شاع هذه الأيام تعبير يردده بعض الناس عندما ينتقدون سلوك وتصرفات البعض الآخر، بداية من طريقة قيادتهم السيارة سواء كانت ملاكى أو نقل ثقيل أو جماعى، وكذلك شكل ملبسهم وكيفية تناولهم للطعام، وصولا إلى استخدامهم مصطلحات لغوية خاصة بهم عند التحدث مع الآخرين، وأطلقوا عليهم "عالم زومبى".!! فما أصل "الزومبى"؟.. فى الويكيبيديا تم تعريفه بأنه الجثة المتحركة بعد الوفاة عن طريق السحر والشعوذة.. كما يستخدم هذا المصطلح أيضاً لوصف شخص منوم مجرد من الوعي الذاتي. وبعد البحث الدقيق وجدت أن كلمة زومبى تم تداولها علي مر العصور بمعانٍ مختلفة، إلا أنها قريبة الشبه من بعضها.. ففي العصر الإسلامي استخدمت فى كتاب (التوبة والتذكرة) للقرطبى في سرد قصة تقول: إنه توفي رجل كان شديد الكفر والطغيان وبعد دفنه مر أعرابى على قبره وفوجئ بيد تتحرك تظهر من تحت الأرض وبعد برهة من الوقت ظهر له هذا (الزومبى) أى الرجل الميت ففزع الأعرابي وفر هارباً، ثم أخبر أهل مدينته بأن الشيطان لَبْس هذا الجسد لأنهم لم يكفنوه ولم يصلوا عليه لكثرة طغيانه وظلمه. وقد غزا "الزومبي" الثقافة الشعبية كما لم يحدث من قبل، خاصة في هايتي، حيث عرف عنهم تحريكهم لجثث الموتى باستخدام السحر الأسود وتحويلهم إلى الزومبي، ووصفوهم بأن لديهم ملامح رقيقة جدا وجلدهم رمادي اللون، وحركاتهم وصفت بأنها خارقة وبلا هدف، ومما يعزز من قوتهم أنهم لا يشعرون بالألم ولا يتعبون، وزومبي جزيرة هايتي الحقيقي ليس عدوانى، إلا إذا أمروا بذلك من قبل سيّدهم الذي يتحكم فيهم.!! ومنذ أواخر القرن التاسع عشر اكتسبت شخصية الزومبي شعبية كبيرة، خاصة في أمريكا الشمالية والفولكلور الأوروبى، وأطلق مصطلح "الزومبي" على الموتى الأحياء في سينما الخيال المتسمة بالرعب، حيث وصفته الكثير من الأفلام بأنه وحش يسير بخطى بطيئة، وقد تم إنتاج فيلم يمثلهم عام 1968م من إخراج "جورج روميرو" باسم "ليلة الحي الميت". وفي مصر حاولت جماعة الإخوان الإرهابية ترويج مصطلح "زومبى" لأغراض سياسية من خلال قنواتهم التليفزيونية، للسخرية من الشعب المصري، بتشبيهه بالأحياء الموتي، لأنه لفظهم من جميع أشكال الحياة في مصر. من الخطير جداً أن نردد مصطلحات مختلفة، سواء من خلال صفحاتنا الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في تجمعاتنا المختلفة دون أن نفكر فى مردود هذا على من حولنا وانتشاره داخل أروقة المجتمع كله، حتى يصير من مفردات اللغة العامية لنا ويتحقق هدف المغرضين بالفعل!. [email protected] لمزيد من مقالات د. دعاء قرنى