قدم وزير الخارجية الهولندي هالبي زيلسترا استقالته، مطلع العام الجاري، بعدما أقر أمام البرلمان الهولندي بالكذب، وأنه قال على لسان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ما لم يقله، عن خطة روسية سرية للتوسع، تستهدف اقامة اتحاد روسى جديد بحلول العام 2020، تعيد مجد الامبراطورية الكبري التى غابت شمسها مع نهاية الثمانينات، باطلاق الزعيم الروسى الاسبق ميخائيل جورباتشوف، برنامجه الاقتصادي والسياسى لاعادة الهيكلة المعروف ب»الريسترويكا». اعترف زيلسترا بالكذب أمام البرلمان الهولندي، بعد جلسات استماع استمرت يومين، ليقول في النهاية أنه اخترع تلك الرواية لأسباب سياسية بحتة، دون أن يدرك حجم ما سوف تسببه من أزمة بين الادارة السياسية فى هولندا، والقصر الرئاسى فى موسكو، وهو أمر بات يفرض عليه أن ينسحب تماما من المشهد السياسي، بعدما فقد الرأي العام الهولندي الثقة فى وزير خارجيته، وأصبح من المستحيل استمراره فى موقعه. ويقول كثير من المحللين والخبراء فى الشأن الأمريكي، أن الكذب كان هو السبب الرئيسي وراء الاطاحة بالرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون، بعد الفضيحة الجنسية الكبري التى لاحقته، بعد تورطه مع المتدربة الجميلة مونيكا صامويل لوينسكي، ويقول هؤلاء أن المشكلة لم تكن فى الاعترافات التى ادلت بها لوينسكي عن تفاصيل وطريقة ممارستها الجنس مع الرئيس الامريكي في المكتب البيضاوي، والحجرات الملحقة بالجناح الغربي من البيت الأبيض، وانما لأن كلينتون كذب على الشعب الأمريكي، وتجاوز بذلك خطا أحمر، لا يمكن لأحد تجاوزه فى تلك البلاد البعيدة، فالكذب وفق القانون الأمريكي جريمة كبري لا يمكن التسامح معها، أو حتي غض الطرف عن مرتكبها، حتي لو كان هو رأس النظام، ورئيس اقوي واكبر دولة فى العالم. في رومانيا، ومع مطلع العام الجاري، سحب الحزب الاشتراكي الحاكم تأييده السياسي لرئيس الوزراء الروماني ميهاي تودوس، ليلحق بسابقه في ثاني واقعة خلال سبعة اشهر فقط، لاعتبارات تتعلق بالكذب على الرأي العام، وكتب البابا تواضروس افتتاحية مدوية لمجلة الكرازة التي تصدرها الكنيسة القبطية، عن الارتفاع الكبير والملحوظ فى ظاهرة الكذب والخداع بين الناس، وكيف أظهرت العديد من الدراسات الاجتماعية الحديثة، قدرات انسان العصر فى هذا المجال، وامتلاك نوعيات كثيرة من البشر لموهبة خداع الآخرين، وكيف ان مواضع كثيرة في الكتاب المقدس، تحدثت عن الكذب باعتباره خطيئة كبري، يمكن ان تطيح بالانسان اذا ما استمرأها بعيدا عن الملكوت. وربما يكون الكذب هو خطيئة السياسيين المفضلة، لكنه ينصرف كذلك الى كثير من صحفنا، وبعضها قد يتورط فى نقل تصريحات على لسان مسؤولين، بعضهم لم ينطق بها، وقد ذهب الأمر بأحد الزملاء فى صحيفة كبري لها مصداقية بين الناس، إلى أن يخترع قصة من بنات أفكاره، عن مستشفي لمزيد من مقالات أحمد أبو المعاطى