انطلاق قطار مفاجآت شم النسيم من القاهرة حتى سيدي جابر    سعر الذهب الاثنين 6 مايو 2024 في محلات الصاغة    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 6 مايو    رئيسة المفوضية الأوروبية قلقة من المنافسة الصينية    الأرصاد تؤكد على تحسن حالة الطقس وتحذر من نزول البحر اليوم    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    بمناسبة ذكرى ميلادها ال 93، محطات في حياة ماجدة الصباحي    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة الأهرام تحولت إلي صرخة غضب..أبطال‏73‏ يقدمون روشتة علاج الأمن الغائب في سيناء

انقلب احتفال العيد في الأهرام بصناع انتصار رمضان أكتوبرالي ثورة غضب‏,‏ وانقلبت الحفاوة الي حرب‏,‏ وقاعة توفيق الحكيم الي غرفة عمليات‏,‏قادنا فيها أبطال حقيقيون‏,‏ كانت لهم صولات وجولات وبطولات منذ حرب رمضان أكتوبر1973, ورغم أنهم داسوا أنف العدو, الاسرائيلي وحطموا غرور قوته وأسطورتة الكاذبة علي أرض سيناء, واستعادوا الكرامة لكل مصري وعربي وأعادوا الثقة والابتسام للوطن الجريح في أقل من ست سنوات علي نكسة يونيو,إلا أنهم بعد أكثر من39 سنة يرون أن المعركة الآن أشد والمواجهة لم تنته والعدو غدار, وها هو يقلب حفاوة الأهرام بالجيش المصري ممثلا في خمسة من أبطال حرب رمضان إلي حلقة غضب, في أعقاب عملية الغدر الخسيسة وحالة الاسترخاء التي أودت بحياة ستة عشر كوكبا من جنود حرس الحدود في رفح, وهكذا انقلبت أغراض الندوة التي افتتح بهاعبد الناصر سلامة مهام منصبه الجديد كرئيس تحرير للأهرام, وبعد أن كانت الندوة لاسترجاع ذكريات النصر التي مازالت في طي الكتمان واستخلاص الدروس من صفحات الانتصار, أصبحت مظاهرة ضد عدو كالحرباء يتخفي الآن في لون جديد,ظاهره الارهاب والفوضي وباطنه إفراغ الانتصار العربي الوحيد علي العدو من مضمونه, وكانت أيضا مظاهرة ضد الظروف والأشخاص والسياسات التي تسببت في إبقاء سيناء أرضا محروقة بلا بشر ولا بناء.
قاد غرفة العمليات من قاعة توفيق الحكيم بالأهرام اللواء رجب عثمان قائد الكتيبة12 مشاة التي حررت تبة الشجرة نقطة التحكم والسيطرة الرئيسية في خط بارليف, وكان معنا أيضا اللواء حمدي البنداري رئيس أركان المنطقة الجنوبية سابقا, وقائد عملية إنقاذ أسيوط من السيول عام1994, واللواء طلبة رضوان قائد أول سرية عبرت قنات السويس قبل ساعة الصفر في حرب اكتوبر, واللواء محمد قشقوش قائد لواء مظلات الذي تم منحه وسامين عن أدائه في حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر, والباحث والمفكر الاستراتيجي,ثم اللواء أبو بكر الجندي قائد الجيش الثالث سابقا وحامل مفاتيح كنز معلومات الوطن لأنه الرئيس الحالي لجهاز التعبئة العامة والإحصاء.

وإلي تفاصيل الندوة التي تحولت الي محاكمة للأمس واليوم من أجل الغد وقد افتتحها عبد الناصر سلامة رئيس التحرير
كنا نتمني أن نبدأ من نصر رمضان1973, لكن سنبدأ من عملية الغدر بالأمس القريب, واستشهاد ستة عشر من أغلي أبناء مصر عند رفح.. سيادة اللواء رجب عثمان لقد تابعت وعرفت تفاصيل أكثر من تلك المعلنة, أين الخلل الذي جعل مصر تفقد مجموعة من أطهر شبابها في ظروف مجهولة؟ هل هوعدوان إسرائيلي, أم إرهاب داخلي... أم مافيا التهريب, وهل ماحدث نتيجة معاهدة كامب ديفيد وظروفها؟..

اللواء رجب عثمان: بداية أنا قرأت تحليلات لأساتذتنا الكبار معظمهم يتحدث عن اتفاقية كامب ديفيد.. وشماعة كامب ديفيد( حجة البليد), فهي ليست سبب ما حدث.... الحادث سببه أننا لم نعرف أن نستوعب سكان سيناء البدو, أنا خدمت في الجيش سنة1958, البدو الذين كانوا حولنا, كانوا يأتو نإلينا, ويشاركوننا لقمة العيش والتعيينات وكان لهم مرتبات.. وفي المقابل كانوا يساعدوننا في استطلاع المدقات والدروب في منطقة أم قطيف وبن لحفن, ومنطقة العريش ووادي العريش..
زرت رئيس قسم المعلومات في المخابرات العسكرية أثناء حرب الاستنزاف.. أطلعني علي صور للبدو, وقد أحضروا معلومات قيمة جدا عن الجيش الإسرائيلي الموجود في المليز وسط سيناء ومنها صور لأشخاص في الميسات( المطاعم) بين الجنود وآخرين بلعبون رياضة وبعضهم يتدرب علي الرماية.. هذه الصور شاهدتها بنفسي!!...
الانقطاع الطويل وغياب جراي تموين) وتعيينات القوات المسلحة, وزيادة أعباء حياة البدو وقلة الموارد, جعل بعضهم يلجأون للتفكير في زراعة المخدارات, والتهريب, والاستيلاء علي الأراضي.. ولهم العذر فنحن في وسط الدلتا قمنا بالاستيلاء علي الأراضي الزراعية وقمنا بالبناء عليها.. فما بالك بالصحراء المفتوحة والوديان والمراعي الموجودة هناك بلا صاحب. أما الذين يقولون أن إسرائيل هي المستفيدة.. فهي من الذكاء بحيث لا تبذل مجهودا طالما نحن ننفذ المخطط الذي تريده وتتمناه, وتستفيد منه في الآخر!! هناك غسيل مخ يجعل بعض الشباب السيناوي وغير السيناوي يقبل علي الاستشهاد من أجل الدولة الإسلامية ودولة الخلافة.. وغيره...
رئيس التحرير:الذي يقبل علي القيام بتلك العمليات استند إلي أي شريعة؟..

اللواء رجب: سأضرب لك مثلا بسيطا وأنا موجود في أبو ظبي عام..81 قرأت تصريحا للشيخ عمر عبدالرحمن ردا علي سؤال قبل اعتقاله في أمريكا, لماذا تقوم بقتل الجندي المصري؟!.. فأجاب لكي نحصل علي سلاحه ونهدم به النظام القائم والغير إسلامي..
سيادتك لكي تجعل شابا مصريا يقتل جنديا مصريا ليحصل علي سلاحه فهذه عملية غسيل مخ غير عادية, حيث يقنع أنه لو مات فسيدخل الجنة, فيصبح الرجل بدون عقل ويقوم بالتنفيذ, ويفهمونهم أنه الطريق لإقامة الدولة الإسلامية الصحيحة
من الذي غير البدو؟

الأستاذ عبد الناصر سلامة: ممكن نعمل غسيل مخ لواحد أو عشرة, لكن المشاركين في عملية الغدر حوالي1400.. فهل من الممكن أن نعمل غسيل مخ ل1400 شخص من أصحاب الرايات السوداء؟
اللواء رجب عثمان: يوجد بينهم أيضا المرتزقة المنتشرون في كل مكان.. بعض البدو يأخذون مرتب3000 جنيه في الشهر.. أنا شاهدت الجيش الفلسطيني اللواء107 وأنا نقيب وكنت في زيارة لغزة.. كل من كانوا ابالمعسكر لم يكن لهم تجارة أو أي دخل, وال1500 الذين تم تحديدهم في قتل جنودنا ليس كلهم مغسول دماغهم ولكن منهم من يريد المال.. بدليل أن عددا كبيرا جدا من سكان غزة يعمل مع اليهود بمرتبات.. من أين حصل اليهود علي معلومات بأن هناك عملية ستتم بعد ثلاثة أيام؟ اليهود ضربوا الشيخ ياسين وغيره وسمموا عرفات, كل عملياتهم بالوشاية والعملاء.. بالمال...

فاروق هاشم:

أريد أسأل سيادة اللواء عفوا قلت سنة58 أنك تعاملت مع البدو وكنتم دعما وسندا لهم وهم كانوا يمدونكم بالمعلومات.. سيادتك كنت قائدا في73, هل حصل تغير في التعامل عام1973 ؟
قبل حرب73 أنا ذهبت لأمين هويدي رئيس المخابرات في حرب الاستنزاف كانوا مستمرين علي نفس النمط, وكانوا قوة منظمة سيناء تتبع المخابرات, كانوا يمدوننا بمعلومات دقيقة جدا, اشتغلت بها قوات العمليات الخاصة عمليات في منتهي الخطورة في عمق سيناء طوال حرب الاستنزاف.
وماذا حصل في هذه العلاقة بعد1973 يا سيادة اللواء طلبة رضوان؟ وقد كنت اول من عبر تحت التهديد الايراني في1973
المخابرات الحربية وحرس الحدود أسندت المسئولية لجهاز الشرطة, وهنا حصل الخلل.. البدو كانوا ينظرون لحرس الحدود علي أنهم مثلهم الأعلي.. عندما كان يحصل خلاف يحصل جواز بين عائلتين أو قبيلتين كانوا يذهبون لدعوة الرائد المسئول عن حرس الحدود, لأن عنده سلطات وإمكانيات يساعد الناس بها.. وكلهم كانوا أناسا بسطاء.. أما الآن فدخلت السياحة والمخدرات إلخ... أصبح البدوي يريد إمكانيات أكبر.. والشرطة ليس لديها تلك الإمكانيات,ولا المهارات.
ومن وجهة نظري حصل خطأ عندما أصبح سلاح حرس الحدود سلاحا قائما بذاته. حرس الحدود كانوا ينتدبون له كفاءات قتالية وإدارية لديها مهارة في التعامل مع الجهات المدنية, عندهم سيطرة رهيبة.
ويتدخل اللواء محمد قشقوش:
أنا كنت رئيس عمليات في جنوب البحيرات بعدما انسحبنا سنة67 علي ترعة الإسماعيلية في جنوب البحيرات أمام معسكر كبريت, كنا راجعين لم يكن معنا كريك حفر نحفر به.. الخنادق الأهالي ساعدونا.. ساعدونا بناء علي إيه... فوجئت بسيدة شايلة طفل مريض تقول لي يا دكتور محمد شوف الولد عالجناه.. بعد خمس أيام وجدت طابور أطفال يطلب العلاج عندي في الكتيبة.. فالوحدات العسكرية عندما تكون محل ثقة الأهالي,تكون طلباتها مستجابة
محمد السيد:هذا ما فعله اليهود بعد1967 كان اليهود يعطونهم أكل وماء وعيش, فطالما أننا لم نوفر لهم المعيشة الكريمة وغيرك احتواه وأعطي له الإمكانيات.فلا تسأل أين الانتماء.
أنور عبد اللطيف: سنة58 كما تفضلت سيادة اللواء رجب كان البدو مصدر معلومات بالنسبة للمصريين.. لكن الغريب ألان بعد أن تحررت وأصبحت تحت أيدينا منذ أكثر من39 سنة أصبحنا كأننا غرباء, بماذا تفسر ذلك العجز في التفاعل مع أهل سيناء ؟..
اللواء رجب: نحن نتكلم علي قدنا وليس علي المستوي الأكبر.. المستوي الأكبر في مصر والرؤساء الذين عاشرتهم.. كل رئيس كان حريصا علي انجاز مشروعاته في أقل فترة ممكنة ليفتتحه بزفة إعلامية أنا قابلت اللواء منير شاش عاشق سيناء في نادي الضباط مرة, حكي لي بحسرة علي مشاريع زراعية وصناعية عملها لكن تحتاج الي متابعة لكي تكتمل.. لكن من أتي بعده مسحوا كل ذلك وابتدوا من جديد, وهذه عادة مصرية, لا توجد خطة طويلة الأجل... بمعني أنا أشتغل ومن يأتي من بعدي يكمل. أساسا لكي تعمر سيناء لازم البنية الأساسية لوضع.. جهز البنية الأساسية.. إعط للشبان مساكن أعمل لهم طرق مواصلات.. المستشفي.. المدرسة, في خلال فترة وجيزة جدا تتعمر المنطقة, أما إنك تأخذني الآن وترميني في الصحراء وتقولي روح عمر الصحراء.. أعمرها كيف؟..
فاروق هاشم: المشكلة حدثت خلال30 سنة.. حصل خطأ في سيناء.. اهتم بالسياحة رغم أن جنوب سيناء إسرائيل هي اللي أنشأتها.. شرم الشيخ كانت تسمي أوفيرا الجوهرة وكانت منطقةعسكرية.. دهب ونويبع وطابا لم نكن نعرف عنها شئ ولا نقترب منهم, لأن أخر حدودنا كانت الطور.. حيث يوجد أخطر معتقل, كان من يذهب الي الطور يودعه أهله بالبكاء, وكان حجر صحي للحجاج.. يعني انت في رأيك التعمير الحقيقي لسيناء تعميرها بمشروعات طويلة الأمد من أجل بنية حقيقية وإقامة مدن حقيقية في هذه المنطقة.. ولا تكون مثل العاشر من رمضان.. أنشئ المصنع والعمال يسكنون في وسط القاهرة.
وكيف نعمرها
أنور عبد اللطيف: لو سمحت لي واحنا نخوض في هذه النقطة سيادة اللواء أبو بكر الجندي كنت قائدا للجيش الثالث الميداني, ونصف سيناء الجنوبي يتبعك ومعك كتائب التعمير في الناحية الأخري, وربما يتبادر إلي الذهن أننا سنبدأ من الصفر.. لأن كان هناك خطط لكنها لم تكتمل, ولم تأخذ حقها.. في الجزئية الخاصة بتعمير سيناء أنا أستأذن سيادة اللواء أبو بكر يعطينا فكرة عن هذه الجزئية؟!
اللواء أبوبكر الجندي: الحقيقة سيناء لها طبيعة قاسية جدا سواء في الجانب الجنوبي الجبلي أو في الجانب الشمالي الصحراوي, ومعظم الأرض في منطقة الوسط بين الجبلي وبين الساحلي كسبان رملية, وأنا عشت فترات طويلة سواء في الجنوب أو في الشمال.. إقامة كاملة, أنا كنت قائد اللواء الخامس في الطور سنة90 الأرض بتنعكس علي من يعيش فوقها..
سيناء لا يمكن أن تكون أمنا وأمانا لمصر إلا إذا ذهب إليها2 مليون مواطن..2 مليون مواطن يذهبون علي مشروعات استراتيجية.. كبيرة.. القطاع الخاص سيكون عازفا عن هذا الكلام تماما.. وده شغل دولة... انت تصرف علي مشروعات استراتيجية من الممكن ألا يكون لها عائد اقتصادي عاجل.. لكن العائد أمن قومي.. لابد من مشروع قومي وعندنا هناك.. كفاية إن احنا عملنا ترعة السلام لكي تزرع400 ألف فدان, لم يزرع منهم سوي40 ألف, ولا تدري لماذا؟!..
الترعة اتعملت سحارة مياه أسفل القناة.. وأخيرا تشكل الجهاز الخاص بتعمير سيناء.. يعني كما صرفت في توشكي8 مليار لازم تصرف في سيناء.. لو انت رميت هذه المليارات في سيناء وعملت حوافز للناس علشان ينتقلوا لمدارس. أحسن فرصة عمل بمرتب أحسن.. أحسن مستشفيات.. أحسن خدمات.. الناس ستذهب الي هناك,
أجيال جلست وحسبت المشروعات وتكلفتها.. ليست الزراعة فقط.. كان الأهالي يأتون لياخذوا مياه من الماسورة القادمة من السويس لكي يشربوا وتشرب حيواناتهم, نحن نتكلم علي زراعة... والقوات المسلحة لديها خرائط ودراسات بالأماكن اللي ينفع فيا زراعة والمهم أن نبدأ مشروعا ننفذه من الألف إلي الياء..
لكن الطبيعة جعلت العدد قليل,370 ألف في شمال سيناء و70 ألف في جنوب سيناء حسب تعداد2006 وضع عليهم10% في الكلام سنة الأخيرة. سيادة اللواء رجب عندما عاش مع البدو زمان لم يكن لإسرائيل كرامة ولا كانت عملت لبعض الناس حوافزلاستقطابهم.. وكما إن لإسرائيل مصادر عندنا, كان لنا زملاء أثناء حرب الاستنزاف الخالدة يذهبون6 أشهر عن طريق أهلنا في سيناء وهذه حقائق.. وبفضل ذلك التعاون لم يكن هناك هدف في سيناء أو داخل إسرائيل لا تتوفر لنا معلومات كاملة عنه بالصور والأعداد..

فاروق هاشم: نعود لترعة السلام, بحكم معلومات سيادتك والمناصب التي شغلتها.. هل تم إيقافها لكي لا تمتد إلي العريش ثم رفح ثم يصل الماء لإسرائيل ؟..

اللواء محمد قشقوش: عندنا في مصر الناس يقولون ما يحلو لهم.. فالترعة وصلت لغاية الأرض المفتوحة.. بعد كده نحتاج سلسلة اجراءات مستحيلة لكي تتابع.. وأنابيب ترفع المياه100 متر.. وتجهيزات ضخمة عند العريش, وبن لحفن,.. وهي أرض ممتازة جدا جدا.. لكنها مرتفعة عن سطح الأرض بنحو100 متر. الترعة نفذت بمخطط تزرع حولها ما تم تنفيذه لا يزيد عن70% من المشروع باقي30% ولكن المؤكد أن التخطيط عندنا كان في حالة توهان.
.. رغم أن هناك دولة وفيها وزارة تخطيط.. مصر لم تر مرحلة فيها خطط غير مرة واحدة في عهد جمال عبدالناصر.. في الفترة الماضية كان عندنا وزير تخطيط يفخر بأنه عارف أسامي الفقراء في مصر.. لكنه فشل في وضع خطة مركزية لاستكمال المشروعات المتوقفة.
محمد قشقوش كما قلت لسيادتك جهاز المشروعات اللي ماسكه اللواء سمير حنا.. ده عامل مشروعات هايله في الجيش.. دواجن وتسمين وزراعة وخلافه.. وهذا الجهاز تكون له كتائب
علي مستوي الجيش الآن فيه فوج زراعي؟!

.. الكتائب الزراعية والكتائب الصناعية ينبغي أن تستمر بعثاتها الي مناطق الحرب الجديدة ضد التصحر والخراب.. وينبغي ألا نسمع عبارة التجنيد لم يصبه الدور.. لم يصبه الدور!!....
أنور عبد اللطيف كما قال سيادة اللواء أبو بكر إن القطاع الخاص ما يقدرش يخش معركة التعمير الباهظة التكاليف وفقيرة العائد المادي.. لأنه يبحث عن المكسب والخسارة لكن لماذا لا تشجع الجيش وهو مؤسسة عائدها أمن قومي ولاينظر للعائد المادي القريب؟!

اللواء قشقوش: هذا دور الجيش لو دخل سيضع الاساس للبنيان الذي يحتاجه القطاع الخاص.. الذي يجب أن أحركه بالحوافز.. أقف بجواره.. أعطي له أرض ببلاش أقوله المنتج اللي أنت حتعمله سأشتريه منك في مكانه وأسوقه لك.... بحيرة البردويل.. كان اليهود قبل حرب أكتوبر التي نحتفل بها الآن بيصدروا منها أسماك البوري والدنيس لأوروبا.. اليوم الأسماك بتنفق فيها.. أنا شاهدت مطارات في سيناء لتصدير الكانتلوب والأسمك..
اللواء طلبة: السمك اللي بيتكلم عليه سيادة اللواء مبرد وليس مجمد.. كان يتم اصطياده قبل آذان المغرب.. بكره الظهر يكون في فرنسا لأن طيارات بتطلع تنقله ودي مش مجاملة والكيلو كان تبيعه إسرائيل ب90 دولار!!

فاروق هاشم: سيادة اللواء رجب بيقول إن لاأحد يريد أن يساهم.. هناك حاله من حالات الانفلات القيمي والمعايير داخل شعب مصر الآن.. بينما الشعب المصري والبسطاء هم كانوا جنودك في تحقيق المعجزة.. فالخلل في توصيفكم كخبراء.. من أين؟
بين النسر والارادة
تحديدا حصلت سيول اجتاحت أسيوط وقنا وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر والوادي الجديد, كل هذه المحافظات تتبع المنطقة الجنوبية كمنطقة سيطرة.. طبقا للخطة في القوات المسلحة اسمها إرادة.. القوات المسلحة مكلفة أنها تؤمن الشعب ضد الكوارث الطبيعية.. كانت المساحة دي كلها مسئولية المنطقة الجنوبية..وكنت رئيس أركان
وهذا يعني أن القوات المسلحة منظومه متكاملة لها نظام ولها خطة.. والقوات تتدرب عليها كمواقف طبيعية يعني مثلا حريق في المكان الفلاني.. كيف تتصرف.. عمارة وقعت, كيف تتصرف.. هكذا.. الخطة موجودة.. الحماية لكل الأهداف الحيوية في المنطقة مسئولية..
أعود مرة أخري لموضوع الندوة وهو روشتة تحقيق الأمن في الشارع المصري والروشته المطلوبة أنا بافتكر التصريح اللي قالته كوندوليزا ريس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة الفوضي الخلاقه.. التي بدأت من تونس ثم إلي ليبيا وبعد ذلك إلي مصر... لترتيب الشرق الأوسط الجديد.. والسودان دخلت فيها طبعا.. واليمن والأردن وسوريا.. كل هذا لتحقيق استراتيجية عالية لإسرائيل.. ونحن ننفذ, والشواهد والتخطيط ماشي لتدمير الجيش المصري, مايبقاش فيه أي معدات, وذلك لصالح إسرائيل, والحمد لله المجلس الأعلي للقوات المسلحة إستطاع السيطرة علي الموقف ولم نصل إلي النموذج الليبي أو النموذج السوري ولم ينجحوا.. واللي حصل في سيناء هو المخطط االآخر لكي نصل إلي هذا الأمر.. الجيش المصري يدخل في حرب في وقت غير مناسب ليتم تدميره.. لكن مطلوب ربط الخطة نسر المعنية بتطهير سيناء بالخطة ارادة لانقاذ المناطق الحيوية وتعميرها بين الأدوات التي تنفذ هذا المخطط هم البلطجية والذين كانوا في السجون بعد إقصاء الشرطه نهائيا عن عملها وخرج المساجين ليعربدوا في الشارع وأوجدوا عندنا الانفلات الأمني. وروشتة الحل هي أولا هو جمع كل البلطجية وهؤلاء أسماؤهم وعناوينهم موجودة في سجلات وزارة الداخلية.. يعني ممكن أن نجيبهم في خلال24 ساعة..
لأن وجود عاطلين بدون هدف ولا أمل في الدنيا غير إنه يهاجم حد ويسرقه.. أنا رأيي مثل رأي سيادة اللواء قشقوش إن كل الشباب لازم يجند مانقولش لم يصبه الدور.. اللي الجيش يحتاجه ككفاءة صحية وثقافية أخده الوحدات.. والباقي أكون بهم كتائب خدمة وطنية أشغلهم في تنمية زراعية أيا كانت.. وأنا في القوات المسلحة أدربهم في مراكز التأهيل المهني أعلمه مهنه, وتزرع ارادة البناء داخله المجند عندنا بيتعلم حرفة في إدارة الأشغال العسكرية ويعطي له شنطة العدة المناسبة لهذه الحرفة وهو خارج من الخدمة.. وكذلك السائق وهو خارج يحصل علي رخصة..
للواء طلبة رضوان:لي إضافتان, الإضافة الأولي الخاصة بالرد علي سؤال بتاع الأستاذ عبدالناصر سلامة.. رئيس التحرير, اللي هو إزاي أغير فكر1400 واحد... المطلع علي كيفية تجنيد الفرد في هذه الجماعات يمر بعدة مراحل, عندهم المرحلة الأولي مرحلة فرز.. هل يصلح يدخل عندهم أم لا.. وبعدين يدخلوا في مرحلة مكاشفة.. يعني يعطي له فكرة.. وبعد ذلك المصارحة... وبعد ذلك أخذ العهد وبعدين البيعة ثم التكليف.
النقطة الثانية والأهم إن الفرد ده لا يعرف هو طالع يعمل إيه.. أمير الجماعة فقط أو المنفذ بتاعهم اللي بيبقي عارف والباقي تحت بند السمع والطاعة يخرج للتنفيذ معهم.
أنور عبد اللطيف: بماذا ترد علي الانتقاد إن المشاركة المدنية ممكن تعطل القوات المسلحة عن دورها الأساسي؟!
اللواء قشقوش: لو فرضنا إن المطلوب للقوات المسلحة العامله المصريه400 ألف ومن أنهي تعليمه500 ألف يبقي فيه زيادة100 ألف حعمل حاجتين يا إما أديهم إعفاء من التجنيد, يا إما أوظفهم بهذا الشكل في وحدات إنتاجية تابعه للقوات المسلحة,وهذا نموذج ناجح.. وناجح في الظروف الصعبة.. والعائد أمن قومي وهو المهمة الأساسية للقوات زي ما تفضل اللواء أبو بكر.
أنور عبد اللطيف: سيادة اللواء أبوبكر علي ذكر الفهم الخاطيء لدور الجيش في الثورة, عدد كبير من الأزمات اللي احنا بنمر بها سببها معلومات ناقصة وخاطئة ومغلوطة منها يسقط حكم العسكر والمجلس العسكري, وبعض الاشاعات تتسرب.. واحنا بنتكلم عن مجتمع المعلومات.. أين الحقائق ؟!...
اللواء أبو بكر الجندي: لا ليست حالة طوارئ.. بل تشريع يغلظ العقوبة بدلا من خمس سنوات تصبح خمسة عشر سنة والجناية المؤبد تصبح إعدام وقد أبلغني الرئيس مهاتير محمد رئيس ماليزيا بنفسه أنه أصدر قانونا يمنع المظاهرات والاعتصامات في مرحلة النمو ولذلك تحولت ماليزيا من دولة متخلفة متأخرة إلي إحدي النمور الآسيوية القوية.
ويواصل اللواء البنداري رؤيته لحل مشكلة الأمن المفقود
تبقي مشكلة هامة جدا وهي محو الأمية.. وهي مسئولية كل الدولة بمعني لو في واحد في الأهرام أمي يبقي رئيس مؤسسة الأهرام مسئول عن محو أميته.. وينقص من تقريره للكفاءة السنوية لأن عنده1 أو10 لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.

الدولة سكرانة
اللواء بكر الجندي: أنا في النهاية اتفق مع اللواء حمدي أن المشكلة الأساسية في مصر حاليا هي البطالة والقضاء عليها..أما سؤال حضرتك حول دور المعلومة, ففي الدول المحترمة والمتقدمة التي تحترم جهاز البحث وتوفر له إمكانياته علشان حتي بيان.. ودولة بلا بيان هي دولة مغمضة العينين, فاقدة الوعي.. وعندما أقول أن الدولة كانت فاقدة الوعي.. معناها إن هناك إمكانيات مادية وعينية يتم بعثرتها عشوائيا. فالتنمية تبدأ أولا بالإحصاء والأرقام والمعلومات.
لدينا الاحصائيون اللذين علموا العرب الإحصاء لكن كل من ينجح ويتعلم يترك الجهاز.. إذا الدولة سكرانه.. لأن المكان المنوط به توفير البيانات لا أوفر له الإمكانيات وبالتالي لا يوجدخطة سليمة بسبب العقم المعلوماتي. والقصد أن جهاز الإحصاء لازم يأخذ إمكانياته المظبوطة والمميزات التي به يجب أن تكون جاذبه..
ويختتم اللواء طلبة رضوان المداخلات قائلا: أضيف الي مقترح اللواء قشقوش أنه يجب علي جهاز الأمن الموجود في سيناء أن يحصلوا علي دورات تدريبية في التقاليد والأعراف الخاصة ببدو سيناء لكي لا ينتهكوها بحسن نية.. الحاجه التانية واحنا بننظر للتنمية لازم ننظر لها من وجهه النظر الدفاعية.. ما ينفعش كده أي مكان نعمل استثمارات ونرهن فيه الأموال, لأن المعركة القادمة ستأتي أيضا من هذا الاتجاه, فيجب إن نبني محاور التنمية علي أساس دفاعي وليس مفتوح.. ومن شاهد شرم الشيخ بعد استلامها من اسرائيل يكتشف أنها بنيت بطريقه دفاعية.. وبها مسارب.. وسراديب للهروب ونشكركم جدا....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.