادت ألحانه على 150 لحنا لمعظم فناني وفنانات العالم العربي. وتأكيدا على البصيرة الموسيقية التى يملكها خلفاء عمار الشريعى أشار مايسترو المعهد محمد سعد باشا الى أن العازفات يجدن العزف بعد التدريب على النوتة بجهد أقل لكن خلال فترة زمنية، لأنهن يعتمدن على الذاكرة السمعية. فرقة عازفات النور والامل