أشتهر بأفلام الإثارة والحركة مما جعل نهايته مطابقة لحياته, إنه المخرج السينمائي البريطاني المولد توني سكوت(68 عاما) الذي قرر إنهاء حياته الأسبوع الماضي بإيقاف سيارته في منتصف الظهيرة علي جسر فينست توماس بكاليفورنيا والقفز منه إلي الماء. وقد تم العثور داخل سيارته علي رسالة تؤكد انتحاره كما أن أسرته أنكرت إصابته بأي أمراض عضوية هي التي أودت بحياته. وتوني هو الشقيق الأصغر للمخرج العالمي ريدلي سكوت. ومن أشهر أفلام توني توب جن, لعبة الجاسوس, رجل علي النار, أيام الرعد, شرطي بيفرلي هيلز الثاني, صبي الكشافة الأخير......إلخ ويقودنا خبر انتحار توني إلي ملف انتحار الفنانين وأشهرهم مارلين مونرو, داليدا, ألفيس برسلي, وغيرهم من أسماء لمعت وحظيت بالشهرة و المال و حب الناس. إذن لماذا يقدم الفنانون علي الانتحار. هل هناك علاقة بين التقمص في أداء الشخصية والمرض النفسي ؟ وهل يلجأ الفنان للعلاج النفسي أم أنه يخشي من نظرة المجتمع إليه؟ أسئلة عديدة تدور في الذهن كلما وقع حادث انتحار جديد نعلم جيدا أنه لن يكون الأخير. في محاولة لمعرفة الحقيقة وراء هذا المرض الذي يغتال الفنانين والمشاهير دون إسالة الدماء اتجهنا إلي. د أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي والذي قال: يعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم إذ تتراوح نسبة المصابين به من4-6% من سكان أي بلد في العالم, ويوجد مليون فرد في العالم يقبلون علي الانتحار سنويا. منهم7% من المصابين بالاكتئاب. وأنه يوجد حالة انتحار كل17 ثانية. والاكتئاب عندما يهاجم الفرد فإنه ينسيه تماما كل المزايا وأسباب النجاح التي يمتلكها, وهذا ما يفسر إقبال بعض الفنانين علي الانتحار بعد إصابتهم بالاكتئاب. حيث إنهم دائما لديهم الكثير من التوقعات نحو إنجازهم ومعدلات نجاحهم, وفي حالة عدم تحقيق هذه الإنجازات يصطدمون بالواقع ويصابون بالاكتئاب ويفقدون قدرتهم علي العطاء والإبداع أكثر من الآخرين في مجالات أخري, لأنهم يعتبرون أنفسهم قدوة وصورة للنجاح والتقدم يعتبر المبدعون والفنانون والموسيقيون أكثر تعرضا للاكتئاب, حيث إنه يوجد خط فاصل بين الإبداع والمرض النفسي. وقد ربط إرسطو منذ مئات السنوات بين البشر المتفوقين في مجالات الفن والسياسة والشعر وبين الميل الشديد للحزن الذي قد يصل بهم إلي حد الجنون. ويضيف عكاشة: عندما يزحف الاكتئاب نحو الانسان يفقده الرغبة والقدرة علي الاستمرار في الحياة والإحساس ببهجتها. ويؤكد الدكتور عكاشة أنه من بين المبدعين لا يوجد من شعر بالاكتئاب إلا ولجأ للطبيب للمساعدة بما يؤكد إدراكهم بأنهم يعانون من خلل ما. وينصح الدكتور أحمد عكاشة المبدعين الذين يصابون بالاكتئاب قائلا إذا كانت عبقريتك وموهبتك وفنك لا يتأثرون بالاكتئاب بل يمنحك إبداعا وصمودا وتعاطفا فلا داعي للقلق, أما إذا أثر الاكتئاب علي عطائك وموهبتك وإنتاجك فسيصبح اللجوء للطبيب أمرا واجبا. وعلينا ألا ننسي أن70% من حالات الاكتئاب تبدأ بالآم جسمية وعضوية مثل فقدان شهية الأكل والأرق الشديد بما يحتم في هذه الحالة زيارة الطبيب.