* رئيس القرية: تحظى باهتمام الحكومة وبها مجزر آلى ووحدة مرور ومشروع للصرف * حسن حمزة العدوى: ضحت بثلاثة آلاف شهيد خلال مقاومة الاحتلال الفرنسى قرية بنى عدى ، أشهر قرى الصعيد ، يقام بها الاحتفال السنوى بالعيد القومى لمحافظة أسيوط ، وكانت ملتقى تجار الصعيد وتشتهر بصناعة الكليم العدوى ، كما يطلق عليها قرية الجهود الذاتية لمساهمة أبنائها فى المشروعات الخدمية ورغم ذلك تعانى مشكلات عديدة ونقصا فى الخدمات والتى أكد المسئولون أنها تحظى باهتمام الحكومة وأن جميع المشكلات ستواجه بالمشروعات على أرض الواقع. يقول حسن على حمزة العدوى أستاذ التاريخ إن قرية بنى عدى كان يطلق عليها قديما » أنصنا الصغري« وإبان الفتح الإسلامى كانت تنقسم إلى قسمين كفر جديم وهو بنى عدى القبلية وكفر غريب وهو بنى عدى البحرية وعندما قدمت إليها وفود من قبيلة بنى عدى بشبه الجزيرة العربية إلى مصر استقرت ما بين كفر جديم وكفر غريب ومنذ وقتها وهى تعرف ببنى عدي، وسميت بنى عديات لأنها كانت عبارة عن ثلاثة بلدان متلاصقة »بنى عدى القبلية والبحرية والوسطي« وبعد تجمعها صارت بنى عديات سنة 1831 . ويضيف حمزة أن محمد على باشا أقام بها أول مدرسة عسكرية لجيشه الحديث، كما كانت مركز التقاء القوافل التجارية المقبلة من السودان ودارفور والواحات وهو ما أسهم فى شهرتها التجارية وكان لها أسواق شهيرة يأتى إليها التجار من كل مكان. ويوضح حمزة العدوى أنه بعد فرار مراد بك إلى الصعيد اثر هزيمته واستيلاء الفرنسيين على القاهرة ومعه ما تبقى من جيشه ، وعددهم ثلاثة آلاف، معلنا رفضه الصلح مع نابليون، توجهت الحملة الفرنسية إليها فى الثامن عشر من أبريل عام 1799 م لتضحى القرية بدماء 3 آلاف شهيد من أبنائها بعد مقاومة شرسة من الأهالى تقدم صفوفها العلماء ورجال الدين، وعرفانا بالجميل اختار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هذا اليوم ليكون عيدا قوميا لمحافظة أسيوط. هذا وقد اشتهرت بقرية العلماء ومنهم الشيخ على الصعيدى العدوى شيخ شيوخ الأزهر والذى كان صديقاً لعلى بك الكبير ، والشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن أبى حامد العدوى المالكى الأزهرى الخلوتى الشهير بالدردير شيخ الإسلام، والشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق والشيخ إسماعيل صادق العدوى إمام الجامع الأزهر والشيخ صالح موسى شرف الذى كان رئيس هيئة كبار العلماء بالأزهر ووكيل الأزهر الشريف. وقد اشتهر أهالى بنى عدى بالأمانة حتى إن أهالى القرى المجاورة والتجار فى كل أنحاء الصعيد كانوا يضعون عندهم الأمانات والنقود فكانت بمثابة أول بنك للودائع. الكليم العدوى أمر آخر تشتهر به القرية، أشار إليه الدكتور محمد شتات رئيس جمعية تنمية المجتمع موضحا ان القرية تعد واحدة من أشهر القرى فى إنتاج الكليم الذى ارتبط باسمها وهو الكليم العدوى الذى يواجه الاندثار رغم صموده لنحو 500 سنة مضت، والتى تكمن أهميته فى أنه يمثل تراثا ثقافيا يجب الحفاظ عليه كما أن القائمين عليه والعاملين فيه أغلبهم من السيدات المعيلات. اصطحبنا الدكتور حسين عبد الحميد بودى الأستاذ بكلية أصول الدين فى جولة داخل القرية التى يسودها الهدوء ، ويربطها بالمحافظة طريق رئيسى يخدم عدة قرى وهو طريق سييء يحتاج للرصف يشهد حوادث شبه يومية ، كما لا يوجد موقف لسيارات الأجرة بالقرية ويكتفون بالوقوف بالطريق الرئيسى مما يؤدى لانسداده بصورة دائمة خصوصا فى أوقات الذروة ، وإن مشروع الصرف الصحى بالقرية الذى تم البدء فيه عام 2010 توقف عقب ثورة 25 يناير. واجهنا المهندس على عطا عايد رئيس القرية بمشكلات الأهالى فقال: إن القرية تحظى باهتمام الحكومة وهناك عدد من المشروعات التى تقام على أرضها وتخدم جميع مركز منفلوط ومنها المجزر الآلى بتكلفة حوالى 15 مليون جنيه و ينتهى العمل به مع نهاية العام ، كما يجرى الانتهاء من وحدة مرور منفلوط على 3 مراحل بعد توقفها بسبب بعض المشكلات الفنية ، وكذلك تم اعتماد رصف الطريق داخل القرية بتكلفة مليونى و250 ألف جنيه ، كما يجرى تنفيذ السجل المدنى بالجهود الذاتية والذى صدر له قرار تخصيص بتكلفة وصلت حتى الآن 1.5 مليون جنيه تحت اشراف الحماية المدنية وخصوصا مشروع الصرف الذى كان متوقفا فقد تم الانتهاء من الوصلات العمومية وبقيت محطة رفع بنى عدى وتم تسليمها للشركة لإنشائها وفور الانتهاء منها سيتم البدء فى الوصلات الفرعية. أما الطريق الرئيس الذى يربط بنى عدى بأسيوط فاعتماد الرصف موجود بالفعل لكن التأخير بسبب الصرف الصحي، ويجرى التواصل مع جمعية الإصلاح الزراعى بالقرية لاستخدام جزء من أرض الجمعية غير المستغلة لعمل موقف لسيارات الأجرة، وتبقى المشكلة الكبرى هى القمامة حيث إن وحدة بنى عديات والتى تخدم نحو 145 الف نسمة وتوابعها لا يوجد بها سوى لودر وقلاب وهما لا يكفيا لسد احتياجات المواطنين.