أثار تصريح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، حفيظة وغضب كثير من الأمهات المصريات؛ ذلك التصريح الذى هاجمهن فيه وألقى بمسئولية تدهور منظومة التعليم فى مصر على عاتقهن!!. فقد صرح وزير التربية والتعليم خلال مؤتمر الأسبوع الأول للتنمية المستدامة، الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية خلال شهر نوفمبر الحالي، بأن تطوير نظام التعليم لابد أن يكون هدفًا أساسيًا للدولة بأكملها بدءًا من الحكومة وحتى الأسر، وأن "أمهات مصر اللي عايشين 24 ساعة على فيسبوك مش فاضيين لتربية أولادهم"؛ ومن بعد هذا التصريح انتشرت البوستات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى المواقع الإخبارية في الانترنت المستنكرة للهجوم غير المبرر من الوزير، الذي تناسى معاناة أولياء الأمور أمهات وآباء مع مناهج التعليم العقيمة والتي لم تتطور منذ زمن بعيد، وأن الأبناء الذين سبقوا أمهاتهم في التطور التكنولوجي المتغير في كل ساعة يعانون الأمرين من تلك المناهج، ويرفضون تقبلها، وأن الأمهات اللاتي يهاجمهن الوزير يعيشون تحديات يومية منزلية وغير منزلية خلال العام الدراسي للوصول إلى بر الأمان بأبنائهن، وأن الأم المصرية تقصر في حق نفسها وصحتها وهنائها وعلاقاتها الاجتماعية حتى آخر يوم لامتحانات نهاية العام!!. وفي حوار تليفزيوني بإحدى القنوات الفضائية الخاصة عبر الهاتف مع الوزير رداً على مطالبة بعض أولياء الأمور بالاعتذار للأمهات المصريات قال الوزير: "إن الوزارة لديها ما هو أهم وأعظم من هذا الأمر، وهو المشروع القومي للتعليم، والذي يخدم 22 مليون طالب، والأجيال الجديدة والوزارة تبحث حالياً مع وزارتى التخطيط والأوقاف لتمويل هذا المشروع للمائة سنة، أما القضايا الأخرى ما هي إلا تشتيت"؛ فى إشارة منه إلى ما يجرى على الفيس بوك من اعتراض لتصريحاته المثيرة والمتعاقبة، ثم أكد أن أمهات مصر "أجلاء" ولا يخطر على بال عاقل أن يعمم.. ثم هاجم السوشيال ميديا وقال: "إن هذه المجموعات تعتبر نفسها شخصيات اعتبارية على الإنترنت ليس لها مشروعية التحدث باسم أولياء أمور مصر، وعندما يأتي نحو 500 ألف ويشكلون مجموعة ده لا يعطيهم المصداقية لكي نتكلم معهم ولا نعتذر لهم"!!. ورسالة منى كأم مصرية لسيادة الوزير، أنا وكثيرات مثلي، يكفي علينا ما نواجهه من معاناة مع أولادنا في تربيتهم ومتابعة دروسهم والمذاكرة لهم والعناية بهم، ولسنا مطالبين بالدفاع عن أنفسنا أمام اتهامك لنا بالتقصير مع أولادنا، فياليتك تقارن دور الأمهات في الخارج فيما يخص تعليم أولادهن، وأن المسئول الرئيسي عن التعليم في الخارج هي المدرسة وليس الأسرة، ومن يحاسب الوزير هو المواطن وليس العكس؛ وإذا كنت تتهم سيادتك ضمنياً "اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم" بأنها "شكل من أشكال الألتراس والتظاهر الإلكتروني" على حد قولك، فذلك لأن الأمهات يعتبرونه المتنفس الوحيد لشكواهم، وأنه ربما يلفت نظر المسئولين عن التعليم ويهتمون بتلك المشكلات ويرحمون الأمهات ليعشن حياتهن الطبيعية كالأمهات في الخارج!!. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى