وزير الخارجية يلتقي الجالية المصرية في أوغندا    "القومي للمرأة" يواصل ورشة عمل "نظام عمل الوحدة المجمعة لحماية المرأة من العنف"    القوات المسلحة تنفي بشكل قاطع مزاعم مساعدة إسرائيل في عملياتها العسكرية    وزير الخارجية يعقد لقاءً مع رجال أعمال أوغنديين    بدء تركيب قضبان السكة الحديد لمسار الخط الأول للقطار الكهربي السريع    محافظ القاهرة: توفير 100 أتوبيس منها 15 لذوي الهمم بالمنتدى الحضري العالمي    الجيش الأردني يعلن سقوط مسيرة مجهولة المصدر في محافظة جرش    الانتخابات الأمريكية.. فانس: التصويت لترامب يمنع نشوب حرب عالمية ثالثة    أحمد عبد القادر يسجل في فوز قطر على الخور بالدوري القطري (فيديو)    بعد اتهامه بضرب شقيق محمد رجب.. مصادر تكشف مصير ابن مجدي عبد الغني    بعد انفصاله عن فريق "أيامنا الحلوة".. كريم حراجي يطرح كليب أغنية "رغم حزنك"    خبير آثار يكشف حقيقة إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان    بالفيديو.. ما هى الفريضة الغائبة عن المسلمين؟.. خالد الجندى يجيب    هل وجود النمل فى البيت دليل حسد؟.. أمين الفتوى يجيب    بلغة الإشارة..الجامع الأزهر يعقد ملتقاه الأسبوعي بعنوان"ما كان لله بقي"    نصائح مهمة من الصحة قبل تطبيق التوقيت الشتوي    مصر تحصد ذهبية وفضية اليوم في البطولة الدولية للناشئين لتنس الطاولة    بلينكن: يجب التركيز على إنهاء الحرب فى قطاع غزة    إجراء 3120 حالة منظار بوحدة المناظير بمستشفيات جامعة بني سويف    إسرائيل تحقق فى خرق أمنى كبير تسبب فى تسريب معلومات مهمة    خبير استراتيجي: شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار قاسية    الاتحاد السكندري يكشف عن تصميم حافلته الجديدة (صور)    غدا.. افتتاح 4 مساجد جديدة في كفر الشيخ    هل يحق للأجنبي تسجيل وحدة سكنية باسمه في الشهر العقاري؟    الشعب الجمهوري ينظم صالونًا بعنوان "دعم صحة المرأة المصرية"    إياك وشرب القهوة في هذا الوقت.. خطر يهدد نشاطك طوال اليوم    «التعليم» تحدد موانع التقدم لأعمال امتحانات الدبلومات الفنية 2025    حبس قاتل تاجر الأسمدة وسرقته فى الشرقية    "مخاطر الزواج المبكر" ندوة في البحيرة.. صور    وزير الأوقاف يعلن عن خطة دعوية توعوية واسعة للواعظات لتعزيز التماسك الأسرى    موسيالا يحدد موعد حسم مستقبله    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 694 ألفا و950 جنديا منذ بداية الحرب    مفيد عاشور يعلن عن مسابقة مسرح الشارع بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي    إقبال مواطنى البحيرة على تلقى لقاح الأنفلونزا الموسمية داخل المراكز الطبية    وكيل الصحة بشمال سيناء يتابع مبادرة 1000 يوم الذهبية    المشدد 15 سنة للمتهم بق.تل شخص بالخصوص في القليوبية    إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بقنا (صور)    الطبيبة الشرعية تؤكد: لا دليل على تناقض مقتل "نورا" بواسطة رابطة عنق في قضية "سفاح التجمع"    مصرع 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين جراء العاصفة الاستوائية "ترامي" في فيتنام    البورصة المصرية تستضيف مسئولي الشركات الأعضاء لمناقشة أحدث المستجدات    الزمالك في ورطة.. باتشكيو يحسم موقف القيد في القلعة البيضاء    المترو يعمل ساعة إضافية اليوم بسبب تغيير التوقيت    محافظ الفيوم: تطور مذهل في نمو يرقات الجمبري ببحيرة قارون    وكيل "تعليم مطروح" تؤكد أهمية مركز التطوير التكنولوجي لخدمة العملية التعليمية    بليغ أبوعايد: رمضان أعاد الانضباط إلى غرفة ملابس الأهلي    «الداخلية»: تحرير 572 مخالفة عدم ارتداء خوذة وسحب 1491 رخصة بسبب الملصق الإلكتروني    محمد فاروق: قدمت استقالتى وتراجعت عنها بعد جلسة مسئولى الجبلاية    وزيرا الإسكان والعمل يستعرضان سبل تعزيز التعاون المشترك    أمين الفتوى عمرو الورداني: 5 أنواع للآباء يتسببون فى دمار الأسرة    المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان يبدأ جولة إقليمية    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس في كأس ملك إسبانيا والقنوات الناقلة    لهذا السبب.. محمد منير يتصدر تريند "جوجل"    الجمعة.. مواقيت الصلاة الجديدة بالمحافظات مع بداية التوقيت الشتوي 2024 في مصر    برج القوس حظك اليوم الخميس 31 أكتوبر.. تخدمك حكمتك المالية    آسر ياسين وأسماء جلال أبرز الحضور بحفل منصة شاهد    فلسطين.. شهيد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم    جوتيريش: هناك رغبة لدى الدول لاتخاذ إجراءات بشأن تلوث البلاستيك    نسرين طافش تتألق على ريد كاربت مهرجان الجونة السينمائي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طيار الرؤساء اللواء محمد أبو بكر حامد ل«الأهرام»: السادات تميز بسرعة البديهة والذكاء الحاد.. ومبارك تمتع بقوة تحمل رهيبة

* تجاوزنا آثار هزيمة 67 بعد شهر واحد.. وبدأنا مهاجمة إسرائيل جوا
* أصبت شارون فى «الثغرة» وأبلغته بالواقعة عندما اصطحبته فى كابينة الطائرة
* الرئاسية بعد الحرب الشيخ زايد منح مصر 3 طائرات ميسترال هدية عندما رأى السادات
* وقبله عبد الناصر يتنقلان بمروحية اليوشن 14 غير مجهزة لنقل قيادات الدولة
* جورج بوش الأب وصف السادات بأنه زعيم عظيم يملك دهاء وذكاء الثعلب
* حلقت مع عشرات القادة العرب والأفارقة ورئيس أمريكا وفرنسا وكل قيادات مصر

«مع أنه بدأ حياته العملية طيارا مقاتلا بعد تخرجه فى الكلية الجوية بأيام معدودة، إلا أنه تحمل فيما بعد مسئولية العمل طيارا لكبار الشخصيات وفى مقدمتهم رؤساء الجمهورية، وهى مهمة صعبة للغاية، ليس فقط لخطورة المهام المكلف بها على المستوى السياسى والأمن القومي، فهو أمين على حياة أعلى قيادة سياسية فى البلاد، بجانب ما تضعه فيه هذه المهمة من مواقف تجعله مطلعا على «أسرار عليا» هو أمين عليها، وهذه من أساسيات اختياره لهذا العمل، بجانب عوامل أخرى يكشف عنها النقاب فى هذا الحوار، إنه اللواء طيار محمد أبو بكر حامد الذى اختصنا بفتح خزائن أسراره وكنوز ذكرياته، فإلى الحوار:

طيار الرؤساء ، مكانة مرموقة ومهمة ليست باليسيرة ، فكيف يتم اختيار عناصرها وما مؤهلاتهم؟
من أهم السمات التى لابد من توافرها بالطيار وتؤهله للطيران بالزعماء والقيادات أن يكون محافظا على المظهر العسكرى وحاصلا على «فرق طيار خط جوى وأرصاد وملاحة»، وتتولى القوات الجوية عملية ترشيح أفضل العناصر من بينهم ممن يتمتعون بأقصى درجات الكفاءة والقدرة على التحمل والمظهر اللائق ومدة اجازاته ضئيلة، والحفاظ على السرية « وبالطبع جميع الطيارين يحافظون على السرية «لكن هناك منهم الأشد سرية، وهذه من أهم مؤهلات طيار الرئيس للمحافظة على أسرار الدولة، وتشارك المخابرات فى انتقائهم بناء على اختبارات دقيقة لسلوكياتهم وبعدهم عن أى ميل للتطرف وكفاءته وتقدمه فى مجال الطيران وصقل خبراته بالفرق المتخصصة.
متى التحقت بالقوات الجوية؟
كان لى الشرف أن أقوم وزملائى بأعظم طلعات طيران فى العالم من حيث الشجاعة و الرجولة، كانت بداية دراستى فى الكلية الجوية 1965 و تخرجت فيها عام 1967 وبعد تخرجى يوم 1 يونيو منحونى اجازة 10 أيام لكن بعد 5 أيام منها قامت الحرب وتوقعت حينها أن ندخل تل أبيب فى ظرف 24 ساعة، كما قال احمد سعيد فى الإذاعة المصرية ، ولكنى فوجئت بتحليق الطائرات الإسرائيلية فوق سماء القاهرة، فبادرت بالاتصال بمقر القوات الجوية واخبرونى بضرورة تسليم نفسى للقاعدة التى انتمى إليها، وكنت حديث التخرج ولم احصل على فرق القتال وفن الاشتباك مع طائرات العدو، وبعودتى للقاعدة صدرت أوامر بإخفاء الطائرات المصرية لعدم استهدافها من الطيران الإسرائيلي، وبعد الجولة الأولى التى فقدناها ، كان يغمرنى الأمل والتفاؤل وداخلى قناعة، إننا بمشيئة الله لن نهزم فى الجولة القادمة، فالهزيمة لم تكن أبدا لتقصير الجندى المصرى المقاتل، وخير دليل إقلاع وطيران المقاتل المصرى من الممرات المدمرة، أثناء هذه الحرب ، فلم يتحمل الطيار المقاتل نبيل رضوان أستاذى ومعلمى وكذلك المقاتل مصطفى حافظ رؤية طائرات العدو الإسرائيلى تحلق فوق المطار المصرى وتدمره بقذائفها ولم تثنهما حالة الدمار التى لحقت بالمطار واقلعا للاشتباك مع 4 طائرات للعدو، وفى ذات التوقيت الذى كانت فيه تؤكد وتعلن إسرائيل للعالم إنها دمرت قواتنا الجوية بالكامل« وكافة بطاريات الصواريخ، الدبابات على كل الجبهات بقناة السويس وفى ذات شهر «يونيو» تمكنت القوات الجوية من تكوين دفاع جوى بالمدفعية والصواريخ وبالطائرات المتبقية لدينا وقامت بضرب القوات الإسرائيلية على طول حدود القناة خلال شهر من تاريخ الضربة التى وجهتها لنا ، والتى لم تثن عزيمتنا أو تزعزع إيماننا بالله والقدرة على تحقيق النصر،ولم يتسلل لنفوسنا الضعف أو الاعتراف بالهزيمة ، فبعد هزيمتنا فى الجولة الأولى حصلنا على فرقتى الميج17 و 21 ، واللتين كان من المفترض لهما مدة من 4 ل 6 أشهر للانتهاء منهما ، إلا أن عبد الناصر أمر بتكثيف العمل فيهما وسرعة الانتهاء منهما بحيث لم تستغرقا سوى 3 أشهر.
كيف ومتى بدأتم تولى مهمة القيادة للرؤساء؟
تركت العمل على المقاتلات عام 1975 وانتقلت إلى أسراب المواصلات التى تقوم بنقل الجنود والمؤن والمياه والأسلحة بعد أن حصلت على فرق أرصاد وملاحة وفرقة خط جوى على نفقتي، وعملت فى البداية بالطائرة اليوشن 14 ، أقلعت فى العديد من الطلعات مع كبار الشخصيات من قادة عسكريين ووزراء ورؤساء وزراء وجميع هؤلاء أيقنوا أنى طيار منتظم أحافظ على سرية المهام هذا بجانب تقارير قائد سرب اف14 والتى أقر فيها بانتظامى ودقتى فى العمل والالتزام بمواعيده وتحمل أعبائه مع التحلى بالمظهر اللائق، ولذا تم ترشيحى مع 6 طيارين آخرين ، حيث توافرت فينا كل المواصفات التى تتطلبها هذه المهمة، ثم حصلنا على فرقة طيران للطائرة الميسترال 20 والمخصصة لنقل كبار الشخصيات، وهذه الطائرات كانت حديثة العهد فى القوات المسلحة وبإهداء من الشيخ من الشيخ زايد بعد ان رأى السادات ومن قبله عبد الناصر يتنقلون بطائرة مروحية» اليوشن 14» والتى لم تتعد حمولتها 30 راكبا وليست مجهزة لنقل قيادات الدولة، وهذه المنحة كانت عبارة عن 3 طائرات أفادت مصر كثيرا فى تنقلات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع والقادة لاستطلاع القوات وأثناء مباحثات السلام. وبعد اغتيال الرئيس السادات، أمرنى مبارك فى مكالمة شخصية بالتوجه لمطار منقباد بأسيوط لاحضار 14 ضابطا وجنديا مصابين.
بعد انتهاء عملكم كمقاتل وتولى الطيران بسرب الشخصيات المهمة فهل التقيتم بقادة عسكريين من إسرائيل أثناء مباحثات السلام أو بعدها؟
نعم ، هناك العديد من الرحلات كان فيها قيادات إسرائيلية سياسية وعسكرية، ومنهم من كنت فى مواجهة طاحنة معهم فى حرب 73 وأبرزهم شارون الذى قمت بقذفه وإصابته فى الثغرة.
هل علم شارون هذه الحقيقة وأنتم تقلوه فى هذه الطلعة ؟
نعم ، حيث جلس معنا فى كابينة القيادة أثناء توجهنا للأقصر وأسوان، ولم أبلغه بهذه المعلومة إلا بعد أن رأيته ينظر لأسفل منه وسألنى ما هذا، فأجبته انه النيل، فوجدته يضحك بسخرية قائلا فقط كيلومترات أخضر عن اليمين والشمال والباقى صحراء، وهو الأمر الذى أغضبنى ولكنى لم أظهر له ذلك والتزمت الصمت حتى وصلنا إلى منطقة الثغرة بغرب قناة السويس ، ثم أشرت بإصبعى لهذا الموقع وقلت له وهنا قاتلناك أنا وزميلى الشهيد التهامى يا جنرال.
وكيف كان رد فعله بعد علمه بأنك من المقاتلين الذين واجهوه فى حرب أكتوبر؟
فى حينها بدت على ملامح وجهه الغضب ولكنه أسرها فى نفسه، ولكنه بعد ذلك ذكر هذه الواقعة فى مذكراته ، الرحلة ودخوله لكابينة القيادة وحديثه معنا وتفاجئه بان هذين الطيارين خاضا حرب الغفران «كما يسمونها فى إسرائيل» وشاركا فى عملية العبور ، وان احدهما لعب دورا فى هدم الجسور التى أقاموها على قناة السويس ،» الثغرة» وتعجب شارون فى مذكراته وقال إنه سأل نفسه كيف وهو القائد الإسرائيلى السابق الذى حارب مصر على مدى 25 عاما ان يجلس فى مقصورة طائرة السادات ومع طيارين مصريين قاتلوهم فى الحرب الأخيرة .

ما الخطأ الذى عاقبك عليه مبارك ؟
أثناء حرب 1973 فقدنا 3 طيارين، وبعد انتهاء الحرب أتى مبارك لتكريمنا وفى هذا اللقاء سأل القائد كم عدد المصابين وعدد الشهداء، فابلغه بان عدد الشهداء اثنان، فتدخلت بالحديث قائلا والشهيد هانى حسن استشهد أيضا، فقال لى قائد السرب نحن نقوم بالبحث عنه، فأجبته إنه استشهد ورأيت طائرته التى أصيبت وفضل أن يهوى ويرتطم بالثغرة ويبيد أكبر عدد فى صفوف العدو بدلا من أن يقع مصابا وأسيرا لديهم، وهنا نهرنى مبارك، وقال لى : كيف تتحدث مع قائدك بهذه العصبية وعاقبنى بعدم الخروج لمدة 6 أشهر.
وكيف زال هذا اللبس ؟
بعد 3 أشهر اعتذرت له وأبلغته بتأثرى الشديد فى هذا التوقيت لاستشهاد زوج شقيقتى وزميلى الشهيد هانى حسن أيضا، وبالفعل تفهم الوضع وقام بإعادتى مرة أخرى للمقاتلات.
هل كنت تختص بنقل شخصية محددة من القيادات؟
قمت بالطيران مع كل القيادات سواء وزير الدفاع أو الرئيس السادات أو نائبه حسنى مبارك، و تصادف أن تكون الطلعة الأولى معه وتذكرنى من أول وهلة، حيث كان يتمتع بقوة ذاكرة غير عادية.
هل تعتقد انه تدخل لاختيارك فى هذا الموقع؟
نعم ، فلا يمكن أن أطير فى سرب طيران الشخصيات المهمة دون موافقة نائب الرئيس، وهذا تأكد لى خلال أول مهمة قمت بها حيث أبلغته حينها أننى فى سرب طيران الشخصيات المهمة، فأجابنى موضحا «أنه اختارني».
وماذا عن الرئيس أنور السادات؟
أول طلعة مع الزعيم انور السادات كانت فى يناير عام 1977 للإسكندرية، والثانية كانت جولة بجميع المحافظات، بينما كانت الثالثة والرابعة أسوأ الطلعات بسبب أحداث يناير 1977. أنور السادات، وفى طلعة منها وقبل ذهابه للمنطقة المقرر زيارتها طلب منى الالتفاف على ارتفاع منخفض حول القاهرة ليرى آثار الأحداث يوم 21 يناير بالعاصمة، وبدا حينها فى شدة الحزن والحسرة، ثم قال موجها حديثه لوزيرى الخارجية والدفاع : لا يمكن أن يفعل الشعب المصرى هذا الدمار فى وطنه، فكل ما أبتغيه هو إصلاح اقتصاد مصر الضعيف، بعد أن فقدنا الكثير من المقدرات فى حربى 67 و 73 لشراء الأسلحة والعدة والعتاد للتصدى للعدوان الإسرائيلي، وتكلف أموالا طائلة، وتساءل فى أسى شديد هل يكون المقابل لمساعى اصلاح الاقتصاد تخريب المترو والسيارات والمنشآت، فمن المؤكد أن من قاموا بهذه الاعمال التخريبية ليسوا من شعب مصر بل هم دخلاء على أبناء الوطن .
ما انطباعك عن سمات شخصية كل من السادات ومبارك؟
السادات يتميز بسرعة البديهة و قد سبق أن كونت عنه فكرة خاطئة عندما أتى فجأة سنة 71 لزيارة مطار انشاص وسألنا عن مشاكلنا وعندما رأيته كان نحيفا و أسمر لم أكن أصدق أن هذا الشخص، هو الذى سوف يتولى بعد جمال عبد الناصر ذى النظرات القوية، ولكنى اكتشفت بعد ذلك أن السادات ثعلب ذو عقل كبير وذكاء مفرط، لدرجة أن جورج بوش الأب ذكر لى فى طلعة معه لزيارة الاقصرأنه طيار مثلى وأخبرنى أننا لدينا زعيم عظيم يملك دهاء وذكاء الثعلب فهذا الوصف ليس انطباعا شخصيا لموقف معين ولكنى سمعته بتكرار فى اسرائيل و امريكا و فى بعض الدول الأوروبية، و بالذات فى مصنع الطائرات الذى أخذنا منه الطائرات، حيث قالوا إننا نملك زعيما استطاع أن يخدع العدو وأخذ بالسلام أكثر مما كان سيحصل عليه بالحرب، فالسادات رجل ذو نظرة ثاقبة وكبرياء وشموخ وشخصية قوية وسياسى من الدرجة الأولى يعرف كيف يأخذ ما يريد بالسياسة وبهدوء، و يعرف كيف يتحاور وهو من أكثر الشخصيات تواضعا و ايمانا، فكان لا يتوجه الى أى مكان قبل أداء فريضة الصلاة، وصلاة الجمعة، ودائما ما كان مبتسم الوجنة منير الوجه رغم سمار بشرته، وكان يحرص على إلقاء التحية على قائد الطائرة فور صعوده الطائرة، وأغلب المهام معه كانت فى أثناء مباحثات السلام، وكان يتوجه فى معظمها للقاء مناحم بيجين من الساعة السابعة صباحا و يعود 10 مساء فى حالة ضيق، وكان يتحدث فى ضجر شديد مع وزير الدولة للشئون الخارجية د. بطرس غالي، ويقول له لقد تعبت من أسلوب تعامل الوفد الإسرائيلي، ففى كل لقاء أقوم بالاتفاق معهم على شيء، و فى اللقاء الذى يليه يغيرونه.
أما عن مبارك فكان لا يتساهل مع من يخطئ ولا ينسى الأخطاء إلا إذا حاول تصويبها ، كما كان لديه قوة تحمل جسمانى رهيبة وهذا لمسته من دوريات التفتيش المفاجئة التى كان يقوم بها على المطارات فى ساعات متأخرة من الليل وغير متوقعة.
هل التقيت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ؟
رأيته مرتين عام 68 و 69 اثناء استطلاع القوات و رفع الروح المعنوية لهم، و كان لديه وطنية زائدة وشخصيته قوية جدا كالنمر كان يكلمنا وهو يتحمل أمراضا غير طبيعية اقلها السكر والضغط والروماتيزم، وهذه حقائق عرفناها من سكرتيره الشخصى وطبيبه الخاص .
من المتعارف عليه بتولى رئيس جديد أنه يقوم بتغيير كل طاقم الرئيس السابق فلماذا لم يقم مبارك بتغييرك ؟
فأجاب متسائلا :لماذا يقوم بتغييرى مع التزامى بالسرية على كل طلعاته، وقد كنت حريصا على ألا أتحدث مع رئيس عن رئيس غيره، ولم تبدر منى أى غلطة و لم أتأخر أبدا، وطرت معهم بأصعب الطلعات ولدى خبرة وافية عن الطيران وكيفية الصعود و الهبوط فى المناخ السييء بأجهزة ملاحية معقدة وقفت على دروبها من الامريكان، فعلى سبيل المثال عند الهبوط فى مطار بورسعيد فى اجواء يسودها مناخ سييء كان الزعيم السادات مبتسما باطمئنان كبير لأنه يوقن أن حياته مع الله أولا ويليها ثقته فى كفاءة الطيار الذى يقود طائرته، والحمدلله لم أقم بغلطة واحدة فى اى طلعة طيران قمت بها.
هل هناك شخصية من القيادات أو الرؤساء الذين قمت بالطيران معهم واعتبرتها مثلا أعلي؟
المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة اعتبره مثلا أعلى فى الخلق وقوة الشخصية وحسن التعامل مع الكافة، وكذلك مبارك فى قوة تحمله ، والسادات فى عمق تفكيره، وبطرس غالى فى هدوئه ورقى تعامله وعمق تفكيره .
ما أهم طلعة قمت بها مع مبارك؟
طلعة الأردن سنة 87 ، حين أخبرونى بالتوجه لأقل مبارك بطائرة جديدة طائرة سى 4 مهداة من أمريكا دون أى مقابل، وعند هبوطى وجدت الملك حسين يودع الرئيس مبارك وقام بمصافحتنا وتعريف نفسه، وبعدها صعد مبارك وعند صعوده للطائرة فجأة غضب جدا وأخبر المضيفة بأن تذهب لمناداتى وأخبرنى أن خريطة مصر بالطائرة لا تضم حلايب و شلاتين و نصف سيناء ورفح ، ثم سألنى عن توقيت أعمال الصيانة للطائرة، فأخبرته أنها بعد100 ساعة تدريبا فأخبرنى بضرورة التحدث إلى المسئولين فى أمريكا لإعادة الخريطة و تصحيحها ، وبالفعل عند ذهابى للمسئول عن الطائرة فى أمريكا وسألته عن سبب إغفال الخريطةلحلايب و شلاتين و رفح ظل يعتذر و أخبرنى أنه سوف يقوم بتعديلها ولكن من واقع مجريات الأحداث اللاحقة أن تغيير معالم الخريطة لم يكن أمرا عابرا أو مجرد خطأ كما قيل لنا بل هو مخطط مرسوم بدقة ويتم الترتيب له منذ زمن وللحقيقة مبارك كان يقف على ملامحه.
من أهم الشخصيات والرؤساء الذين حلقت معهم ؟
حلقت مع العديد من الرؤساء بالعالم. والملوك العرب لأكثر من 54 دولة بالعالم. كالشيخ زايد آل نهيان و مع على عبدالله صالح و مع القذافى و حافظ الأسد وجورج بوش الأب وفرانسوا ميتران وكذلك رؤساء من إفريقيا وقيادات بإسرائيل كشارون وعيزرا وايزمان وغيرهم آخرين هذا بالاضافة لمعظم قيادات الدولة السياسية والعسكرية كالمشير عبدالحليم ابو غزاله وعمر سليمان واسامة الباز وكمال حسن على واشرف مروان و عمرو موسى والجمسى والكثيرين غيرهم.
متى تركت العمل مع الرئيس مبارك
حلقت معه لمدة 20 عاما من بداية الثمانينيات حتى عام 2000 ولم أحزن حين قام بعقابى فى بداية حياتى العملية كمقاتل، وأعترف أن هناك أخطاء كثيرة ارتكبت فى عهده ، والسؤال الذى حيرنى كثيرا هو كيف يقول إنه يفهم عقلية المنافقين ويتابعهم فى صمت ،ومع ذلك وثق فيهم وصدق كلامهم.
هل مازلت على صلة مع مبارك ؟
كنت على صلة منذ عامين عندما ذهبت لزيارته بالمستشفي، آخر مرة منذ عام حاولت تكرار زيارته لكنهم منعونى من الدخول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.