وجَّهَ الرئيس عبد الفتاح السيسى، في اجتماع عقده مؤخرا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بإطلاق حوار مجتمعي شامل حول الخطة القومية لتطوير منظومة المخلفات، بحيث يضم مختلف فئات الشعب المصري، خاصة قطاع الشباب داخل الجامعات، للتوعية بشأن الإدارة السليمة للمخلَّفات في مصر، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على أهم عوائد تطوير المنظومة القائمة وما توفره من صياغة ثقافة جديدة وإتاحة المزيد من فرص العمل من خلال خلق صناعات وطنية صديقة للبيئة في مختلف المحافظات، لاسيما في المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة. واستعرض الرئيس في الاجتماع، الآليات والمحاور الرئيسية للخطة القومية لتطوير منظومة المخلَّفات وإدارتها، والتي تشتمل على إطار تشريعي منظم من خلال قانون خاص بتنظيم إدارة المخلفات، وكذلك تطوير البنية التحتية ذات الصلة، والتعامل مع مقالب المخلفات العشوائية بالنقل أو الإغلاق، ودمج القطاع غير الرسمي لإدارة المخلفات في المنظومة الجديدة، مع زيادة مساهمة القطاع الخاص وتعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية. وقد وجَّهَ الرئيس بسرعة استكمال خطة إدارة المخلفات بجميع عناصرها لوضعها محل التنفيذ، في ظل مساهمتها في تحسين الأوضاع البيئية والصحية والمعيشية للمواطنين، على أن تتضمن الخطة حصراً دقيقاً للمعدات والإمكانات المتوافرة على مستوى الجمهورية بهدف جمع وإدارة المخلفات بكفاءة عالية في جميع المحافظات. كما تناول اللقاء، مسألة تطوير منظومة جمع وتدوير المخلفات الزراعية، خاصةً قش الأرز، مع استعراض حملات التوعية التي اضطلعت بها مؤخراً وزارة البيئة قبل موسم حصاد محصول الأرز بوقتٍ كافٍ، وجهود الاستفادة من تلك المخلفات سواء بالتصنيع أو التصدير، مع عرض التجارب الناجحة للقطاع الخاص في هذا الصدد. مسألة المخلفَّات، لا يُستهان بها، فإذا خضعت للرقابة والتوعية والتقنين، لنظفت شوارعنا وجمَّلنا بلدنا، بل وعظَّمنا الاستفادة من مخلفاتنا، لإعادة تدويرها في المصانع، لخدمة المجتمع وتشغيل الشباب العاطل عن العمل.. وقد عانينا في السنوات الماضية، من مسألة حرق قش الأرز وما تسببه من ضرر، خاصة أنها لا تعالج ضمن منظومة محددة. عملية تدوير النفايات، هي عملية استخدام واستعادة وإعادة المخلفات المنزلية، أو الصناعية، أو الزراعية، بهدف تقليل أثرها واستخدامها في الصناعات والمنتجات المختلفة من جديد، بحيث تبدأ بتجميع المخلّفات التي يمكن تدويرها ومن ثم فرزها، لتصبح مواد خام صالحة للتصنيع والاستخدام، وتشمل المواد المعاد تدويرها الحديد، والصلب، وعلب الألمونيوم، والزجاج، والورق، والخشب، وبقايا مواد البناء وغيرها من المواد، وتعد بمثابة بدائل للمواد الخام، مثل البترول، والغاز الطبيعي، والفحم الحجري، والخامات المعدنية، والأشجار. وقد نشأت فكرة إعادة التدوير خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، عندما عانت الدول المشاركة في الحرب من نقص شديد في بعض المواد الأساسية مثل الحديد والمطاط وغيرها، حيث قامت بعض الدول نتيجة لذلك بجمع هذه المواد وإعادة استخدامها من جديد. من قلبي: أعتقد أنه آن الأوان لتغيير نمط حياتنا للأفضل، وبما يسهم في بناء مجتمع مصري نظيف صديق للبيئة، كما أن إطلاق حوار مجتمعي شامل لتطوير منظومة المخلفات، يضم مختلف فئات الشعب، خاصة الشباب، يُسهم في التوعية بهذا الأمر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن