الأعلى للجامعات يوضح موقف الطلاب غير المسددين للمصروفات من دخول امتحانات نهاية العام    وزير التجارة والصناعة يبحث مع ممثلي غرفة مواد البناء الآليات التنفيذية والقرارات الخاصة بتطوير منطقة شق الثعبان    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    وزير التعاون الدولي تناقش الإعداد لاجتماعات الدورة السادسة للجنة «المصرية - الأذرية»    محافظ المنيا يتابع معدلات تنفيذ المشروعات بقرى حياة كريمة    حماس: انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات القاهرة بشأن هدنة غزة.. ونتنياهو يحاول كسب الوقت    مسؤول إسرائيلي: لا نرى أي مؤشرات على تحقيق انفراج في محادثات الهدنة في غزة    روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية "ردا" على هجمات كييف    أخبار الأهلي : بعد اصابته ..موقف إمام عاشور من المشاركة فى مباراتي البلدية ونهائي أفريقيا    رئيس نادي خيتافي يكشف مصير ميسون جرينوود في الموسم المقبل    أخبار الأهلي : اليوم ..حفل تأبين العامري فاروق بالأهلي بحضور كبار مسؤولي الرياضة    مصرع طالبة دهستها سيارة مسرعة أعلى محور الضبعة بالوراق    خان شقيقه بمعاشرة زوجته ثم أنهى حياته بمساعدتها في كفر الشيخ    أصالة نصري تحذف صور زوجها من حسابها على إنستجرام    أفضل دعاء للأبناء بالنجاح والتوفيق في الامتحانات.. رددها دائما    أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من السوق بسبب قلة الطلب عليه    مرصد الأزهر: استمرار تواجد 10 آلاف من مقاتلي داعش بين سوريا والعراق    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    تعذيب حتى الموت| قرار جديد بشأن المتهم بإنهاء حياة صغيرة السلام    بعد حلف اليمين الدستوري.. الصين تهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا لروسيا للمرة الخامسة    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    عبد المعطى أحمد يكتب: عظماء رغم الإعاقة «مصطفى صادق الرافعي»    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    صادرات السيارات بكوريا الجنوبية تقفز 10.3% خلال أبريل الماضي    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    وزير الخارجية الإيراني: طهران والقاهرة تتجهان نحو إعادة علاقاتهما الدبلوماسية إلي طبيعتها    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    فصائل فلسطينية: سنتعامل مع إفرازات أي مخطط للوصاية على معبر رفح كما نتعامل مع الاحتلال    علاء مبارك ينتقد مركز "تكوين الفكر العربي".. بين الهدف المعلن والتحفظ على العقيدة    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    أصالة تحذف صورها مع زوجها فائق حسن.. وتثير شكوك الانفصال    باتور... سيارة حصرية جديدة من بنتلي    تعرف على حد الاستخدام اليومي والشهري للمحافظ الإلكترونية للأفراد والشركات    الإفتاء تكشف محظورات الإحرام في مناسك الحج.. منها حلق الشعر ولبس المخيط    30 جنيهًا للعبوة 800 جرام.. «التموين» تطرح زيت طعام مدعمًا على البطاقات من أول مايو    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    المركزي للمحاسبات: ملتزمون بأقصى درجات المهنية في نظر الحساب الختامي الموازنة    رئيس جامعة القاهرة ينعى الدكتور إبراهيم درويش أستاذ العلوم السياسية    بدء تنفيذ أعمال مبادرة "شجرها" بسكن مصر في العبور الجديدة    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    طلاب الصف الأول الإعدادي بالجيزة: امتحان اللغة العربية سهل (فيديو)    "المدرج نضف".. ميدو يكشف كواليس عودة الجماهير ويوجه رسالة نارية    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    مجلس النواب يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    نتائج التحقيقات الأولية فى مقتل رجل أعمال كندى بالإسكندرية، وقرارات عاجلة من النيابة    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الذكرى ال95 لميلاد الأستاذ..
نص محاضرة لم تنشر لمحمد حسنين هيكل.. إذا لم نكن بين اللاعبين فى المنطقة فسنكون الكرة التى يلعب بها الكبار

* أجيال من الصحفيين خصوصا الشباب تحاول جاهدة فى ظروف صعبة البحث عن موقع وعن طريق
* محمد سلماوى: رؤية هيكل للصحافة صالحة اليوم كما كانت من 30 سنة

فى الذكرى ال 95 لميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل يسعدنى أن أهدى قراءه فى مصر والوطن العربى والذين لا شك يفتقدون رؤيته الشاملة وتحليلاته الثاقبة، هذه المحاضرة التى حالت الظروف التى كانت سائدة وقت إلقائها دون أن يتم نشرها فى الصحف أو يشار إليها فى وسائل الإعلام.
ورغم أن من يقرأ هذا النص الذى ينشر هنا لأول مرة يشعر وكأنه مكتوب اليوم فإنه قد مضى أكثر من 30 عاما منذ كتب هيكل كلماته وقرأها بصوته فى واحدة من المرات النادرة التى استضافته فيها نقابة الصحفيين، فتلك كانت عبقرية هيكل التى كانت تجعله يرى محيطات العالم وبحاره فى نقطة ماء واحدة، فقد كانت رؤيته تتسع لتشمل العالم بأبعاده المحلية والدولية وهو يتحدث مثلا عن وضع الصحافة فى مصر، أو عن ذكرى حرب السويس، كما فعل فى هذه المحاضرة حيث انطوت كلماته على تحليلات متعمقة لمكانة مصر ودورها على الساحة الدولية النابعة من تاريخها الفريد وموقعها الجغرافى المتميز، فما أحوجنا اليوم ونحن نخرج من انعزالية العقود الأخيرة من تاريخنا للعودة لأصولنا التاريخية والجغرافية بالتأمل والدراسة كى نمضى قدما فى الطريق الصحيح الذى يوصلنا الى المستقبل الذى نتطلع إليه والذى من أجله قامت ثورتا 25 يناير و30 يونيو، وما أحوجنا للاطلاع على رؤية محمد حسنين هيكل لدور الصحافة فى هذه المرحلة واتصالها بالوضع السياسى بشكل عام، وما أحوجنا لتذكر ذلك الصمود الشعبى المجيد أمام القوى الكبرى التى شنت علينا الحرب عام 1956 والتى انهارت امبراطورياتها الاستعمارية بعد تلك الحرب وبسببها.
هيكل يلقى محاضرته وبجواره محمد سلماوى
إن من يقرأ كلمات هذه المحاضرة يشعر أنه يقرأ واحدة من مقالات «بصراحة» التى ظل هيكل يكتبها من سنة 1957 وحتى خروجه من «الأهرام» عام 1974، فقد كتبها بأسلوب مقالاته وليس بأسلوب المحاضرات الأكاديمية.
أما قصة هذه المقالة/المحاضرة فتعود الى عام 1984 حين شرفنى زملائى فى المهنة بانتخابى عضوا بمجلس نقابة الصحفيين، وكنت قد فصلت من عملى فى «الأهرام» فى مذبحة سبتمبر 1981، وكنت قبلها قد اعتقلت فى انتفاضة يناير عام 1977، لكن الجماعة الصحفية بالرغم من ذلك - أو ربما بسبب ذلك - رأت أننى جدير بتمثيلها نقابيا وبالتعبير عن مصالحها، فالتزمت بدورى بألا أحيد عن أفكارى التى انتخبنى عليها الزملاء بالنقابة، وقمت بعدة أنشطة لم تكن معتادة فى ذلك الوقت بعد أن أجمع أعضاء المجلس فى أول اجتماع لنا بعد الانتخابات على اختيارى رئيسا للجنة الثقافية، وقد اخترت للجنة عددا من أنشط الشباب فى ذلك الوقت كان على رأسهم الأخ العزيز مجدى مهنا رحمه الله، وجمال الدين حسين وغيرهما. وكان من أبرز الأنشطة التى قمنا بها ذلك المؤتمر الفكرى الكبير الذى أقمناه فى ذكرى ثورة يوليو التى لم يكن من المستحب الحديث عنها طوال فترة السبعينيات بعد أن استبدلت بما سمى «ثورة 15 مايو»، وقد شارك فى المؤتمر بعض أكبر الأسماء على الساحة المصرية والعربية، وكان من أبرزها أيضا الدعوة التى وجهناها إلى الأستاذ هيكل للقاء الصحفيين بالنقابة فى حديث تركنا له اختيار موضوعه، بعد أن ظل ممنوعا من الكتابة ومن الظهور فى وسائل الإعلام لأكثر من عشر سنوات. كان هيكل قد اعتقل فى أحداث سبتمبر 1981 ثم أفرج عنه الرئيس مبارك بعد أسابيع قليلة من توليه الحكم على أثر اغتيال الرئيس السادات، وساد نوع من الوفاق بين الرجلين لكنه لم يستمر طويلا، بسبب التزام مبارك بنفس سياسات السادات التى كانت سببا فى القطيعة بين الرجلين، وسرعان ما عادت الجفوة بين هيكل ورئاسة الجمهورية واعتبر بلغة الدبلوماسية، «شخصا غير مرغوب فيه» لا يكتب فى الصحف ولا تنشر أخباره، لكنا رأينا فى اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين أن من حق الصحفيين الالتقاء بهيكل إذا أرادوا والاستماع اليه ومناقشته أيضا، ورأينا أن قرار منع هيكل من الكتابة أو الحديث يجب ألا يلزم الجماعة الصحفية التى ينبغى أن تنفتح على جميع الاتجاهات وتتواصل مع جميع الآراء.
وهكذا كانت المناسبة التى ألقى فيها هيكل هذه المقالة/المحاضرة هى أول ظهور عام له بعد غيبة دامت سنوات، ولم يكن من قبيل المصادفة أن يكون ذلك الظهور بدعوة من أبناء المهنة التى منحها هيكل عمره بكامله والتى ارتقى بها بما أصبحنا نفتخر به اليوم، ويومها اكتظت النقابة بحضور مكثف للصحفيين وغير الصحفيين، وإضطررنا لوضع مكبرات للصوت فى حديقة النقابة بمبناها القديم حتى يتمكن من لم تتسع لهم القاعة للاستماع الى حديث هيكل.
ولقد رأيت أن يكون يوم ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل ال 95 هو المناسبة المثلى للاستماع إلى حديثه الشيق الذى افتقدناه ما يقرب الآن من ثلاث سنوات، وكأن هذه المقالة/المحاضرة التى طلب منى أن أختصرها لدواعى المساحة فاختصرت 700 كلمة، لكنها تبقى هديتنا الى ذكراه التى لا تغيب، فمن يقرأها يدرك أن هيكل حى لم يمت، وأن رؤيته الشاملة وآراءه الثاقبة وإن كتبت من أكثر من 30 سنة إلا أنها مازالت آداة نافذة لفهم الواقع وللتطلع للمستقبل.

سعدت إلى أقصى حد بهذه الفرصة التى أتيحت لى اليوم بالمجىء إلى نقابة الصحفيين وبالحديث إليكم ومعكم فى إطار أسرتنا الواحدة، والحقيقة أن ما دفعنى لقبول هذه الدعوة هو الاحساس بظاهرتين:
الأولي: أن نقابة الصحفيين تحاول أقول تحاول فى ظروف صعبة أن تقوم بدورها على المستوى المهنى والنقابى والسياسي.
والثانية: أن أجيالا من الصحفيين خصوصا أجيال الشباب تحاول أقول تحاول جاهدة فى ظروف صعبة أيضا أن تبحث لنفسها عن موقع وعن طريق.
وقلت إن الظروف أمام الاثنين صعبة، وهذا صحيح، ولعلى أضيف أنها ليست صعبة فقط وإنما خطرة أيضا.
لكن المحاولة فى حد ذاتها دليل صحة وهذا بدوره قاطع للتردد وحافز للاقدام وداع إلى المشاركة، ولو على الأقل بالكلمة.
وربما ننسى أحيانا أن الصحافة فى أى بلد جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية فيه، كما أن الحياة السياسية فى أى بلد هى بدورها تعبير عن واقع اقتصادى واجتماعى هو الأساس فى كل شيء.
والخطأ الذى نقع فيه جميعا فى بعض الأحيان أننا نؤخذ بسلطان الكلمة والقلم فنتصور اننا خارج مراحل التطور وخارج حدود الحقائق الاقتصادية الاجتماعية.
وهذا ما يتحتم علينا أن نراجع أنفسنا فيه ثم نتذكر فى نفس الوقت أنه شيء لا نختص به وحدنا هنا، وإنما هو الحال فى كل صحافة الدنيا، وحيث توجد هناك صحافة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية.
لقد بهرتنا جميعا وأكاد أقول أسرتنا عبارة اطلقها «ويليام هازليت» قبل قرن ونصف القرن، أشار فيها إلى الصحافة بما فهم منه أنها «السلطة الرابعة» فى الدولة، ونسينا الإطار الذى بدرت فيه الاشارة. لم يكن »ويليام هازليت« يقصد وقتها السلطات الثلاث، كما نعرفها اليوم سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية وانما كانت السلطات الثلاث التى عناها هى العرش والكنيسة والبرلمان، وحين أضاف إلى الثلاثة سلطة رابعة، فإنه لم يكن يقصد الصحافة بالتحديد، ولكنه كان يقصد الرأى العام والرأى العام ليس فى الشارع فقط، وإنما هو ظاهرة تمتد إلى كل طبقات المجتمع وقواه المؤثرة والفاعلة، بل إن الناس لا ينزلون إلى الشارع إلا عندما يظهر عجز طوابق البنيان عن تحمل ما نزل عليها من أثقال وأعباء.
ومع ذلك فلو أننا أخذنا تاريخ الصحافة البريطانية ذاتها، وهى التى عناها «ويليام هازليت» على نحو أو آخر باشارته إلى السلطة الرابعة لوجدنا أن هذه الصحافة قبل عصر «هازليت» وبعده وإلى هذا اليوم لم تكن سلطة رابعة، وإنما كانت جزءا من الحركة السياسية لقوى اقتصادية واجتماعية هائلة راحت تفتش عن نوع من التوازن يعطى لكل منها دورا فى ترتيب الحاضر وتنظيمه تقبله باختيارها، ولو كنقطة بداية وتعتبره كافيا لضمان اشتراكها فى صياغة المستقبل وتشكيله عن طريق الحوار، وهو منهج الديمقراطية وأسلوبها.
وتتذكرون أن عملية البحث عن توازن اقتصادى واجتماعى مقبول فى بريطانيا، وفى كل أوروبا وأمريكا كانت عملية شاقة وباهظة وكثيرا ما فرضت تكاليفها بالحروب الاهلية والحروب المحلية والحروب الاقليمية... بل والحروب العالمية. بل إن هذه العملية ذاتها قادت أكثر المجتمعات تقدما إلى أكثر الظواهر تخلفا، وهى ظواهر العبودية المنظمة والاستعمار!.
وفى العصر الذى نحن فيه الآن فلقد كان يمكن للصحافة فى العالم أن تواجه محنة كبرى من تأثير تحولات اقتصادية كبرى ظهرت معها تجمعات مصالح عالمية عملاقة لها القدرة على اكتساح الحدود والتحكم عبر القارات، لولا أن هذه التحولات الاقتصادية الكبرى واكبتها ثورة فى وسائل الاتصال أتاحت قدرا من امكانية تدفق المعلومات على نحو لم يسبق له مثيل فى تاريخ البشرية.
لقد أصبحت أكبر الصحف وغيرها من وسائل الإعلام ملكا لمصالح تستطيع أن تحكم حريتها لكن ثورة المعلومات صححت هذا الوضع وأصبح أكبر ضمان للحرية ليس فى الرأى الذى تحكمه الملكية، ولكن فى تدفق المعلومات الذى لا يستطيع أن يتحكم فيه أحد!.
قوة المعلومات على الانتشار هى التى فكت هيمنة الملكية بالاحتكار.
فى بريطانيا مثلا انتقلت مجموعة «التيمس» الى ملكية الامبراطورية المالية ل «روبرت مردوخ» الاسترالي، وانتقلت مجموعة «التلجراف» الى ملكية الامبراطورية المالية ل «بلاك» الكندي، وانتقلت مجموعة «الاوبزرفر» الى ملكية امبراطورية «لونرو» العالمية التى يسيطر عليها «تاينى رولاند» وهو مستوطن سابق فى رودسيا وكلها امبراطوريات مالية لا علاقة لها بالصحافة وانما هو تأثير عصر عابرات القارات من امبراطوريات المصالح الظاهرة والخفية. وكان يمكن أن تكون لذلك عواقب خطيرة لولا ثورة تدفق المعلومات، وعلى سبيل المثال فانه ظاهر أمامنا جميعا أن حملة ال «واشنطن بوست» التى أدت إلى اخراج «ريتشارد نيكسون» من البيت الابيض حققت ما حققت بالمعلومات وفى صفحة الخبر وليس فى صفحة الرأي. ولم تكن ال «واشنطن بوست» هى التى تحركت وحدها وانما تحركت على نفس الخط مؤسسة الكونجرس ومؤسسة المحكمة الدستورية العليا، أى أنها حركة مؤسسات، حركة مؤسسات مستقلة فى مجتمعات توازنت فيها علاقات القوى ثم تفجرت ثورة المعلومات بأبعد من كل تصور أو خيال.
وقد نجد فى مصر ومن المنطقى أن نجد شواهد تؤكد لنا حقيقة أن الصحافة جزء من الحياة السياسية.
ففى القرن التاسع عشر وحين استيقظنا من سبات عميق تحت الحكم المملوكى والعثمانى وفتحنا عيوننا على عصر جديد وانبهرنا بالغرب كانت صحافتنا ترجمة عن هذا الغرب للافكار والتعبيرات والممارسة السائدة فيه.
وفى سنوات التدخل الاجنبى كان هذا التدخل ظاهرة فى الصحافة، وليس سرا أنه كان هناك تأثير فرنسى فى «الاهرام» فى سنواته الأولى ولا أن التأثير البريطانى كان نافذا فى «المقطم» ولا كان تأثير «استانبول» بعيدا عن «المؤيد».
وحين بدأنا نعى هويتنا الوطنية ونكافح من أجل استقلالنا كانت الصحافة فى معظمها خطابة حماسية تدعو إلى الوطنية والاستقلال وظل الحال كذلك فى الفترة ما بين الثورة العرابية وثورة سنة 1919.
وحين جاءت مرحلة ما بعد ثورة سنة 1919 وجرى تقاسم السلطة بين الاحتلال والقصر ومجموعات كبار الملاك الذين تكونت منهم وحولهم شبه طبقة شدتها مثل ليبرالية كانت الصحافة تصويرا للصراع بين هذه المراكز الثلاثة وقصصا وروايات لما يحدث فى القصور التى يعيش فيها الحكام والنوادى التى يغشونها، ويذكر المخضرمون منا أن أهم مراكز الاخبار فى ذلك الوقت كانت دوائر قصر «الدوبارة» (دار المندوب السامي) ودوائر قصر «عابدين» (مقر الملك) ونادى «محمد على» (ملتقى الكبراء) من رجال الاحزاب).
وكانت هذه لعبة «الكرسى ذى القوائم الثلاثة» الضرورية لحكم مصر كما كتب اللورد «كيلرن» آخر مندوب سام بريطانى فى مصر.
وحين جاءت ثورة سنة 1952 كانت الصحافة وسط المعارك الكبرى للتحولات التى جرت اجتماعيا وقوميا ودوليا، وتعددت مراكز العمل الصحفى وتنوعت على اتساع العالم العربى خصوصا ما بين القاهرة وبيروت والكويت.
ومع انفجار ثورة النفط وما أدت اليه ابتداء من سنة 1974 وما بعدها الى اليوم طرأت تغييرات كبرى محلية واقليمية ودولية ووصلت هذه التغييرات الكبرى بالعالم العربى الى ما ترون الآن على امتداد الساحة كلها وظهرت بوادر أزمات وصلت الى حد التأثير فى الهوية ومجموعات القيم ذاتها.
وفى هذه الازمات تعيش الصحافة المصرية والعربية وينعكس عليها أرادت أو لم ترد ما هو واقع فى مجالات السياسة وما وراءها من حقائق اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وربما كان المعيار الذى يتحتم أن تحاسب به المهنة نفسها بعد اقتناعها بأنها جزء من الحياة السياسية وليس فوقها وليس خارجها هو أن تسأل نفسها:
هل نحن الجزء الاكثر استنارة فى العملية السياسية أم لا؟
هل نحن الجزء الاكثر وعيا فى العملية السياسية ام لا؟
هل نحن الجزء الأكثر جسارة فى العملية السياسية أم لا؟
هل نحن الجزء الاكثر فاعلية فى ادارة الحوار المؤثر على القرار أم لا؟
أكاد أجازف وأقول وأنا هنا فى نقابة الصحفيين ووسط أجيال تبحث عن نفسها ودورها من شباب المهنة أن الاجابة «نعم»؟ رغم أى شيء وكل شيء.
حضرات الزميلات والزملاء
والآن باذنكم ننتقل الى الموضوع الذى هو عنوان حديثنا اليوم وأعنى به السويس.
إن المعارك على عظمة مشاهدها وعلى جلال تضحياتها هى تفاصيل فى اطار أكبر منها جميعا وأوسع وأعرض وأعمق، وأعنى بذلك اطار الصراع الذى تخوضه أى أمة طوال تاريخيها استجابة لضرورات أمنها القومى وضمانا لحقوقها المشروعة وتأكيدا لأمانى وتطلعات أهلها فى صنع مستقبلهم.
والواقع أن معارك الحروب وعظمة مشاهدها وجلال تضيحاتها لاتكتسب قيمتها الحقيقية الا عندما تكون حساباتها هى نفس حسابات حركة التاريخ بداية ونهاية.
إننى أرجو قبل أن نمضى الى أبعد من ذلك أن نتفق على عدة نقاط:
1 إنه لايمكن أن تكون استراتيجية أمن قومى لأى أمة أو شعب خارج حقائق الجغرافيا ولا خارج مسار التاريخ الذى هو فى حقيقته تراكم آثار الجغرافيا.
2 انه لايمكن أن تكون هناك سياسية لأى شعب أو أمة خارج الاوضاع الحضارية والاقتصادية والاجتماعية السائدة فيه، فالسياسة فى جوهرها هى التعبير عن حقائق هذه الاوضاع بما فى ذلك الرغبة فى تطويرها باستمرار الى الأفضل.
3 انه ليس فى مقدور أى شعب أو أمة أن يتبنى مبادئ فضلا عن سياسات تتناقض مع مصالحه سواء فيما يتصل بإملاء ضرورات أمنه القومى أو حقائق أوضاعه سواء منها الحضارية أو الاقتصادية الاجتماعية.
4 انه ليس من واجب أى شعب أو أمة ولا من حقهما التغافل عن مطالب صراعات المقادير أو المصائر والا كان ذلك تخليا عن البقاء وعن الحياة نفسها ويدخل فى ذلك الاستعداد لتقبل مخاطر السلاح كلمجأ أخير للدفاع عن النفس والحق ومجموعات القيم المحركة والملهمة.
5 إنه ليس فى استطاعة أى شعب أو أمة تبنى استراتيجية للأمن أو رسم سياسة الا بعد النظر الى الخريطة حتى يتذكروا أين هم من الدنيا ثم يتفكروا بعد ذلك أين هم من العصر. فالخريطة مؤشر لا يضل ولا يضلل ثم ان لكل عصر جوا يصعب التنفس خارجه.
6 ان المعيار الأمين لقياس أى سياسة أو قرار (بما فى ذلك الحرب التى هى على حد تعبير «كلاوزفيتز» عمل سياسى بوسيلة أخري) والحكم التاريخى على هذه السياسة بالصواب والخطأ بل حتى بالنجاح والفشل لايكتمل الا فى اطار ماسبق كله.
واذا أخذنا هذه النقاط وحاولنا تطبيقها على مصر فسوف نجد مايلي:
1 اذا أخذنا حقائق الجغرافيا فإن شعب وادى النيل لايستطيع ببساطة أن يقبع داخل حدود الوادى ويصنع مستقبله عليه.
وحتى من وجهة نظر أنانية بحتة فإن هذا الوادى عاجز عن اطعام سكانه برقعة أرضه المحدودة. بل ان الماء الذى يتمكن به هذا الوادى من زراعة أرضه لاطعام نفسه . على فرض أن ذلك يكفيه يجيئه من وراء حدوده حيث تسقط أمطار لا يراها على أرض لايعرفها فإذا أراد ان يستكشف من أين يجيء الماء؟ وكيف يضمن استمرار تدفقه اليه؟ كان عليه أن يخرج وراء حدوده ليس فقط بالخيال ، أو بالرحلة وانما أيضا بالقدرة .
ثم أن هذا الوادى بدأ يتعلم أن الجغرافيا وضعته فى موقع من الدنيا مؤثر ومسيطر ملتقى البحار والقارات وأنه إذا لم يستطع أن يحمى هذا الموقع ونفسه معه فإن آخرين سوف يجيئون لاستعمال هذا الموقع وحمايته لصالحهم وليس لصالحه.
ثم أن هذا الوادى أدرك أنه لا يستطيع أن ينتظر حتى يجيء الطامعون الى رباه الخضراء وأن عليه أن يخرج بصداقاته وتحالفاته وقواته اذا لزم الأمر لعلاقاتهم خارج أرضه قبل أن يصحو ذات يوم فإذا هم يقتحمون عليه باب بيته.
ومن حقائق الجغرافيا تراكم تاريخ طويل لا يمكن لأحد أن يخطئ دلالته . ودلالته ببساطة أن عصور اليقظة فى مصر كانت هى نفسها العصور التى وجدت فيها مصر خارج واديها ، وأما عصور التراجع فقد كانت تلك التى قبعت مصر فيها وراء حدودها لا بها ولا عليها .
ولقد تأكدت حقائق الجغرافيا والتاريخ وتفاعلت مع ما حولها سياسيا و حضاريا قبل الإسلام ثم توثق الرباط بعقد مقدس ، مقدس بالمعنى الواقعى وليس بالمعنى الروحى فقط حين توحد تاريخ مصر مع ما حولها بلغة واحدة أى بعقل واحد وبثقافة واحدة أى بضمير واحد وبمصلحة مشتركة أى بأمن واحد فأصبحت جزءا منه حتى فى النظام السياسى قرونا متصلة بغير انقطاع .
2 واذا وصلنا الى النقطة الثانية فسوف نجد أن أحكام الجغرافيا والتاريخ قد أملت على مصر سياسات لا يستطيع أحد أن يتلاعب فيها الا وكانت المخاطر جسيمة .
فكمية المياه المحدودة وانحصار رقعة الأرض تفرض ضرورات للتنظيم ، وتفرض ضرورات للعدل ، وتفرض ضرورات للمعرفة ، وتفرض ضرورات للتقدم الفكرى والمادى ، وتفرض ضرورات للدفاع وهذا كله يحتم عليه أن يتجاوز رقعة الوادى وأن يتصل بما حوله ولا ينحصر أو يتقوقع فى حماية رمال الصحراء المحيطة به وهذا التفاعل لا يضمن حياة مصر فحسب وإنما يضيف الى قوتها ، ولقد كان جهد الطامعين فيها باستمرار هو عزلها عما حولها والتعامل معها بمعزل عنه .
3 وإذا وصلنا الى النقطة الثالثة فليس أمامنا مفر من أن نسلم بأن حقائق مصر لا تتحمل أن تكون سياساتها مصادفات ، أو أهواء ، أو خضوعا للظروف الطارئة والمؤقتة تحت أية دعاوى أو غوايات .
وانما تتحمل مصر فقط سياسات ثابتة وصلبة وصبورة يتغير التعبير عنها وتختلف أساليب ممارستها بتغير واختلاف العصور والأزمان والحقائق السائدة فى العالم مع هذه العصور والأزمان .
أتذكر حديثا مع «اندريه مالرو» فى باريس ذات مرة ووجدته يقارن بين مصر وانجلترا ويقول إن هناك أوجه شبه بينهما كلتاهما جزيرة لا تستطيع أن تستغنى عما حولها .
انجلترا جزيرة محاطة بالبحر
ومصر جزيرة محاطة بالبحر وبالصحراء أيضا
وأن ذلك أثر فى تاريخ كل منهما .
ووافقته فى أشياء وخالفته فى غيرها، وربما كان قياس «مالرو » مقبولا بمعنى أنه قد تكون هناك أوجه شبه عامة لكن الجزيرة المصرية فى العالم المحيط بها تختلف عن الجزيرة البريطانية فى العالم المحيط بها من حيث إن مصر اتصال جغرافى لا ينقطع وحضارى وامنى مع ما حولها.
4 واذا وصلنا الى النقطة الرابعة من النقط المطروحة للاتفاق وهى أنه ليس من واجب أى شعب أو أمة ولا من حقهما التغافل عن مطالب صراعات المقادير أو المصائر والا كان ذلك تخليا عن البقاء وعن الحياة نفسها فلا أظننى فى حاجة الى أن استفيض.
الافراد يعتزلون ادوارهم احيانا، ربما بالسن والتقاعد أو بغيرهما من الأسباب ولكن الامم والشعوب لا تستطيع أن تعتزل أو تتقاعد فللفرد عمر محدود وأما الامم والشعوب فحياتها متجددة ومتصلة.
5 واذا وصلنا الى النقطة الخامسة الخريطة والعصر لاكتشفنا ان المنطقة التى ننتمى اليها ونعيش فيها فى قلب صراعات الدنيا كانت كذلك دائما وسوف تظل الى النهاية.
ثم ان هذا العصر الذى نعيشه محكوم بالتناقض بين اثنتين من القوى الأعم لا تقدران على الحرب لانها سوف تكون نووية ولا تقدران على السلام لان المصالح والعقائد متصادمة، ومعنى ذلك أنه صراع بوسائل أخرى أو عن طريق آخرين وهو ما يمكن أن يكون أسوأ.
ومنطقتنا بموقعها ذاته فى النقطة الاقرب للاحتكاك بين الاثنين: بطن الاتحاد السوفيتى وجنب حلف الاطلنطي.
ومن سوء الحظ أنه ليس أمامنا غير أن نكون فى الملعب وأن تكون لنا لعبتنا المستقلة، واذا لم نشأ ان نكون بين اللاعبين فهناك محظور أن نجد أنفسنا فى دور الكرة التى يلعب بها الكبار!
6 وأخيرا نصل الى النقطة السادسة وهى المتعلقة بمقياس الحكم التاريخى على أى سياسة أو سياسى ولقد قلت إن هذا المقياس يجب أن يكون وهو لا يمكن أن يكون الا الاتساق مع الحقائق الثابتة فى حياة الأمة
ولاأريد أن آخذكم الى حجج التاريخ ولا إلى قوائم باسماء أبطاله وإنما يكفينا أن نتذكر مارأيناه بعيوننا فى العصر الحديث.
لقد خرج الجنرال «ديجول» مثلا من فرنسا يوم استسلمت حكومتها الرسمية بقيادة الماريشال «بيتان»، وذهب وحيدا الى لندن، وتصور حلفاؤه أنفسهم أنهم يستطيعون التعامل معه من أعلى الى أدنى فهو لاجئ فى بلاده ووطنه تحت الاحتلال، ورفض وقاسي، لكنه كان يعبر وحده عن حقائق ثابتة فى وضع فرنسا فى قلب القارة الاوروبية.
ونجح «ديجول» بقوة الحقيقة الجغرافية التاريخية وحدها ولاشيء غيرها فى أن يؤكد حقوق فرنسا وكان ذلك سبيله الى مكانه باقية فى حياة أمته.
اذا اتفقنا على هذه النقط فسوف نجد أن حياة كل أمة وكفاحها خط متصل، وقد يتعرج هذا الخط وقد يرتفع ويهبط وقد ينحنى ويدور لكنه لا ينقطع أبدا.
وربما سمحت لنفسى أن أذكر لكم أننى عندما ترجمت بنفسى كتابى الأخير عن السويس خصصت الجزء الأول منه بالكامل لقراءة سريعة للتاريخ المصرى قبل ثورة سنة 1952 عن اعتقاد كما ذكرت لكم بأن أى حدث لا يستمد قيمته الا من اتساقه مع المجرى العام لتاريخ الأمة، والا من استجابته للثوابت الراسيات فى حياتها، والا من اعتماده على كامل قواها الكامنة والظاهرة.
ان القيمة الحقيقية للسويس هى ذلك كله بالضبط.
فالطموح فيها لم يكن طموح رجل واحد وانما طموح أمة.
والقضية فيها لم تكن كرامة سياسى أهين حين سحب «جون فوستر دالاس» وزير الخارجية الامريكية عرض تمويل السد العالى فغضب لنفسه وأمم قناة السويس وانما كانت القضية مشهدا واحدا من مشاهد نضال طويل أكبر من جهد أى فرد وأوسع بكثير من مساحة عمره.
والوقوف فيها لم يكن للكل وليست له حتى وان كان اسمه أبرز وأظهر اعلام المعركة.
والحقيقة ان السويس هى واحدة من الذرى العالية فى قصة صراع مصر الحديثة كله من عصر «محمد علي» وبعده الى الثورة العرابية والى الاحتلال البريطانى والى ثورة سنة 1919 والحقيقة ان شركة قناة السويس لم تكن الا الوجه الآخر للقاعدة العسكرية البريطانية على قناة السويس ثم ان اعلام السويس كانت هى نفسها الاعلام التى ارتفعت على طول المسافة من «باندونج» الى «الجزائر».
والحقيقة فى السويس أنها معركة فى حرب، والحرب نفسها حلقة فى صراع متصل لم يتوقف.
بقى أن أقول ملاحظة أخيرة وهى أن الصحفى ليس مكلفا بكتابة التاريخ وانما هو مكلف بقراءته.
لكنه يكتب عن التاريخ عندما يصبح التاريخ نفسه خبرا حيا معاصرا ويكون من شأن روايته أن تلقى ضوءا كاشفا على ما يحدث فى الحاضر.. هذا اليوم، وهذه الساعة، وأتمنى أن لا أكون ابتعدت كثيرا عن منهج الصحفى وطريقته.
وتلاحظون أننى اكتفيت بوضع بعض العلامات على طريق السويس مقدرا أن الحوار سوف يقودنا الى دروب متشعبة ومسالك.
وأشكر لكم تفضلكم بالاستماع وصبركم، ثم أضع نفسى تحت تصرفكم كما تشاءون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.