منذ ساعات قليلة، خرجت مفوضة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، عقب اجتماع عقدته مع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، قائلة إن الاتحاد لا يسعى إلى إنشاء جيش أوروبي موحد. وقالت: "إن المبادرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي تتواءم بشكل كامل مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتهدف إلى إنهاء الاختلافات بين القدرات الدفاعية للدول الأعضاء". فكرة إنشاء جيش خاص بالاتحاد الأوروبي، برزت في تسعينيات القرن الماضي بعد تفكك يوغوسلافيا، وعادت إلى الظهور ثانية عام 2015، عندما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، عن حاجة أوروبا إلى جيش خاص بها، مؤكداً أنه الأوان لكي تصبح أوروبا قوية، ومشيرا إلى أن هذا الجيش لن ينافس الناتو. ومن جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، عن دعمه لفكرة إنشاء جيش أوروبي موحد من الممكن أن يكون بديلاً عن حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال: "أوروبا حليفة وكيان اقتصادي قوي، لذلك رغبة الدول الأعضاء في الاتحاد بالاستقلالية والسيادة أمر طبيعي جدّاً". وأكّد بوتين على أهميّة الدور الذي ستؤديه فرنسا في هذا الإطار، ورأى أن الجيش الأوروبي الموحّد قد يشكل بديلاً عن ناتو. وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان الألماني (البوندستاج)، مؤخراً، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "أوروبا، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، لا يمكنها أن تسمح للعالم بالانزلاق في الفوضى، لذلك يجب على أوروبا أن تكون في الوقت الحالي أكثر قوة وسيادة". وشدد الرئيس الفرنسي على أن أوروبا "لن تستطيع أن تقوم بدورها إذا باتت لعبة في يد القوى الأخرى واكتفت بدور ثانوي على الساحة العالمية". وأيدت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد واعتبرت أن تشكيل هذا الجيش لا يتعارض مع وجود الناتو، مؤيدة بذلك مقترح الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون". في حين، أعربت الدنمارك وهولندا والسويد عن رفضهم لفكرة الرئيس الفرنسي (إنشاء جيش أوروبي موّحد). من الواضح أن هناك انقساما بين الدول الأوروبية، ما بين مؤيد ومعارض، لكن السؤال المتبقى هل يستطيع ماكرون وميركل بمساندة بوتين تأسيس جيش أوروبي حقيقي، للدفاع عن القارة ومصالحها والحد من الاعتماد على الولاياتالمتحدة في ظل هذه الانقسامات؟. من قلبي: فكرة إنشاء الجيش الأوروبي تقلق الولاياتالمتحدة، التي تشعر بأنها تهيمن تماما على الأوضاع الأوروبية، بفضل سيطرتها التامة على حلف شمال الأطلسي، وبوسعها فرض إرادتها على حكومات الدول الأوروبية، وهناك قطعاً في أوروبا من ستتعارض مصالحة مع فكرة الجيش الموحد.. فالولاياتالمتحدة في انتظار إجراءات فعَّالة من جانب شركائها في أوروبا، وزيادة النفقات الحربية والمشاركة في المعارك الخاصة بحماية "المصالح الأمنية المشتركة".. كما ترى أن الناتو هو الضمانة الرئيسة للاستقرار والأمن. يذكر أن بريطانيا، التي وقفت ضد إنشاء جيش أوروبي، تؤيد وجهة النظر هذه. من كل قلبي: أعتقد أن أهمية فكرة إنشاء جيش أوروبي موحّد، هي تطور إيجابي في عالم متعدد الأقطاب يسعى بكل ما أوتي للتسلح عسكرياً، وإذا نظرنا لكل الدول من حولنا الآن، وخاصة الكبرى، سنجد سباقاً في التسلح والعتاد العسكري.. وقد حان الدور على أوروبا، في ظل الهيمنة الأمريكية وخروج بريطانيا من الاتحاد.. ماكرون يريد تخلي أوروبا عن شراء الأسلحة الأمريكية، وبوتين يدعم "جيشاً موحداً" للقارة العجوز!. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن