محافظة إدلب (وعاصمتها مدينة إدلب) فى شمال سوريا، تحتل أنباؤها اليوم رءوس الأخبار التى تتغير وفقا للمصدر الذى تصدر عنه. فمن ناحية تشاهد المظاهرات التى يقوم بها أبناء إدلب ضد النظام السورى، ومن ناحية أخرى تتوالى باستمرار أنباء الأنشطة الإرهابية والإجرامية للتنظيمات المتطرفة، والصراعات فيما بينها، وخاصة بين تنظيم داعش وجبهة النصرة. ووسط الأنباء عن هجوم حكومى وشيك على إدلب تعلو صيحات التحذير من النتائج الكارثية التى يمكن أن تترتب على الهجوم على إدلب التى يقطنها ثلاثة ملايين نسمة ،وكما قال ستيفان دى ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة فى سوريا فإن الهجوم الوشيك على إدلب يعنى أن عاصفة كاملة قادمة أمام أعيننا...وذلك تقدير سليم تماما لأن نجاح النظام السورى فى السيطرة على إدلب يعنى على الأغلب نهاية المعارضة المسلحة...بما سينتج عن ذلك بالضرورة من خسائر فادحة بين المدنيين. وهكذا تجسد إدلب مرة أخرى المحنة التى تمزق سوريا وسط عجز عربى مهين عن إنقاذ بلد اعتدنا أن نطلق عليه قلب العروبة النابض!. إن إدلب أيها السادة (محافظة ومدينة) كانت منطقة رائعة، وكان يطلق عليها إدلب الخضراء لكثرة أشجار الزيتون فيها وكل ركن فيها له تاريخه العريق الذى يضم متحفها العريق بعضا من آثاره النادرة . ومن الأنباء الطريفة حول إدلب أنها كانت تتبع إداريا مدينة حلب ولكن عندما زارها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك، فى عام 1958 ، طلب منه أهالى إدلب أن يلغى تبعية المدينة لحلب، فاستجاب لطلبهم، وأعلنت مركزا لمحافظة إدلب. واليوم تعانى إدلب كما لم تعان فى تاريخها كله، ويتهدد أهلها بالتشرد والهجرة...لنشهد أمام أعيننا فصلا جديدا من مأساة سوريا الحبيبة، وفصلا آخر من العجز العربى!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب