الأماكن المغلقة، الصعود للمرتفعات، ركوب المصعد، الحيوانات، الظلام.. كل هذه حالات من الخوف يعانيها البعض ويطلقون عليها كلمة «فوبيا».. وعن الفوبيا وأنواعها وطرق علاجها؟ وهل المرأة لديها النصيب الأكبر من الفوبيا أم هى والرجل سواء؟ وغير ذلك من التساؤلات تشرح الإجابة عنها غادة السمان المعالج النفسى والسلوكى وتقول: « الفوبيا» هى كلمة أصلها يونانى بمعنى «الخوف من» وتعريفها فى علم النفس هو الخوف المزمن غير المبرر، فقد يكون من أشياء محددة أو من سلوكيات معينة يهرب منها من يعانى الفوبيا، فالخوف شعور طبيعى للحفاظ على حياتنا من أى أذي.. وللفوبيا أنواع عديدة تختلف باختلاف سبب الخوف نفسه، كفوبيا أو الخوف من القطط، أو الكلاب، البرق و الرعد، الزواج أو الموت، والنظافة (وسواس النظافة)، ولعل من أغرب الأنواع هى «فوبيا الورد». وتضيف المعالج النفسى أن الإنسان يشعر بالخوف بالفطرة, لذلك نجد أن الرجل والمرأة يتساويان فى الشعور به، لكن المرأة بطبيعتها عاطفية جدا وكلما زادت العاطفة زاد الاستشعار بالخطر، وعاطفة الأمومة من أقوى العواطف عند المرأة، ولعل أفضل مثال على ذلك هو تحرك الأم السريع لرضيعها فور استيقاظه او الشعور بأبنائها وهم فى أماكن بعيدة عنها على عكس الأب، وهذا يفسر لنا أن قوة العاطفة لدى المرأة أكبر بكثير عن الرجل مما يزيد لديها مشاعر الخوف والحذر، ولكن الفوبيا أو الخوف المزمن المرضى ينشأ عند المرأة والرجل لأسباب كثيرة فالتجارب فى مرحلة الطفولة لها تأثير كبير حتى مع تقدم العمر مثل التعرض لموقف تعطل المصعد أو لهجوم من الكلب أو القطة فيترسخ الموقف فى العقل الباطن ويسيطر على الشخص مسببا له الخوف المزمن, وحتى مع تقدم العمر ومعرفة الحقيقة يظل الخوف مسيطرا على الشخص. وعن الفوبيا والمرأة فهناك فوبيا معنوية أو نفسية يكون للمرأة فيها النصيب الأكبر، كبعض التقاليد المجتمعية التى تتحملها المرأة وحدها فقط، كالخوف من الطلاق كونه نهاية العالم ولتجنبه تتحمل المرأة إساءات كثيرة.. وتشير المعالج النفسى إلى أن هناك أنواعا مرضية من الفوبيا وراثية جينيا واجتماعيا أيضا، تكون من أشياء محددة قد يتحول هذا الخوف لوسواس قهرى مثل وسواس النظافة والذى تحتل فيه المرأة النسبة الغالبة، وتعانى فيه بتعقيم كل شيء يحيط بها لضمان عدم وجود حتى الجراثيم، وليست النظافة من أجل التخلص من الغبار والأتربة فقط، ومع مرور الوقت تسوء الحالة وتستوجب العلاج، ولقد أشار علماء النفس أن الفوبيا ليست مرضا وراثيا فهو خوف وراثى اجتماعى وليس جينيا، ومثال على فيقوم ذلك عندما يرى الطفل الأم تخاف من أنواع محددة من الحيوانات مثل القطط اوالكلاب او غيرهما سينشأ هو أيضا متأثرا بذلك الى حد كبير. ولعلاج حالات الفوبيا وللتخلص منها بأنواعها يبدأ أولا برغبة من يعانى الفوبيا المزمنة التخلص منها، أما الطبيب المعالج يقوم بتعريض المريض لمسبب المرض لديه ومواجهته به لكى يعتاد عليه ويشعر مع مرور الوقت بأنه أمر طبيعى لا يستحق الخوف منه.