السؤال يبدو منطقياً : لماذا يبدأ الموسم الدراسى فى شهر سبتمبر تحديدا ولا يبدأ فى شهر يناير مثلا مع بداية العام الجديد ؟ الإجابة غير متوقعة على الإطلاق، وهى أن السنة الدراسية تتزامن مع الجدول الزمنى للزراعة، حيث إنه لا يمكن القيام بالزراعة إلا فى فصول الربيع والصيف والخريف، الأمر الذى دفع الأسر قديما لتعليم أطفالهم فى الأشهر الباردة عندما لا يمكن زرع أى شيء أو حصده، وبهذه الطريقة كان الأطفال قادرين على مساعدة أسرهم فى الأعمال الزراعية خلال الموسم الزراعى المزدحم. أما فى المدن فكانت الحياة ذات طابع مختلف لعدم اعتمادها على الزراعة لكسب العيش فكان الطلاب يذهبون إلى المدرسة طوال العام ويأخذون بعض الإجازات القصيرة ولكن مع تطور التعليم كان لابد من وضع قواعد صارمة لتوحيد النظام الدراسى بين المدينة والريف ليكون هناك قدر أكبر من التوحيد فى النظام المدرسي. وفى عام 1852، أصبحت ولاية «ماساشوستس» أول ولاية تسن قانونًا إلزاميًا للتعليم العام، مما ألزم كل المناطق الريفية والحضرية بتقديم التعليم المدرسى للأطفال. وبعد ذلك بفترة وجيزة تم التوصل إلى حل وسط بين أنظمة المدارس الحضرية والريفية لتوحيد وقت ذهاب الأولاد للمدرسة من كل عام، وتم الاتفاق على أن تبدأ السنة الدراسية فى الخريف «سبتمبر»، حتى يتمكن الأطفال من المساعدة فى الزراعة خلال فصل الصيف، وهكذا أصبحت السنة الدراسية 180 يوماً. وبعد ذلك تم اعتماد هذا النظام عالميًا وانتهجت معظم الدول نفس الأسلوب فى تقويم السنة الدراسية، حتى تلك التى لا تعتمد على الزراعة ما عدا بعض الدول التى لا يبدأ بها الموسم الدراسى فى شهر سبتمبر ولكنها تختار أشهر أخرى تتوافق مع ظروفها الخاصة وأبرزها نيوزيلاندا والبرازيل اللتين يبدأ موسمهما الدراسى فى فبراير وينتهى فى ديسمبر. أما شيلى وأروجواى وكوريا الشمالية فيذهب الطلاب فيها إلى المدارس مع بداية شهر مارس، ويعتبر يناير هو شهر بداية العام الدراسى فى سنغافورة وماليزيا وجنوب إفريقيا.