أكثر من 125 مليون شخص حول العالم قاموا مؤخرا بتحميل لعبة تسمى «فورت نايت»، مما جعلها مثار جدل كبير فى كل دول العالم بين أولياء أمور هؤلاء الشباب والأطفال الذين وجدوا أبناءهم فجأة مرتبطين لساعات طويلة أمام لعبة ويجدون صعوبة بالغة فى إبعادهم عنها. تقول إحدى الأمهات: ابنى على استعداد لأن يلعب 24 ساعة مضحيا بالأكل والنوم والخروج مع أصدقائه أو القيام بأنشطته المعتادة، وتقول أم أخري: أستطيع أن أرى العنف فى عين ابنى كلما بدأ فى التحدث معى وإذا حاولت إغلاق اللعبة يصبح كالمجنون.. وغيرهما من الأمهات اللاتى لديهن مشاكل بسبب هذه اللعبة التى أثرت على التحصيل الدراسى لأولادهن وساعات نومهم واستجابتهم لأى أمر يقطع انجذابهم لها. لذلك بدأ الباحثون وعلماء النفس حول العالم فى دراسة هذه الظاهرة ومعرفة تأثيرها على هؤلاء الشباب الذى يصل إلى حد الإدمان وفقا لعدد كبير منهم. ويرجع الباحثون السبب فى شعبية هذه اللعبة أولا إلى أنها مجانية، ويمكن لعبها على أى جهاز إلكتروني، لذا تجمع الشباب من كل دول العالم ويمكنهم أيضا التحدث معا فى أثناء اللعب. يقول براد مارشال طبيب متخصص فى علاج إدمان الانترنت فى سيدنى إن من 60 إلى 70% من الأطفال الذين يعالجهم يلعبون هذه اللعبة، ولذلك خصص محاضرات للأهل لتدريبهم على كيفية إبعاد أولادهم عنها. وتوضح د. مروى المسيرى أستاذ الطب النفسى المساعد بطب عين شمس أن لعبة «فورت نايت» عبارة عن لعبة يشترك فيها أكثر من لاعب، وهى قائمة على جزيرة يحارب عليها مجموعة من الأشخاص وبالتالى عليهم التخلص من أكبر عدد منهم باستخدام الأسلحة.. لكن مشكلتها أنها تعلم الطفل أو الشاب كيفية التخلص من الشخص الذى يهدده حتى يظل حيا على الأرض، وهى فكرة مخيفة جدا لأنها تزيد مستوى العنف لدى الأطفال والشباب، ويتعلمون مفاهيم مثل قتل أو إلغاء أى شخص مقابل أن يحافظ على نفسه، وتزيد مستوى العنف لديهم وبالتالى تصدر للمجتمع أطفالا وشبابا غاضبين ويتسمون بالعنف خاصة السن الصغيرة من خلال محاكاة دون وعي، كما أنها يصاحبها تغيرات فى المخ نتيجة التعود مما يؤدى إلى إدمانها رغم معرفته بعيوبها وبعد فترة يجد صعوبة فى ممارسة حياته الطبيعية. وهى أيضا كغيرها من الألعاب الالكترونية تضعف المهارات الاجتماعية للأولاد لأنهم مرتبطون بها باستمرار، وتقلل احتكاكهم بالناس، وتضيف أن هذه اللعبة بها مستوى عال من الإبهار سواء الصوت أو الأضواء أو الايقاع ومن ثم التعرض لها لفترات طويلة يؤثر على مهارات التركيز لدى الشباب، كما تؤثر كثيرا على الأطفال فى مرحلة التطور اللغوى والمعرفي، لذلك تؤكد د. مروى ضرورة تقنين اللعب بها ليكون البديل هو الأنشطة الرياضية والاجتماعية فى الصيف بها، وأن تكون هناك حدود لاستخدام الانترنت فى المنزل خلال اليوم مع فصله فى الليل.