* مصر تحتل المرتبة الأولى فى قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأمريكية فى إفريقيا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على تطوير الشراكة الاقتصادية القائمة بين مصر والولاياتالمتحدة، ودفعها نحو آفاق جديدة لخدمة مصالح البلدين. وأشار الرئيس إلى أن الشراكة المصرية الأمريكية كانت ولا تزال إحدى ركائز الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، لاسيما أن مصر تحتل المرتبة الأولى فى قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأمريكية فى إفريقيا، والثانية فى الشرق الأوسط، كما تظل الولاياتالمتحدة أحد أكبر وأهم الدول المستثمرة فى السوق المصرية. جاءت تصريحات الرئيس السيسى مساء أمس الأول خلال عشاء العمل الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصرى الأمريكي، والذى شارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية العاملة فى مختلف القطاعات. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس استعرض تطورات الأوضاع فى مصر، مشيراً إلى أن مصر حققت إنجازات كبيرة على صعيد تحقيق تطلعات الشعب المصرى نحو تثبيت دعائم أركان الدولة، والحفاظ على استقرارها واستتباب أمنها، وإنجاز خطوات ملموسة على صعيد تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادى متكامل يعزز الاستقرار المنشود فى مؤشرات الاقتصاد الكلي، ويضع حلولاً جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية ظل يئن تحت وطأتها الاقتصاد الوطنى لعقود طويلة. وأوضح الرئيس أن مصر تمكنت من إجراء إصلاحات هيكلية ضرورية فى مجالات الصناعة وبيئة الاستثمار والتصدير، ونجحت فى تنفيذ برامج اجتماعية فعالة لحماية الطبقات الأكثر احتياجاً. وأشار الرئيس إلى أن مصر اتخذت عدداً من قرارات الإصلاح الاقتصادى الجريئة، وغير المسبوقة، استكمالاً لبرنامج الإصلاح الذى تم وضعه بالشراكة مع صندوق النقد الدولي، وبموجب الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، موجهاً التحية فى هذا السياق إلى إصرار وعزيمة الشعب المصرى على معالجة الاختلالات المزمنة والمتراكمة التى عانى منها الاقتصاد الوطنى واستعداده لتحمل أعباء ذلك بصبر، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحسين مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، وهو الهدف الذى تسعى إليه الدولة بكل قوة. وأكد الرئيس كذلك أن الدولة تواصل بكل عزم تنفيذ سلسلة المشروعات القومية الكبرى التى أطلقتها منذ عام 2014، فضلاً عن إحراز تقدم كبير على صعيد تطوير ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية فى مختلف أنحاء الدولة المصرية، من خلال مشروعات عملاقة بمجال الطرق والكبارى ومحاور النيل، سيكون لها تداعيات إيجابية على حركة الاستثمار والتجارة بمصر والمنطقة. كما أشار الرئيس إلى أن مصر تتحول إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الغاز والبترول على نحو يسهم فى تأمين احتياجات السوق المحلية من إمدادات الطاقة، ويدعم التنمية الاقتصادية ويتيح المزيد من الفرص لضخ المزيد من الاستثمارات فى هذه الصناعة. وأكد الرئيس عزم مصر مضاعفة جهودها لدفع جهود الإصلاح والتطوير لتحسين مستوى معيشة المواطن المصري، وبحيث تصبح عنصراً مُحفزاً للنمو فى المنطقة بأسرها، موجهاً الدعوة للشركات الأمريكية لتعزيز التعاون فى الاستثمار فى كل المجالات الواعدة فى مصر وبما يحقق مصالح مختلف الأطراف. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن جون كريستمان، رئيس شركة «أباتشي» الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال المصرى الأمريكي، أشاد بالتحسن المطرد الذى يشهده الاقتصاد المصرى ونجاح الإجراءات التى تتخذها مصر لتحسين الوضع الاقتصادى وتشجيع الاستثمار، مؤكداً عزم مجلس الأعمال المصرى الأمريكى على مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين فى المجالات المختلفة. كما أكد مايرون بريليانت، نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية، ترحيب غرفة التجارة بزيارة الرئيس لنيويورك واللقاء السنوى مع الغرفة، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، مستعرضاً الأنشطة المختلفة التى تقوم بها الغرفة من أجل تعزيز التعاون التجارى بين البلدين. وأوضح السفير بسام راضى أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً مع رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية الحاضرين، الذين أشادوا بالأداء الاقتصادى المتميز والنتائج التى يحققها برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر، معربين عن اهتمامهم بتعزيز استثماراتهم فى السوق المصرية، والتوسع فى مشروعاتهم القائمة. ورداً على بعض الاستفسارات من قيادات الشركات الأمريكية، أوضح الرئيس أن العلاقة مع الولاياتالمتحدة استراتيجية وقوية، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تكتسب أهمية خاصة فى ضوء تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وانتشار الإرهاب بالمنطقة. كما أكد الرئيس أن الاستقرار فى مصر ليس قائماً على الجهود الأمنية فقط، وإنما على قناعة الشعب المصرى بحتمية الحفاظ على الاستقرار وعلى مقدراتهم ومصالحهم العليا وعدم الرضوخ للإرهاب، مشيراً إلى أن استقرار مصر له تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم، ويسهم فى استعادة الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية بالمنطقة. كما أوضح الرئيس أن الدولة تهدف لتعزيز المواطنة الحقيقية والمساواة الكاملة بين كل المصريين دون تمييز، مؤكداً أن الوحدة الوطنية فى مصر ثابتة على مدى الزمن، وأن مصر لا تنظر لأبنائها وفقاً لأى منظور سوى المنظور الوطنى الذى يعلى قيم المواطنة وعدم التمييز والتسامح والشراكة الكاملة فى الوطن. كما تم خلال اللقاء، استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاعات المختلفة فى مصر، ومنها البنية التحتية، واللوجيستيات، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، والصناعات الدوائية، وصناعة السيارات. وأكد الرئيس فى ختام اللقاء، حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين الأمريكيين، للتعرف على المشكلات والمعوقات التى قد تواجههم، والعمل على حلها، وتذليل جميع العقبات أمامهم.