انتشر فى الفترة الأخيرة بيع الأكل البيتى, حيث تقوم السيدات بطهى الطعام فى المنزل وبيعه عن طريق صفحات التواصل الاجتماعى, وذلك من أجل توفير حياة كريمة للأسرة دون مغادرة المنزل وبعيدا عن روتين الوظيفة «إن وجدت».. وقد نجح عدد كبير من السيدات فى هذا العمل حتى أصبحن قدوة لغيرهن إذ قررن بالفعل إقامة هذا المشروع. تقول ولاء أحمد إنها تستطيع تقديم الكثير من الأصناف وإذا طلب أحد العملاء صنفا معينا لا تجيده تتعلمه من خلال الإنترنت أو برامج الطهو وتقوم بعمله أكثر من مرة حتى تتقنه ثم تبيعه، وتشير إلى أنها تبث عرضا حيا بالفيديو للزبائن فى أثناء صنع المأكولات حتى يشاهدوا نظافة وجودة الخامات التى يتم منها صنع المأكولات وأن أغلب الطلبات تكون على الأكلات التى تحتاج إلى مجهود مثل المحاشى والممبار وكفتة الأزر ومعظم السيدات تطلب الطعام مطهوا بالكامل. وتشير لبنى محمد محاسبة إلى أنها تعمل بوظيفة لساعات طويلة, وكانت تضطر للاعتماد على شراء الأكل الجاهز من المطاعم إلى أن تعاملت مع إحدى القائمات بمشروع الأكل البيتي، فأصبحت توفر وقتها لأن هناك خدمة توصيل وتحافظ على صحة أبنائها لأنه يتم صنعه من خامات طازجة ومضمونة وأيضا تلبية رغبات زوجها وتقديم الأصناف التى يطلبها دون مجهود. وتقول هبة فؤاد إنها تتقن فن صناعة الحلوى لذلك قررت أن تستفيد من هوايتها واستطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا فى هذا المجال, حتى إنها تقوم بتجهيزات الحلوى للأفراح وأعياد الميلاد، كذلك تقوم بعمل كعك العيد وإن كانت أكثر مشكلة تواجهها هى كثرة الفصال لتخفيض السعر، ويرجع ذلك لعدم معرفتهن بأسعار الخامات المستخدمة. وتشير إلى أنها لم تجد صعوبة فى ترويج منتجاتها لأنها تقوم بالإعلان عنها فى صفحات التواصل الاجتماعى ونشر صور ومقاطع فيديوهات لهذه المنتجات. د. مصطفى رجب أستاذ علم الاجتماع يوضح أن هذا المشروع يساعد فى القضاء على البطالة بإيجاد فرص عمل تتناسب مع مهارات وخبرات سيدات المنازل والتى تمثل نسبة كبيرة من حجم البطالة فى مصر, ومن خلال هذا المشروع تتحول هذه الفئة إلى قوة إنتاجية كما أنه يعمل على تحسين الوضع الاجتماعى للأفراد عن طريق مستوى معيشة أفضل وهذا لا يسبب ضغطا على المواصلات ولا يؤثر على سيولة المرور ولا يتطلب من سيدة المنزل مصروفات إضافية للخروج للعمل للملابس أو للانتقال.. كما يوفر فرص عمل أخرى مثل التى تقوم بشراء الخامات, ومندوب التوزيع أو من خلال الاستعانة ببعض السيدات للمساعدة، كذلك لا يتطلب رأس مالا كبيرا للبدء فيه لأن أغلب المعدات والأدوات متوافرة بالمنزل لذلك فإن هذا المشروع مربح للطرفين, فهو مربح ماديا للقائمة عليه وأيضا للعميلات لأنه يساعدهن عند انشغالهن عن إعداد الطعام لأسرهن فيشترين وجبات غذائية مفيدة بالمذاق البيتى دون تعب أو مشقة, وسعرها مناسب أو عند الدعوة إلى «عزومة». وينصح العميلة بأن يتم الشراء ممن تثق فيها حتى تضمن جودة الخامات المستخدمة ونظافتها، أما القائمة على المشروع فتنصحها بأن توفر خدمة توصيل لأن الكثير من السيدات يتحرجن من الذهاب إلى مكان غير معلوم لهن.