للرئيس عبد الفتاح السيسى حزمة من السمات الشخصية التى تنسج فيما بينها لوحة الشرف التى أتناولها فى هذا المقال كأنشودة وطنية، قاصدا معها نقل بعض من حقيقة الرجل الذى ساقته الأقدار لينقذ بلادى من الدمار. كانت زيارة الرئيس الى روسيا خلال الايام الماضية هى الأهم على الإطلاق فى زيارات الرئيس الخارجية، أما لماذا أضعها فى هذه المرتبة وأمنحها هذا الوزن؟ فإن الاجابة ببساطة تكمن فى أن هذه الزيارة بالذات كانت بكل تفاصيلها كاشفة لشفرة السيسى الإنسان والزعيم والرئيس والقائد، استقبله الروس استقبالا أسطوريا حتى أكاد اجزم بأننا كجماعة إعلامية وصحفية ورغم كل ما نقلناه وكتبناه لم نصل الى وصف دقيق لمشاعر الحب ونظرات الإعجاب والشغف الذى أبداه الروس. بيد أن الكاميرات بكل كادراتها وزواياها ودقتها لم تنجح فى نقل دفء المشاعر وصدق النيات والأحاسيس التى أبداها الشعب الروسى وزعاماته تجاه الرئيس. ولأننى من هؤلاء الناس الذين يعولون كثيرا على السمات الشخصية فى كسب المعارك دون ضجيج، فقد رأيت بعينى كيف يقتحم الرئيس بسماته وصفاته كل القلوب والعقول ليترك بصماته على الجميع. الرئيس الذى يحارب فى كل الاتجاهات وفى كل الأوقات ودون أى استثناءات من أجل بلاد كادت تتهاوى وتهوي، كان الوعى والحكمة والجرأة أسلحته الرئيسية فى كل معاركه ولايزال، وكان الشرف حاضرا وشاهدا على اشرف وأنبل وأعظم معارك مجردة فى التاريخ الحديث، فهل هناك أشرف من معارك الحفاظ على الأوطان؟ وهل هناك أنبل من معارك استرداد الدين الحق من أيدى أهل الشر. إن بعضا من مشاهداتى المباشرة تعكس بعضا من شخصية الرجل الآسرة لكل من قابله واستمع منه وتحدث إليه. لقد استمعت ورأيت رئيسة الفيدرالية العليا فى موسكو وهى تعزف سيمفونية الإعجاب برجل وصفته بأنه أشجع الرجال وأنبل الجنود فى معركة الحفاظ على بلاده من الضياع، كانت وأعضاء الفيدرالية وهم صفوة النخب الروسية ينتظرون قدوم الرجل على أحر من الجمر ويتهامسون فيما بينهم.. عن وعى وجرأة وشجاعة وصدق وإخلاص الرجل القادم إليهم رافعا رأس بلاده الى أعلى عليين. وصل الرئيس والعيون تلاحقه والآذان تتوق إلى سماعه، وبعد مغادرته قالت رئيسة الفيدرالية: هذا الرئيس يحب بلده بصدق ووعي.. هذا الرئيس يجب ان نتعلم منه فهو يملك ادوات الحل والعقد ليس فى مصر وحدها وإنما فى الإقليم برمته. وقال الحضور: من حقه أن يكون أول رئيس أجنبى يدخل الى هنا ويخطب فينا. لقد استمعت ورأيت كلمات رئيس الوزراء الروسى وهو يدعو الرئيس الى بيته فى سابقة تاريخية. لقد رأيت الزعيم الروسى بوتين وهو يسير فى شوارع سوتشى ويقول للناس هذا صديقى السيسى رئيس مصر. رأيته وهو يصحب الرئيس إلى حفل عشاء غير رسمي. رأيته وهو يقود بنفسه السيارة روسية الصنع المخصصة للرؤساء والزعماء، ويجلس الرئيس السيسى بجواره فى جولة تعكس الكثير والكثير. لقد اكتشف الجميع.. أن هذا الرجل يتمتع بكاريزما عجيبة لكننا فى روسيا عرفنا أنها كاريزما الشرف. لمزيد من مقالات نشأت الديهى