قرار إلغاء «أنصاف التذاكر» فى مترو الأنفاق، التى كانت مخصصة لرجال الشرطة والقوات المسلحة والصحفيين وكبار السن، جاء مفاجئا لتلك القطاعات، وهو ما دفعهم للتعبير عن دهشتهم على مواقع التواصل الاجتماعى إزاء أسباب القرار وعدم الاعلان عنه مسبقا، فكتب احدهم: «كان من المفترض أن يتم نشر القرار فى الجرائد الرسمية، وأن يكون منشورا ومختوما ومعلقا فى المحطات بجوار شبابيك صرف التذاكر». كانت شركة المترو قد أعلنت أن سبب الالغاء هو منع التكدس والزحام أمام شبابيك التذاكر مع بداية العام الدراسي، فكان أن صور مواطنون بعض المحطات كمحطة البحوث مثلا ،والتى ظلت مزدحمة رغم القرار، ونشروا الصور على «فيس بوك»، بينما تساءل آخرون: هل عدد من يحصل على نصف تذكرة كبيرا لدرجة التسبب فى ارتباك الصرافين وازدحام المحطات؟. عدم إعلان مرفق المترو بوضوح تفاصيل القرار ،ساهم بشكل كبير فى تناقل معلومات مغلوطة بشأنه، فكتب البعض على صفحاته أن الالغاء شمل الجميع بمن فيهم ذو الاحتياجات الخاصة، وهناك من أكد أن كبار السن لن يشملهم القرار، فى حين أن البعض تداول ما سموه بيانا لشركة المترو تتراجع فيه عن قرارها، لتلغى أنصاف التذاكر للصحفيين فقط، على أن يستمر صرفها للشرطة والجيش وكبار السن. وتعليقا على بيان من شركة المترو يفيد باستمرار صرف التذاكر المخفضة لذوى الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان، علق البعض مندهشا من طريقة تعريف مريض السرطان بنفسه للصراف، وإذا ما سيكون صرف التذكرة بنتائج التحاليل والاشعات الطبية! كانت أكثر الفئات تعليقا على القرار هم الصحفيون وكبار السن أو أصحاب المعاشات، ، فاعتبرت الفئة الأولى أنه يحمل رسالة ضمنية بعدم التقدير لدورهم، وخمن البعض أن تكون تلك الخطوة بداية لالغاء امتيازات أخرى على رأسها بدل التكنولوجيا، بينما قلل البعض من شأن القرار على اعتبار أن الفرق بين التذكرة الكاملة ونصف التذكرة هو جنيه واحد. أما أصحاب المعاشات فاستنكروا إلغاء الدعم، واندهشوا من رد شركة المترو بأن البديل هو عمل اشتراكات،فتساءل أحدهم مستنكرا :«هم أصحاب المعاشات بيعملوا اشتراكات؟! من ناحية أخري، اعترض البعض على القرار من زاوية تتعلق بعدم انعكاس زيادة حصيلة المترو على أعمال الصيانة والتطوير ، رغم رفع سعر التذكرة بنسبة تتراوح بين 300 % و 700% حتى الآن، فى المقابل كان هناك قطاع قد رحب بالقرار على اعتبار أنه ليس من العدل استثناء فئة دون أخرى فى قيمة التذكرة، وأن من يريد التوفير فخدمة الاشتراكات تفى بالغرض، واعتبروا أن قرار إلغاء انصاف التذاكر تأخر كثيرا ، وكان صرافو التذاكر على صفحاتهم أول من رحب بالقرار ووجهوا الشكر لوزير النقل، فقال أحدهم :أراح الله قلبك يامعالى الوزير مثلما أرحت قلب كل صرافى التذاكر!