► الحكومة الفرنسية تبحث عن مخرج مع الأحزاب والمحتجين.. ومحاكمة المشاغبين استيقظت العاصمة الفرنسية باريس أمس على أزمة جديدة، حيث احتلت مئات من سيارات الإسعاف «البيضاء» ميدان الكونكورد بشارع الشانزليزيه احتجاجا على تدنى أحوال المسعفين المعيشية بعد إعلان وزيرة الصحة تقليص الميزانية الخاصة بمساعدتهم، وذلك فى الوقت الذى تواصلت فيه مظاهرات «السترات الصفراء» وسط مساعى حكومية لإنهاء الأزمة. وتسببت احتجاجات الإسعاف فى إحداث حالة من الشلل المرورى بالميدان القريب من الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، فيما أشعل المتظاهرون من رجال الإسعاف النيران فى الإطارات ورفعوا لافتات كتب عليها «ماكرون ارحل» و «الدولة قتلتني». وأعلن المحتجون أنهم سيعتصمون بالميدان لحين استقبالهم من قبل وزيرة الصحة بهدف إيجاد حلول لأحوالهم المعيشية والعملية. وفى غضون ذلك، أغلق متظاهرو السترات الصفراء مداخل 11 مستودعا للوقود تابعا لشركة «توتال» للبترول، بينما أكد متحدث باسم الشركة نفاد البنزين ب 75 محطة تابعة لها بعد أن حالت الاحتجاجات - المستمرة منذ 3 أسابيع - دون تزويد المحطات بالإمدادات من البنزين. وفى سياق متصل، أجرى رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب أمس محادثات مع قادة الأحزاب الرئيسية فى محاولة لنزع فتيل أزمة المظاهرات التى تعم البلاد احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة والتى أدت لأعمال شغب واسعة النطاق فى باريس. وقال المكتب الصحفى لرئيس الوزراء فى بيان إن فيليب سيلتقى أيضا ممثلى من حركة السترات الصفراء اليوم الثلاثاء، فيما يعقد نواب البرلمان الفرنسى مباحثات بشأن الأزمة فى وقت لاحق خلال أيام. وفى الوقت نفسه، حذر برونو لومارى وزير المالية الفرنسى من أن عنف الاحتجاجات وإغلاق الطرق أثر سلبا على الاقتصاد الفرنسي.وقال لومارى إن تأثير المظاهرات على الاقتصاد وحركة البيع كان جديا، مشيرا إلى أن بعض القطاعات سجلت تراجعا فى المبيعات ما بين 15% إلى 25%.وذكرت وكالة «رويترز» أن الاحتجاجات تسببت فى هبوط أسهم النقل والسياحة بأكثر من 2%. ومن جانبه، أعلن فيليب بيلافال رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية أن كلفة الأضرار الجسيمة التى لحقت بقوس النصر خلال أعمال العنف التى رافقت المظاهرات يوم السبت الماضى قد تصل إلى مليون يورو. وقال بيلافال لصحيفة لو فيجارو «إن النصب سيظلّ مغلقاً أمام الجمهور لعدة أيام. وأوضح بيلافال أن قوس النصر الذى يعتبر من أبرز الرموز الوطنية فى فرنسا «تعرض لنهب منظّم شمل قاعات العرض وتماثيل والمتجر والمراحيض، وهناك تمثال من الجصّ يعود تاريخه لثلاثينيات القرن الماضى تم تدميره بالكامل، لقد تم أيضاً قطع رأس التمثال النصفى الرخامى لنابليون». ومن جانبها، أعلنت شرطة باريس أن أعمال العنف والشغب أسفرت عن إضرام النيران فى 6 مبانى وأكثر من 130 حاجزا مروريا واحتراق 112 سيارة. على الصعيد القضائي، بدأت أمس محاكمة عشرات المشتبه بهم فى أعمال الشغب أمام محكمة الجنح فى باريس خلال جلسات مثول فوري. ويواجه المعتقلون تهم ارتكاب أعمال عنف ضد أشخاص يتولون السلطة العامة وأعمال تخريب ضد أملاك ذات منفعة عامة والتجمع بغية ارتكاب أعمال عنف وحمل سلاح، وهى جرائم يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات.ويشار إلى أن أحداث العنف كانت قد أسفرت عن اعتقال أكثر من 400 شخص.