منذ أيام قلائل وفى مفاجأة من العيار الثقيل أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الاستجابة لتخوفات واعتراضات أولياء الأمور لتلاميذ رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى بالمدارس الرسمية والرسمية المتميزة للغات والمدارس الخاصة بإصدار كتاب أعلى فى مستوى اللغة الانجليزية سمته الوزارة «كونكت بلس».. المفاجأة قابلتها ردود فعل متباينة تجاه توقيت الاستجابة وما حملته من إيجابيات وما أثارته من تخوفات: فى البداية ينبغى توضيح أن كتاب «المستوى الرفيع» كان كتابا «إضافيا» ذا مستوى أعلى فى اللغة الإنجليزية يدرسه طلاب هذه المدارس جنبا إلى كتاب «اللغة الإنجليزية» العادى المقرر على المدارس الحكومية .. وقد قررت وزارة التربية والتعليم فى نظامها الجديد «إلغاء» كتاب المستوى الرفيع لعدة أسباب لم يفهمها أو يتقبلها أولياء الأمور وعبروا عن اعتراضهم واحتجاجهم على الإلغاء بعدة صور منها الوقفات أمام الوزارة وحملات وهاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها. بعض أولياء الأمور رأوا أن المبرر الذى ساقه الوزير يأتى على رأس الإيجابيات بتأكيده أن «كونكت بلس» جاء «استجابة لطلب أولياء الأمور ولتسهيل تقبلهم للانتقال للنظام الجديد» .. وهو مبرر يرسخ فى جانب منه ثقافة جديدة بالتجاوب مع ردود الأفعال تجاه القرارات الوزارية وإفساح المجال بين المسئول والمواطن لتقبلها وتفهم المصلحة من ورائه .. إلا أن البعض على الجانب الآخر رأوا فيه تراجعا ورضوخا لضغوط أولياء الأمور حتى لو تعارض مطلبهم مع فلسفة وأهداف المنظومة الجديدة مما يهزالثقة فيها. البعض أشار أيضا إلى أن إحدى إيجابيات كتاب «كونكت بلس» وبحسب تصريحات الوزير أنه سيكون من إنتاج الوزارة تأليفا ومراجعة وطباعة وتوزيعا أى ضمان توافقه مع محاور وأهداف منظومتها الجديدة وهو ما سيقضى على فوضى وبيزنس دور النشر التى كانت تتربح من كتب المستوى الرفيع بل وكان بعضها يقف وراء حملات رفض إلغائه. على رأس الانتقادات جاء انتقاد أولياء الأمور «الاستجابة المتأخرة» حيث جاءت قبل بدء العام الدراسى بيومين فقط برغم أن مطالباتهم ممتدة منذ شهور مضت .. متسائلين عن مصير كتاب «كونكت» العادى الذى تكلفت طباعته الملايين تسلمة معظم أبنائهم بالفعل وسددوا ثمنه بالمدارس! من جانبهم أبدى «معلمو اللغة الإنجليزية» انزعاجهم من القرار حيث أكدوا أنه تم بالفعل إقرار الخطة و«توزيع المناهج» من قبل الموجهين .. وورود كتاب بمنهج جديد يستلزم «تغيير الخطة» و «إعادة توزيع المنهج» وهو ما سيحدث بلبلة ويستنزف وقتا وجهدا كانوا أحوج ما يكونون إليه فى ظل وقت الفصل الدراسى الضيق! واشتكى المعلمون أيضا من «غموض» الموقف بعدما أعلنه الوزير من أن دراسة «كونكت بلس» ستكون «اختيارية» متسائلين عن كيفية تطبيق ذلك على الأرض بمعنى لو أن طالبا اختار أن يدرس «كونكت» العادى بينما اختار زميله فى الفصل نفسه أن يدرس «كونكت بلس» فكيف سيقوم المعلم بذلك بل كيف ستتم إعادة توزيع الطلاب وفصولهم وفقا لهذا الاختيار وهو الإجراء الذى تم الانتهاء منه فى بداية العام الدراسى بالفعل؟ فى السياق نفسه انتقد أولياء الأمور والمعلمون تأخر طبع ووصول الكتاب الجديد «كونكت بلس» إلى المدارس حتى الآن، وزاد من حدة هذا الانتقاد توقع أن تطول فترة تجهيز ومراجعة وطبع الكتاب فضلا عن توزيعه على المديريات ثم المدارس ثم الطلاب وكل ذلك فى ظل ضغط ومحدودية الفصل الدراسي! حملنا هذه الانتقادات والتخوفات إلى مسئولى وزارة التربية والتعليم حيث أكد مصدر بالوزارة صدور قرار الوزير بالفعل بإصدار كتاب «كونكت بلس» أى أنه لا مجال لتشكك أولياء الأمور فى وجود الكتاب من عدمه، فالكتاب سيتم تدريسه بالفعل فى العام الحالي. وأوضح المصدر أن جزئية «الاختيار» التى أعلنها الوزير فهمت بطريق الخطأ .. فالاختيار المقصود هو أن وجود كتاب للغة الإنجليزية بمستوى أعلى كان اختيار أولياء الأمور وليس اختيار الوزارة فالأخيرة لم تكن تحبذ وجود هذا الكتاب نظرا لكفاية محتوى اللغة الإنجليزية فى كتابى «الباقة» و «كونكت» العادى .. وبناء عليه أضاف المصدر - فإن كتاب «كونكت بلس» لن يدرس «اختياريا» بل سيكون «إجباريا» فى المدارس الرسمية والرسمية المتميزة للغات وكذلك فى المدارس الخاصة. وردا على التساؤل حول مصير كتاب «كونكت» العادى الذى تسلمه كثير من طلاب هذه المدارس بالفعل أكد المصدر أنه ربما يتم سحب الكتاب القديم من الطلاب عند تسليمهم الكتاب الجديد. وحول موقف الخطة وتوزيع المنهج الذى تم بالفعل بالنسبة لمعلمى اللغة الإنجليزية أوضح المصدر أنه سيتم توزيع «خطة جديدة» بمنهج الكتاب الجديد مع مراعاة توقيتات الخطة وما تم تدريسه. وفى إجابته عن سؤال أخير يتعلق بموقف هذا الكتاب الآن «تأليفا» و«طباعة» أكد المصدر أن جزئية الطباعة تتعلق بقطاع الكتب بالوزارة أما فيما يتعلق بالتأليف والمراجعة الفنية فإنه بالفعل تمت مراجعة كتب «كونكت بلس» لمرحلة رياض الأطفال بمستوييها إلا أن المصدر رفض الكشف عن مدى جاهزية كتاب الصف الأول الابتدائى للطبع لتكون الإجابة مفهومة !.