صرخة مدوية بمزمار تحمل فرحة عارمة بقدوم صبى حلوى البنات، السكر المعقود بالماء وألوان الطعام، حاملا على كتفه عصاة مغطاة بأكياس غزل البنات يستظل بها فى جلسته على الأرصفة حاميا وجهه من حرارة الشمس، ومع ذلك يكتسى وجهه بسمرة الشقا وفرحة المكسب من بيع «باكيتة» الغزل وحصيلة عشرين جنيها من مطلع الشمس حتى قرب مغيبها. فأكياس غزل البنات لها عمر افتراضى حيث إنها تعبأ وتظل منفوشة وبمرور الوقت تختنق من كتمة الكيس والحرارة فتنكمش بسبب تبخر الماء، ليرتاح الصبى قليلا بعد يوم شاق تشققت فيه كعوبه من اللف فى الأزقة والحوارى، ليبيعها للصغار حيث اختار هذه المهمة دون غيرها واثقا أنه لن يعود أخر اليوم مخذولا ،حتى وإن تبقى لديه كيسان أو ثلاثة فهو أما يمنحهم هدية لآخر مشتر أو تصبح من نصيبه. راضيا بحصيلة يومه فى مهنة مضمونة المكسب حيث إنها مستمرة طوال العام ولا يقاومها الصغار، خاصة فى الأماكن الشعبية حيث تغلفت بهذا الشكل لأجل الغلابة . فى بدايتها فى القرن ال 19 فى أوروبا كانت تلف على عصا وتصنع من سكر مكرر وتظل منفوشة هشة كلحية الجد أوحلوى القطن كما كانوا يسمونها فى بعض الدول العربية، وكانت تذوب فى أفواه الكبار قبل الصغار ممن يعشقونها.