من أرض الجنوب الساحرة جاءت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعى عرف الجمهور العام اسم الفنانة «مى عبد الله»، التى أشتهرت بلقب «نحاتة المنيا»، عندما قدمت مشروعها الأول منذ عام تقريبا، فى الوقت الذى كانت فيه طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وحقق مشروع تخرجها اصداء طيبة عبر الشبكات الاجتماعية، حيث أحيت فيه ذكرى نجوم الكوميديا من الزمن الجميل، عندما دمجت طالبة الفنون الجميلة فى مشروعها، رسم الكاريكاتير مع النحت، واختارت فيه نجوم الكوميديا الذين أثروا فيها منذ طفولتها ليصبحوا أبطال هذا المشروع. فى ذلك الوقت ارتبط اسم «نحاتة المنيا» بوجوه عبد الفتاح القصرى ومارى منيب، وغيرهما من النجوم، صنعوا الانتشار للفتاة الصعيدية من خلال 8 أعمال جسدت شخصيات نجيب الريحانى، حسن فايق، إكرام عزو (الطفلة فى فيلم عائلة زيزي)، والطفل أحمد فرحات، بالإضافة للقصرى ومنيب، فى منحوتات صغيرة الحجم من خامة الطين الأسوانى. رغم كل هذا النجاح، لم يلتفت الكثيرون إلى الصدمة التى تعرضت لها الفتاة الصعيدية فى منتصف العام الجارى، حينما تحطمت تماثيل مشروع تخرجها، بسبب الإهمال، لكن اسمها صعد هذا الأسبوع لقمة الاهتمام عبر وسائل التواصل وعادت «توب تريند» من جديد مع مشاركتها فى فعاليات منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، و تصاعد حدة الانتقادات لها، على خلفية عملها الجديد الذى قدمت فيه أيقونة الكرة المصرية «محمد صلاح» فى تمثال جديد من البرونز. قالت «مى عبد الله» ان تمثال محمد صلاح، الذى عرض فى شرم الشيخ لم تقم بصناعته خصيصا للمنتدى، تصنعه للمنتدى، ولكن عملية صناعته كانت فى إطار عملية تعليمية لمساعدة الشباب الموهوبين، فى التعرف على خطوات صناعة التماثيل خطوة بخطوة، وعندما أقترح عرض التمثال فى المنتدى، تم تحويل التمثال من الجبس إلى البرونز. تفسير «نحاتة المنيا» لم يوقف حدة الهجوم عليها، ولكنها فاجأت الجميع بعدها بساعات عبر حسابها الشخصى على «فيس بوك»، وفى اثناء انعقاد جلسات المنتدى لترد على منتقديها بطريقتها الخاصة.قدمت «نحاتة المنيا» عملها الفنى الجديد لأول مرة، الذى تصور فيه شخصية «الشيخ حسنى» بطل فيلم الكيت كات، وهو الدور التاريخى للفنان الكبير محمود عبد العزيز، عن رائعة إبراهيم أصلان «مالك الحزين» وهو الفيلم الذى يعد من أيقونات السينما المصرية، وقد نجح التمثال الجديد فى حصد إعجاب الكثيرين فى اللحظات الأولى لقيام نحاتة المنيا بنشر بعض اللقطات الفوتوغرافية له. وتمثال «مى» الجديد، هو أول تمثال من 22 تمثالا، هى قوام معرضها الأول، الذى ينتظر أن تبدأ فعالياته فى نهاية شهر نوفمبر الجارى. أكثر ما يبدو لافتاً، فى حكاية «نحاتة المنيا»، فى المحطات الأولى، ما بين نجاح مشروع تخرجها، ومشاركتها ونجاحها فى منتدى الشباب خلال العام الماضى، ثم خيبة الأمل التى أصابتها بعد تحطيم التماثيل التى وضعت فى ساحة جامعة المنيا، بسبب تدافع الطلاب لالتقاط الصور مع التماثيل، وهو ما أدى إلى تكسيرها، ثم موجة الانتقادات بسبب تمثال «صلاح»، والتى أعقبتها عودة الإعجاب مع تمثال «الشيخ حسنى»، هو المثابرة والإصرار، والتمسك باعتزازها بفنها، مع تقبل الانتقادات والآراء الفنية بشكل رحب، وهو ما يعد مؤشرا انها ستتجه لمزيد من التطور. د.معتز كمال محروس، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة فى جامعة المنيا، قال للأهرام ان «مى» فنانة موهوبة ومجتهدة، ولها سابقة أعمال جيدة، والتمثال الأخير لمحمد صلاح لم يحالفه التوفيق بشكل كبير، خاصة فى مرحلة الإخراج الآخير، خاصة أن النحت من الفنون التى تتطلب زوايا معينة فى التصوير النهائى للعمل، قد ترفع أو تهدم جماليات مهمة فى العمل. وأضاف محروس: لقد رأيت المراحل الأولى للتمثال بالجبس، وكانت جيدة جدا، إلا أن التمثال بعد صبه بالبرونز فقد الكثير من جمالياته، بالإضافة إلى عدم الحنكة فى اختيار زوايا التصوير.