تحذير جديد أطلقته الأممالمتحدة لدول العالم بضرورة الإسراع باتخاذ تدابير حاسمة وسريعة للغاية للحد من انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوى للحيلولة دون زيادة الحرارة فى الغلاف الجوى أكثر من درجة مئوية واحدة وإلا تعرض العالم إلى كوارث لا حصر لها. التحذير جاء هذه المرة حادا وعنيفا، فقد طالب بيان الأممالمتحدة دول العالم بتخفيف نحو 50% من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 أى بعد 12 عاما فقط، ثم 100 % من هذه الانبعاثات عام 2050، وإذا كان العالم يطلق نحو 36 جيجا طن من ثانى أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوى سنويا، فإن تخفيض ذلك إلى النصف فى غضون 12 عاما يبدو أمرا بالغ الصعوبة لا سيما أن الكربون هو عادم أنشطة صناعية كبيرة فى مناطق مختلفة من العالم يعتمد عليها اقتصاد دول وينتج عنها نشاط تجارى وتنموى واجتماعى يستفيد منه مئات الملايين من السكان، وهذه الدول لم تصبح مؤهلة بعد لاستخدامات الطاقة المتجددة المفترض أن تحل محل الوقود التقليدي، للنقص الحاد فى التمويل والاحتكار الغربى للتكنولوجيا، والرغبة فى اختزال قضية تغير المناخ فى صفقات تجارية واسعة. لقد اعتبر الخبراء اتفاق باريس عام 2015 إنجازا غير مسبوق فى حد ذاته، إذ أتاح للدول أن تعمل طوعيا دون إلزام مع إتاحة مائة مليار دولار سنويا لدعم تكاليف العمل البيئي، لقد ضاع ذلك الحماس وتأثر كثيرا بانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاقية، وبضياع التمويل وارتفاع نبرة الحرب فى الشرق الأوسط. لقد تغير مناخ العمل البيئى وبدا غريبا أن يتشدد تحذير الأممالمتحدة فى ظروف غير مواتية. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم