يصدمنا ويحزننا موت قريب لنا وبخاصة إذا كان في عمر الشباب، وقد أحزننى كثيرا وفاة ابن خالتى أحمد فرج عاشور، وهو فى ريعان شبابه دون مرض ينذرنا ويؤهلنا لتصديق خبر وفاته. بصراحة لم أصدق ما قالته لى والدتى وهى تبكي في الهاتف وتقول لى أحمد كان بصحة جيدة وكان يتحدث ويضحك بالنهار مع والدته واخوته، وإذ به يقول لهم إنه يشعر بالتعب بالمساء وبعد نقله للمستشفى أخبرهم الأطباء فور فحصه أنه فارق الحياة!!.. أى حياة هذه التى نحيا بها؟!، إنها حياة خادعة للغاية ولا يجب أن نأمن لها!!. إننا ننسى أو نتناسى أن الدنيا مجرد محطة في حياتنا، في الحقيقة نحن في امتحان وعندما ينتهى وقت هذا الامتحان سنخلد في حياتنا الحقيقية الأبدية وهو ما يتضح في قول الله تعالى: "وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".. ومعنى الْحَيَوَانُ أي الحياة الخالدة التي لا موت بها. ولعل احمد برحمة الله تبارك وتعالى الآن سعيدا لمعرفته بنجاحه في الامتحان واطلاعه على مقعده في الجنة في الآخرة بعد اخبار ملك الموت له بآية الله تعالى التى يقول سبحانه بها: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي". ونحن من يجب عليه أن يحزن ويقلق على نتيجة امتحانه الذي لم ينتهي بعد!.. ولذا علينا أن نذكر أنفسنا أننا في دار اختبار ولم أجد أفضل من كلام الله لينير لنا طريق حياتنا الآبدية في الجنة بمشيئة الله في قوله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.. ونختم حديثنا مستبشرين برحمة الله في الآخرة بقوله تعالى: "إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا". [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي