فى تصعيد مفاجئ للتوتر القائم بين روسياوأوكرانيا، اطلقت القوات الروسية أمس النار على ثلاث سفن تابعة لأوكرانيا واحتجازها خلال محاولة هذه السفن عبور مضيق «كيرتش» والذى يفصل البحر الأسود وبحر آزوف، فيما أعلنت أوكرانيا التأهب الأمنى لمدة 60 يوما بعد دعوة موسكو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث التطورات. وأطلقت روسيا النيران فى وقت متأخر من أمس الأول على ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية قبالة سواحل شبه جزيرة القرم، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من أطقم البحارة الأوكرانيين. وأعلن جهاز الأمن الاتحادى الروسى «إف.إس. بي» أنه تم احتجاز السفن الأوكرانية الثلاث، وأن البحارة المصابين يتم إخضاعهم للرعاية الطبية إثر إصابات غير مهددة للحياة وفقا لما أوردته وكالة «تاس» الروسية الرسمية للأنباء. وأكد مسئولون بجهاز الأمن الاتحادى الروسى بتوفر «أدلة دامغة على استخدام كييف للبحرية الأوكرانية فى محاولة للاستفزاز فى البحر الأسود، وأكدت بأن لجوء روسيا لقوة السلاح ضد السفن جاء لوقف قيامها ب «مناورات خطيرة». وكانت وكالة «تاس» للأنباء قد ذكرت أمس أن الأدلة المؤكدة على الانتهاك الأوكرانى سوف يتم إتاحتها قريبا. وأشار بيان عن سلطات روسيا وتناقلته وسائل إعلامها المحلية إلى أن أوكرانيا سعت لخلق حالة صراع. ودافع سيرجى لافروف وزير خارجية الروسى عن رد فعل بلاده فى واقعة السفن الأوكرانية، مؤكدا أن ذلك كان ردا على «استفزاز» ومحاولة انتهاك للسيادة الروسية من جانب أوكرانيا. ودعا لافروف ما وصفه ب«الجهات الغربية الراعية» لأوكرانيا بتهدئة الموقف. وفى تحذيرات منفصلة، حذر لافروف من إمكانية تجاوز ما وصفه ب«نقطة اللا عودة» بين روسيا والعالم الغربي. وكانت روسيا قد قامت فى وقت لاحق أمس بإعادة فتح مضيق كيرتش أمام الملاحة. وعلى الجانب الأوكراني، طالب الرئيس بيترو بوروشينكو روسيا بإطلاق سراح البحارة والسفن التابعة لها. وصرح بوروشينكو خلال اجتماع مجلس الأمن القومى والدفاع الأوكرانى بأن البحارة من مواطنى بلاده قد تم القبض عليهم بشكل «وحشي»، وفى انتهاك واضح للقانون الدولي. وطالب بوروشينكو بسرعة نقل البحارة والسفن إلى الجانب الأوكرانى وتجنب التصعيد الإضافى فى منطقة آزوف. وكان مجلس الأمن القومى والدفاع الأوكرانى قد عقد أمس جلسة عاجلة صوت خلالها لصالح إعلان حالة التأهب الأمنى لمدة 60 يوما، ومن المقرر أن يتم طرح قرار التأهب لنيل إقرار مجلس النواب الأوكرانى خلال ساعات. وفى أول ردود الفعل على التصعيد المقلق، أكدت مندوبة أمريكا لدى الأممالمتحدة نيكى هيلى أن مجلس الأمن سيستجيب للطلب الروسى بعقد جلسة طارئة. ودعا الاتحاد الأوروبى روسياوأوكرانيا إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس لتهدئة الأوضاع بشكل فوري».