أسابيع قليلة ويحل علينا عام 2019 ويبدأ تنفيذ مخطط تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، لجذب السياحة والنهوض بقلب القاهرة الجديد وإمداده بالمرافق، بعد تعويض الأهالي وتوفير مساكن بديلة لهم، ولتتكامل منطقة ماسبيرو فى ثوبها الجديد مع القاهرة الخديوية، وهى القلب التاريخى العريق، وتحسين وتجميل العاصمة علي النيل خلال ثلاثين شهرا، بعد اعتماد رئيس مجلس الوزراء خطط التطوير والرسومات الثلاثية الأبعاد، التى تشمل إنشاء حى سكنى وأنشطة سياحية وترفيهية، وممشى سياحى على النيل وطريق «يوتيرن»، فضلا عن فنادق وبنوك ومتاحف ومبان إدارية ومساحات خضراء، وجراجات وأماكن لانتظار السيارات ومسارات مشاة، وإقامة ألف وحدة سكنية للسكان من أهالى المنطقة. بداية يؤكد المهندس خليل شعت ، رئيس وحدة تطوير العشوائيات بمحافظة القاهرة، أن المرحلة الأولى من المشروع بدأت بإزالة المنازل والعمارات فى وسط المنطقة لإقامة عمارات للأهالى ممن يرغبون فى الاستمرار بها، ثم المنطقة الترفيهية، تليها إزالة المبانى المطلة على كورنيش النيل ليبدأ تنفيذ المخطط النهائى لمشروع تطوير مثلث ماسبيرو، الذى اعتمده اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة والمجلس الأعلى للتخطيط العمرانى بصورة نهائية، وبعد نقل المخلفات الناتجة عن الهدم، تمهيدا لبدء مشروع التطوير، بعد أن توصلت الحكومة لإنهاء مشكلات منطقة مثلث ماسبيرو التى تعد أغلى وأرقى مناطق القاهرة، حيث تصل تكلفة إزالة المبانى القديمة وإقامة البنية التحتية والخدمات الأساسية إلى 4 مليارات جنيه، بينما التكلفة المادية للمشروع تصل لنحو 15 مليار جنيه، للتنفيذ على مساحة 82 فدانا، ويبلغ نصيب الدولة نحو 10% فقط من المشروع، فى حين أن 25% من الأرض قطع صغيرة يتملكها مواطنون، وتتملك المساحة المتبقية شركتان من السعودية وأخريان من الكويت، إضافة لشركة ماسبيرو المصرية، كما يضم المشروع مسجد أبو العلا ووزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتليفزيون ومترو الأنفاق والقنصلية الايطالية، حيث تقرر تنفيذ المخطط والتطوير على 51 فدانا فقط. ورصدت المساحات الأخرى للطرق والمساحات الخضراء، وبدأ تمهيد التربة ورسم الطرق على الأرض بعد إخلاء المنطقة بنسبة 96%، كما أن هناك خمس عمارات تراثية لم تأخذ دورها فى المخطط النهائى باعتبارها مسجلة فى حصر التراث بجهاز التنسيق الحضاري، وتتجه النية لإخراجها من حصر المحافظة لهدمها، ليبدأ تنفيذ المشروع عمليا فى شهر يناير المقبل، ليشمل إنشاء حى سكنى وأنشطة ترفيهية وسياحية، فضلا عن فنادق ومتاحف ومبان إدارية ومساحات خضراء، وجراجات وأماكن لانتظار السيارات ومسارات مشاه، كما يوفر أكبر فرص لتشغيل العمالة من الشباب، ويبدأ بإقامة ألف وحدة سكنية للسكان من الأهالى على مساحة 8 أفدنة تطل على شارع 26 يوليو، وهم 936 أسرة يرغبون فى العودة للمنطقة بعد التطوير، وتزويد مساكنهم بكل الخدمات من محال تجارية وخدمات تعليمية من دور حضانة ومدارس متواكبة مع استكمال المشروع الرئيسى بتحديد مسارين للترفيه والسياحة، ومسار آخر تجارى للربط بينهما، وإنشاء جراج أسفل مسار المشاة ليربط كورنيش النيل بمحطة مترو رمسيس، وإعطائه اهتماما كاملا، ورفع كفاءة ميدان عبد المنعم رياض المجاور للمشروع الذى يربط القاهرة الخديوية بمنطقة ماسبيرو، ومراعاة أن يكون تصميم المبانى بالمشروع متناسبا مع عمارة القاهرة الخديوية ومتواكبا، فى نفس الوقت، مع تطوير المبانى التاريخية بالمنطقة مثل متحف المركبات فى شارع 26 يوليو. 24 مترا عرض الشارع وقال شعت إن خريطة الشوارع التى يجرى تنفيذها الآن تحددت بعرض 24 مترا، ولن تتجاوز ارتفاعات الأبنية 40 طابقا سكنيا، فليس هناك خطة بما يسمى بمشروع أعلى برج سكنى فى إفريقيا، والذى قيل إن طوله يصل إلى 70 طابقا، ذلك لأن أراضى مثلث ماسبيرو لا تتحمل أى ارتفاعات تزيد على 40 طابقا، مع مراعاة تقليل فرص دخول السيارات للمنطقة لمنع حالات التلوث، مع الحفاظ على المواقع التاريخية والأثرية ووزارة الخارجية، وفندق هيلتون رمسيس، ومتحف المركبات، كما يهدف المشروع الجديد إلى تحويل المنطقة إلى نشاط سياحى وإسكان متميز، ومنطقة للترفيه، حسب الرسوم التوضيحية المحددة على مساحة 51 فداناً فقط، بعد أن كانت هذه المنطقة أكثر المناطق المتدنية سكنيا بالقاهرة ، وهى محددة على شكل مثلث محصور بين شارع الجلاء وكورنيش النيل وشارع 26 يوليو، وتخصص المنطقة التى تقع على النيل وخلف مبنى ماسبيرو لإنشاء أبراج سياحية وفندقية، أما الناحية الغربية من المشروع فتم تخصيصها للإدارية والتجارية، ويخصص فى الوسط منطقة ترفيهية. وسيتم تنفيذ طرق عرضية وطولية بحيث تربط كل الجوانب بالنيل والكورنيش، بحيث يكون الطابع المعمارى للمشروع هو الطابع الخديوى. لتتحول أخطر منطقة عشوائية بالقاهرة، إلى أكثرها جمالا وحضارة بعد نجاح المحافظة، بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات، فى إخلاء المنطقة وصرف كل التعويضات لسكانها لتتحول منطقة العشش والبيوت غير الآدمية بماسبيرو فى عامين ونصف العام إلى منطقة للجذب السياحى والاستثمارى من أنحاء العالم وليس محليا فقط. أهم المناطق بالقاهرة وأضاف اللواء إبراهيم عبد الهادى نائب محافظ القاهرة، أن منطقة مثلث ماسبيرو إحدى أقدم المناطق فى العاصمة وأهمها على الإطلاق لموقعها المتميز على النيل، وبها مبنى وزارة الخارجية والإذاعة والتليفزيون، لذلك راعت الدولة إعطاءها اهتماما خاصا منذ أكثر من عشر سنوات ودخلت فى مفاوضات مع سكانها لإقامة «قلب جديد للقاهرة»، حيث كان يسكنها نحو 7 آلاف مواطن، بينما بلغت المبانى القديمة بها التى تمت ازالتها نحو 1100 عقار بإجمالى 6696 غرفة، ليبدأ التنفيذ بعد دراسات عديدة على هذه المنطقة وسكانها من محافظة القاهرة ووزارتى التضامن والسياحة، وهيئة التخطيط العمرانى وإدارة التخطيط العمرانى لإعداد مخطط التطوير بالمنطقة وإقامة الأبنية مع زيادة المساحات الخضراء بها، وشملت الخطة الشريط الموازى لكورنيش النيل، وكانت تسمى منطقة حكر أبودومة بروض الفرج، وامتدادها جنوبا حتى ميدان عبد المنعم رياض، ليصبح هذا الميدان هو النقطة الفاصلة بين وسط القاهرة القديمة، وامتدادها الجديد إلى ميدانى رمسيس والعتبة حتى نهاية قصر عابدين، ليكون هناك امتداد لوسط القاهرة الجديد فى منطقة ماسبيرو بطول كورنيش النيل، مع مراعاة تطوير المبانى ذات القيمة التاريخية بالمنطقة مثل متحف المركبات. سيناريوهات التطوير وقال إن الحكومة لديها سيناريوهات لتطوير تلك المنطقة بتحويلها إلى مشروع سياحي، وثقافي، وإدارى يليق بالموقع، والتكلفة التقديرية لتطوير هذه المناطق تبلغ نحو 15 مليار جنيه، يتوقع أن تصل إلى 20 مليارا نتيجة الزيادة الأخيرة فى أسعار مواد البناء وبعد ارتفاع سعر الدولار، وتنفذه شركة ماسبيرو للتنمية العمرانية، وهى المسئولة عن أراضى مثلث ماسبيرو لتطويرها، إضافة إلى الهدف الأساسى وهو خلخلة التجمعات السكانية فيها، لتصبح هذه المنطقة هى وسط البلد الحقيقى بدلا من وسط البلد الحالى فى القاهرة الخديوية، وطبقا للخريطة المتخيلة لمثلث ماسبيرو التى أعدتها وزارة الإسكان ستتوزع بها الحدائق، وستحل حدائق كورنيش النيل وحدائق الفنادق، بدلا من عشوائيات شركس والشيخ على وحكر أبودومة والقلاية وغيرها، فى حين تحل منطقة «السوق» بدلا من بولاق أبوالعلا ، وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة ماسبيرو 82 فدانًا بينما المساحة المستهدف تطويرها تصل إلى 51 فدانًا. وبلغ ثمن المنطقة وهى أرض فضاء 120 مليار جنيه. وأن القيمة الإجمالية للأراضى المطلة على شارع الجلاء نحو 2.5 مليار ، ويقدر سعر المتر المربع من أرض المنطقة ب40 ألف جنيه، بينما بلغت مساحة المنطقة بالكامل111 ألف متر مربع، منها 24 ألف متر مربع لإقامة الوحدات السكنية للأهالي، وباقى المساحة للأنشطة المتعددة الاستخدامات، وتشمل أنشطة تجارية وسياحية وترفيهية وفندقية، حيث تبلغ تكلفة المرحلة الأولي 4 مليارات جنيه بمعدل 700 مليون جنيه لتعويضات الشاغلين الذين طلبوا الحصول على تعويضات، ومليار للبنية الأساسية والطرق، و600 مليون لتنفيذ 930 وحدة سكنية للسكان من أهل المنطقة و700 مليون جنيه لتنفيذ وتوفير الخدمات الرئيسية به، باعتباره مشروعا قوميا لتطوير قلب العاصمة وتحسين معيشة حياة سكانه. بدائل لسكان المنطقة وأشار المهندس سيد عبد الفتاح، رئيس حى بولاق أبو العلا، إلى أن المحافظة لم تجبر أى مواطن على الخروج أو البقاء داخل المشروع، واتفقت مع الأهالى على البدائل حسب رغباتهم وحصلت أكثر من 99 % من الأسر على التعويضات، فالأسرة التى امتلكت غرفة واحدة بلغ تعويضها 60 ألف جنيه، إضافة إلى 40 ألفا دعما من الدولة، ومضاعفة المبلغ حسب عدد الغرف، مع توفير شقق للراغبين فى مشروع الأسمرات، تسلم مفروشة بقيمة 200 ألف جنيه للوحدة، فإذا كانت الأسرة تمتلك غرفة واحدة يقسط مبلغ 100 ألف جنيه عليها وهو الفرق المتبقى على مدى 30 عاما، أما الأسرة مالكة غرفتين فيصبح المبلغ المتبقى عليها 40 ألف جنيه يقسط على 30 سنة أيضا، والتى تمتلك شقة من 3 غرف وصالة تصرف لها الدولة فرقا قيمته 20 ألف جنيه. كما راعى المشروع البعد الاجتماعى والاقتصادى بتوفير المساعدة للسكان للنهوض بمستوياتهم المعيشية لمن طلبوا الاستمرار بالمنطقة حتى تنتهى إقامة وحدات الأهالى بتوفير مبالغ مادية لهم للسكن المؤقت، بمنح كل منهم مبلغ 40 ألف جنيه للسكن المؤقت حتى تنتهى الدولة من إقامة المشروع وتسلم وحداتهم الجديدة. 9 شركات وأضاف أنه أمكن اختيار 9 شركات للتأهيل من خلال المسابقة العالمية لمشروع إعادة التخطيط والتصميم العمرانى لمنطقة مثلث ماسبيرو بالقاهرة، والتى تشمل 9 مكاتب وتحالفات عالمية من الأردن وأمريكا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا وكوريا كأفضل المتقدمين للاشتراك فى المسابقة العالمية لتطوير منطقة مثلث ماسبيرو، وتسلمت 50 أسرة من أهالى ماسبيرو الشيكات الخاصة بهم، وأزيلت العشش والمنازل الخاصة بهم، فور تسليمهم الشيكات، وتم نقل 335 أسرة لمشروع الأسمرات من إجمالى 425 أسرة، بنسبة 80% كما تسلمت كل أسرة ترغب فى الاستمرار بالمنطقة مبلغ 40 ألف جنيه لتأجير وحدات مؤقتة لحين انتهاء أعمال تطوير المشروع، وأن هناك وحدات توفر لهم بالمشروع بمبلغ 450 ألف جنيه وأخرى 350 ألف جنيه على 3 سنوات، وسيتم احتساب المبالغ الخاصة لهم تعويضا مقدما، وتقسيط الباقى على 30 سنة، وهناك بديل آخر هو الايجار لمن لايستطيع الدفع غير محدد المدة بمبلغ 600 جنيه شهريا ويجوز توريث الوحدة لأحد الأبناء، وأن أقل إيجار سيكون 325 جنيها شهريا، كما يؤجل تحصيل الأقساط لمدة 3 سنوات مهلة لهم، مع توجيه الاهتمام بالمبانى المسجلة فى التراث ضمن مثلث ماسبيرو وهى «مبنى القنصلية الإيطالية، ووزارة الخارجية، ومبنى ماسبيرو، ومجموعة بيوت فى شارع 86 شارع أبو العلا، ومجموعة بيوت 62 شارع 26 يوليو، و18 شارع إيزي، و50 شارع 26 يوليو، ومسجد السلطان، ومتحف المركبات الملكية، وهيلتون رمسيس.