حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالحكيم عبدالناصر: والدتى كانت تحتمى بالبسطاء فى «الحسين» كلما اشتد الهجوم علينا
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 09 - 2018


السادات لم يتعامل معنا بعد وفاة أبى
ثورتا 25 يناير و30 يونيو استعادتا المشروع الناصرى

فى مثل هذا اليوم، منذ 48 عاما، فقدت الجمهورية العربية المتحدة، وفقدت الأمة العربية، رجلا من أغلى الرجال،رجلا من أشجع الرجال، وأخلص الرجال، هو الرئيس جمال عبدالناصر، الذى جاد بأنفاسه الأخيرة، فى الساعة السادسة والربع، من مساء اليوم 28 سبتمبر.
بهذه الكلمات، أعلن أنور السادات، نبأ وفاة الزعيم حيث شاء القدر، أن يوارى جسده الثرى، وتظل سيرته خالدة، تتحدى الموت والنسيان، وفى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، خرج الشباب يحملون صوره ويرددون شعاراته، عن العيش والحرية و الكرامة الانسانية.
واليوم نستعيد ذكرى ناصر عبر هذا الحوار مع نجله المهندس عبد الحكيم جمال عبدالناصر الذى أكد لنا أن اباه لم يمت رغم محاولات الكثيرين للنيل من تاريخه وإنجازاته فقد كان زعيما عنيدا فى حياته وحتى بعد وفاته.
......................................
كيف يمر عليك يوم 28 سبتمبر بعد 48 سنة على الرحيل؟
بعد صمت دام للحظات، أسترجع خلالها المهندس عبد الحكيم جمال عبدالناصر، شريط الذكريات قال: طبعا يوم كئيب وحزين، لكن فى الآونة الأخيرة بدأت أشعر بأن جمال عبدالناصر كشخص وكمشروع وكفكرة يأبى أن يموت،و من الصعب على أى نظام سياسى أن يقضى عليه، فبعد أكثر من 40 سنة، خرجت الناس فى الشوارع، فى ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، تحمل صور جمال عبدالناصر، وتهتف باسمه، وبرغم كل ما تعرض له من هجوم، واغتيال سواء من جهات أجنبية متمثلة فى الامبريالية العالمية، أو العدو الصهيونى، لم تنجح فى القضاء على تاريخه المشرف،لان مشروع جمال عبدالناصر، كان لصالح الغالبية العظمى من الشعب المصرى، لذلك كان شعار المتظاهرين، فى ثورة 25 يناير «عيش حرية عدالة اجتماعية و كرامة إنسانية».
وعندما سرقت ثورة 25 يناير، خرج الشباب مرة أخرى، لاسترجاعها تحت رمزية جمال عبدالناصر، لذلك أنا أعتبر الرئيس جمال عبدالناصر هو القائد لهذه الثورة، لان الشعب بجميع طوائفه، تذكر الصراع الذى حدث بين الإخوان وبينه،و تذكروا أيضا كيف تعامل معهم، وكيف تصدى لهده الظاهرة المدمرة، التى أصابت هدا الوطن.
فكانت صورة وشعاراته، هى المسيطرة على الشوارع والميادين.
واطلق شباب حركة تمرد على نفسهم لقب أحفاد عبدالناصر، وأتذكر مقولة لهم «هنوريكم أحفاد عبدالناصر هيعملوا أيه فى أحفاد البنا».
كيف حدثت الوفاة؟ وكيف مرت عليكم الأيام الثلاثة التى سبقت الجنازة الرسمية؟
لم تكن ثلاثة أيام، كانت يوما واحدا طويلا ومتصلا، بدأت أحداثه فى يوم 27 سبتمبر هو الأسبوع الأول من الدراسة وكنت أنا فى الصف الثالث الثانوى، وكنا نخرج مبكرا من المدارس وقتها.
رجع والدى من المؤتمر ولم أره عندما سألت عنه قالوا انه رجع من المؤتمر «تعبان شويه» وفى يوم 28 سبتمبر كنا كالعادة فى انتظاره على غداء عندما خرج من الاسانسير، الذى تم تركيبه بالمنزل، بعد أزمته الصحية الأولى، التى تعرض لها، كان يبدو عليه التعب الشديد، دخل على الغرفة الخاصة به مباشرا، ولحقت به والدتى، وبعدها استدعت الأطباء وانقلب البيت إلى خلية نحل صعدت للطابق العلوى الذى كان فيه والدى وجدت «دربكة» وأصواتا كثيرة شعرت بالخوف وبعدت عن الغرفة.
من أدار الأحداث فى هذا الوقت ومن أول شخص حضر للمنزل؟
كان سامى شرف والفريق محمد فوزى أول الحاضرين ثم جاء بعدهم حسين الشافعى، ثم شعراوى جمعة وبعده أنو السادات.
ومن المشاهد التى اذكرها فى هذا اليوم الحزين أثناء محاولة الأطباء تدليك وإسعاف والدى جلس عمى حسين الشافعى على سجادة الصلاة متضرعا إلى الله أن ينقد والدى، لكن أرادة الله كانت قد نفدت، بعد ذلك طلبت والدتى من الجميع أن يخرجوا من الغرفة وقالت: «لهم أخذتوه منى وهو حى اتركوه لى اليوم» خرج الجميع من الغرفة وجلست أنا ووالدتى وباقى أخوتى لنلقى علية النظرة الأخيرة، بعدها تقرر نقلة لقصر القبة بسيارة إسعاف للاستعداد للجنازة الرسمية.
من كان معكم من الأصدقاء فى هذه اللحظات الصعبة؟
كان موجودا معنا احمد ابن حسين الشافعى، جمال ابن أنور السادات، وهشام ابن سامى شرف، وأبناء عمى، فى الحقيقة شعرنا فى هذه اللحظات الصعبة،أن مصر كلها معنا تشعر بما نشعر به.
من كانت من السيدات المقربات لوالدتك؟
كانت زوجة زكريا محيى الدين، وزوجة حسين الشافعى ظلوا معنا ثلاثة أيام متصلة، لم يتركونا للحظة، وهناك من بقى معنا ليوم الأربعين، وأتذكر السيدة أم كلثوم «طنط ثومة» لم تترك والدتى، وظلت على علاقة بها، فقد كانت شديدة الوفاء والإخلاص للرئيس جمال عبدالناصر وكذلك الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
هل توقعت أن تكون الجنازة أكبر جنازة شعبية فى التاريخ؟
كنا متوقعين إنها ستكون جنازة كبيرة، لكن الشيء اللافت، بالنسبة لنا، هو مشاعر الناس، كل واحد حضر الجنازة، كأنه كان يودع «أباه»، فتوحدت مشاعر الشعب فى هذه الجنازة، وهذا لم يحدث مع أى شخص قبل ولابعد عبدالناصر.
«عاش الملك مات الملك» مَنْ مٍن المقربين من الرئيس جمال عبدالناصر رفع هذا الشعار بعد رحيله؟
صمت قليلا ثم قال: «لا مش قادر افتكر» لكن كل ما أتذكره، أن مجموعه 15 مايو لم نشعر منهم بأى تغيير، حتى أمر أنور السادات بالقبض عليهم وحبسهم.
لم يترك لكم جمال عبدالناصر وصية؟
هى لم تكن وصية بالشكل التقليدى، لكن كان كلامه لنا دائما، أن الفترة التى نعيش فيها كأبناء رئيس جمهورية، فترة مؤقتة فى حياتنا، لكن الغريب أن الناس إلى الآن تتعامل معنا بنفس الحب والمشاعر لم تتغير، برغم مرور قرابة خمسين عاما على رحيل جمال عبدالناصر.
كما أن للرئيس عبدالناصر محبون وأنصارا له أيضا معارضون ماذا تقول لهم؟
»سيبك منهم» أمام كل معارض لعبدالناصر، فيه 10 آلاف مؤيد.
كيف تتعامل الأسرة مع حملات التشويه والكره الموجهة له؟
فى بعض الأيام التى تشتد فيها حملات الهجوم عليه، كانت والدتى تبكى وتحزن، لأنها كانت تعرف حجم الظلم والافتراء، وأن هذا الكلام غير حقيقى، فكان ملاذها الوحيد هو الذهاب إلى الحسين والمناطق الشعبية، لمقابلة الناس البسطاء الذين يستقبلونها بترحاب وحب صادق مخلص للرئيس جمال عبدالناصر، فتعود من هناك وكأنها استعادت روحها من جديد.
ماذا حدث لمشروعه فى زمن الرئيسين السادات و مبارك؟
بدأ مشروع جمال عبدالناصر، من سنة 1952، واستمر حتى حرب أكتوبر التى كانت آخر عمل له علاقة بمشروع جمال عبدالناصر.
هل معنى ذلك أن الرئيس أنور السادات ليس له دور حقيقى فى حرب أكتوبر؟
نعم لم تكن حرب 73 حرب السادات، كانت حرب مصر وامتدادا لمشروع عبدالناصر، لان مصر بعد أكتوبر 73، بدأت جمهورية ثانية لا سيما مع زيارة كيسنجر لمصر والتركيز على الدور الأمريكى وإعطاء 99 % من أوراق القضية للأمريكان.
استمرت هذه الجمهورية حتى أسقطها الشعب المصرى فى ثورة 25 يناير، لتعلن عن ظهور الجمهورية الثالثة التى يبنيها الآن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كيف تعامل الرئيس أنور السادات معكم بعد وفاة الوالد؟
لم تكن هناك أى معاملة من آى نوع ….
وما تفسيرك لهذا؟
بصراحة لم أجد أى تفسير لهذا، حتى عندما قرأت كتاب، «يا ولدى هذا عمك جمال»، الذى كتبة سنة 56، وكتاب «البحث عن الذات» الذى تناول فيه السادات سيرة والدى بتناقض شديد وبطريقة سيئة.
كيف تعامل معكم الرئيس مبارك؟
بداية عهد مبارك بدأت تحدث نقلة نوعية، حيث سمح بإذاعة الخطب والأغانى التى تغنى بها المطربون لعبدالناصر على التليفزيون، حتى بحيرة ناصر رجعت تحمل اسم ناصر فى عهد مبارك.
ما السر فى إصرار البعض على الربط بين عبدالناصر والرئيس عبد الفتاح السيسى مع أن الزمان والأحداث مختلفة؟
هناك تشابه كبير بين ما حدث مع جمال عبدالناصر وما يحدث الآن مع الرئيس السيسى مع اختلاف الزمان والظروف.
كان جمال عبدالناصر يعمل 24 ساعة، وهذا ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلع عبدالناصر الملك فاروق وقضى على الملكية بنى المصانع واستصلح الأراضى، أصدر قانون الإصلاح الزراعى، أمم قناة السويس، تصدى للعدوان الثلاثى، وشيد السد العالى، دخل فى وحدة مع سوريا والعراق، أصدر قرارات اشتراكية، وأقر مجانية التعليم والعلاج وشجع الفن والثقافة، وهو ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى الآن، فقد قضى على حكم الإخوان ومستمر فى حربه ضد الإرهاب أصبحت فيه نهضة حقيقية، نرى مساكن تنشأ من أجل محدود الدخل، لم تكن موجودة فى العهود السابقة، حيث تحولت وزارة الإسكان لوزارة الاستثمار العقارى.
هناك اهتمام وتركيز على تشغيل مصانع الغزل والنسيج والحديد والصلب وقطاع البترول، بالإضافة إلى ثورة فى التعليم، وثورة فى الصحة، كل هذا يستهدف المواطن محدود الدخل، كذلك كان جمال عبدالناصر عينه على المواطن البسيط، فكانت ثورته ثورة إنسانية، لأنها كانت معنية فى المقام الأول بالإنسان، الذى كانت كرامته مهدرة، قبل ثورة 52، فلم يكن لديه 5% من أساسيات الحياة.
كان المجتمع المصرى محروما من التعليم محروم من الرعاية الصحية محروما حتى من أن يملأ بطنه، وكان قبل ثورة 1952 مكافحة الحفاء مشروع قومى.
كل هذه الأسباب جعلت جمال عبدالناصر وزملاءه يفكرون فى الثورة، فلم تكن السلطة هدفا لهم، كانت وسيلة لتحقيق الهدف، وهو أن يحيا المواطن المصرى فى بلده بكرامة.
ما تفسير وقوف دول عظمى فى وجه ناصر للحد من طموحه فى إنشاء جيش قوى وتحقيق تنمية واستقرار ووحدة عربية، وهو نفس السيناريو الذى يحدث الآن مع الرئيس السيسى؟
أخد نفسا عميقا ثم قال: «لازم هتحصل حرب»، لأننا نسير على الطريق الصحيح، وهو ما لا يريده أعداؤنا، لسان حالنا يقول «يد تبنى وتعالج أمراض وتعلم ويد شايله سلاح وبتحارب فى سيناء» هذا ما فعله جمال عبدالناصر وما يفعله السيسى الآن، الغرب وإسرائيل تراه يشكل خطرا حقيقيا لمصالحهم فى الشرق الأوسط.
فقد الرئيس جمال عبدالناصر تعاطف شريحة كبيرة فى حرب 67 لدرجة، أن عمرو موسى قال فى كتابه الأخير كنت ناصريا قبل 67 بيوم، ما تعليقك؟
هذا الكلام لم اسمع به من قبل، والناس رغم الهزيمة التفت حول جمال عبدالناصر، لأسباب عديدة، أذكر منها رفضه أن يكون تابعا لأى دولة حتى الاتحاد السوفيتى، عندما حدث خلاف مع خرشوف، أيام عبد الكريم قاسم، أخد عبدالناصر موقفا حاسما جدا، ضد خرشوف.
قال عنه نيلسون مانديلا، هذا الشاب الأسمر فى الجهة الثانية من القارة الإفريقية، أعطانا الأمل أننا لابد أن نستمر، وقال: جيفارا وكاسترو: ووقوف جمال عبدالناصر، ضد العدوان الثلاثى، أعطانا الأمل.فكان عبدالناصر بمثابة الحافز لاستمرار قيادات حركات التحرير فى إفريقيا، وهو من أهم المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، كل هذا رصيد صدق، قدمه جمال عبدالناصر لشعبه، لذلك خرجوا عن بكرة أبيهم يقولون له «لا تتنحى وإحنا عاوزينك برغم الهزيمة».
قيل أن هناك من خرج ليقول له كيف تتنحى وتتركنا بعد الهزيمة، ما مدى صحة هذا؟
لا هذا لم يحدث،و الشعب المصرى يعرف جيدا أن الضربة لم تكن تستهدف إسقاط جمال فقط لكنها كانت تستهدف إسقاط مشروع الشعب المصرى، وكان لها أيضا هدف استراتيجى، هو احتلال الضفة الغربية والقدس.
ولم يقبل جمال عبدالناصر الهزيمة، وظل يقاوم لآخر يوم فى حياته، وبنى جيشا، وبنى قاعدة صواريخ، وبدأ حرب الاستنزاف وخاض معركة رأس العش، استطاع خلالها أن يحقق انتصارا، أعاد الثقة للجنود فى ارض المعركة، إلى أن عرض وليام روجرز، اتفاق وقف إطلاق النار، وقد وجد المصريون، أن الاتفاقية فرصة للجيش المصرى، ليلتقط أنفاسه ويعيد تسليحه، وليتقدم فى العمق لإنشاء مظلة لقاعدة صواريخ الغرض منها الاستعداد لهجمات جديدة، بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار، وهذه كانت الخطة التى بنى عليها هجوم 73، لذلك رأى الغرب، أن عبدالناصر، بهذه الروح القتالية، يشكل خطرا كبيرا عليهم فكان «لازم يموت».
معنى ذلك أن موت جمال عبدالناصر كان مخططا له وليس قضاء وقدرا؟
إلى حد كبير كان وفاته مدبرة، وهذا ما كتبه، هنرى كيسنجر فى مذكراته، أنه أثناء مفاوضات روجرز لوقف إطلاق النار، كان يطمئن إسحاق رابين، ويقول له، انه خلال 90 يوما، سيحدث حدث جلل، سيغير خريطة العالم، وفعلا كان نهاية ال 90 يوما ذكرى الأربعين لجمال عبدالناصر.
كيف كان يتم تأمين وحراسة الرئيس جمال عبدالناصر؟
كان كرئيس جمهورية يترك هذه الأمور للأجهزة الأمنية وكان يثق فيهم، وكان يؤمن بأن الأعمار بيد الله.
اعتمد جمال عبدالناصر طوال فترة حكمة، على أهل الثقة ما تفسيرك لهذا؟
عندما قامت ثورة 52، كل الضباط الذين شاركوا فيها من الشباب، فكانت ثورتهم ثورة شبابية، أول حكومة شكلها عبدالناصر، عندما كان رئيسا للجمهورية، كان عزيز صدقى عنده وقتها 30 سنة، وكذلك القيسونى ومصطفى خليل وسيد مرعى، كان اختيارهم ليس لأنهم أهل الثقة، لكن كانوا أهل خبرة، وعلم، فعندما تولى عزيز صدقى وزارة الصناعة، كان حاصل على درجة الدكتوراه، من جامعة هارفارد، والقيسونى كان معه دكتوراه من لندن، كل الكوادر التى استعان بها جمال عبدالناصر، كانت لهم بصمة واضحة، وأوضح مثال على ذلك، عندما تولى المهندس صدقى سليمان، مشروع السد العالى، كانت الميزانية التقريبية له 400 مليون جنيه، وعند تسليم المشروع قدرت إجمالى المصروفات بنحو 365 مليون جنيه هذا معناه أن الناس كانوا أهل خبرة.
لماذا وصفت فترة عبدالناصر بالدكتاتورية، وكثرت فيها الاعتقالات وزوار الفجر؟
هذا الكلام غير حقيقى، جمال عبدالناصر، كان شخصا ديمقراطيا، لكنه كان «خارج من ثورة» وكان لابد من السيطرة على تيار الاخوان، والتيار الشيوعى، والحقيقة أن الذين اعتقلوا فى أحداث سبتمبر فى عهد السادات، كانوا من كل أطياف الشعب سياسيين، ومثقفين، وصحفيين، وإخوان وشيوعيين، ورجال دين حتى البابا شنودة لم يسلم من السجن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.