كشف تقرير جديد لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» النقاب أمس عن أن هناك قاذفات صينية من المرجح أنها تجرى تدريبات لتنفيذ ضربات ضد أهداف أمريكية أو أهداف أخرى لدول حليفة للولايات المتحدة فى المحيط الهادي، كما يفصل التقرير أيضا كيف تجهز بكين قواتها البرية لخوض «القتال والفوز». وأبرز التقرير السنوى الذى تم تقديمه مؤخرا إلى الكونجرس القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية المتنامية للصين، وكيف تستغل بكين ذلك من أجل بناء تأثيرها الدولى والتأسيس لهيمنة إقليمية. وأوضح التقرير أنه وفيما يتعلق بالقوة الجوية الصينية، فإن قاذفاتها للقنابل تطور قدراتها بشكل مطرد لضرب أهداف بعيدة عن الصين قدر الإمكان. وأورد التقرير أن"جيش التحرير الشعبى الصينى وسع خلال السنوات ال 3 الأخيرة وبشكل سريع مناطق عمليات قاذفات القنابل فوق الماء، وهو ما أكسبها بالفعل خبرة فى مناطق مائية حساسة. كما أشار التقرير إلى كيفية دفع الصين بعملياتها إلى الخارج نحو المحيط الهادي، حيث ذكر أن جيش التحرير الصينى ربما يظهر«قدراته على ضرب قوات أمريكية وقوات حليفة لها وقواعد عسكرية فى غرب المحيط الهادى ومن بينها قاعدة جوام». ورجح التقرير أن القوات الصينية تتدرب الآن على ضرب تلك الأهداف. واستشهد التقرير بأنه فى أغسطس عام 2017 حلقت 6 قاذفات صينية من طراز «إتش- 6كاي» فوق مضيق مياكو جنوب شرق الجزر اليابانية، ثم اتجهت وللمرة الأولى شرقا لتحلق شرق جزيرة أوكيناوا اليابانية، حيث يتمركز 47 ألف جندى أمريكي. وأضاف أن:"الصين ما تزال تعمل فى إطار برنامج يمتد لعقود ويهدف إلى بناء وتحديث قواتها المسلحة التى كانت متخلفة فى الماضي، وقد حدد القادة العسكريون «للصين هدفا يتمثل فى امتلاك جيش على مستوى عالمى بحلول عام 2025». كما أكد التقرير أن الصين ستسعى إلى تأسيس قواعد جديدة فى بلدان مثل باكستان.كما سلط التقرير الضوء أيضا على الاستعدادات العسكرية الصينية المستمرة لخطة «طوارئ» فى مضيق تايوان تهدف لإعادة توحيدها مع الصين من خلال استخدام القوة، وأضاف: «إذا ما تدخلت الولاياتالمتحدة، فإن الصين ستحاول تأخير التدخل الفعال والسعى إلى تحقيق النصر فى حرب مكثفة للغاية ومحدودة وقصيرة الأمد»، وذلك وفقا لما أورده التقرير. يذكر أن الرئيس الصينى شى جين بينج أمر العام الماضى جيش بلاده بتعزيز جهوده، وقال إن بلاده بحاجة إلى جيش يكون جاهزا «للقتال والفوز» فى الحروب. وأثارت هذه الدعوة قلق الدول المجاورة للصين، وخاصة تلك التى تنخرط فى نزاعات حدودية مع بكين. وعلى صعيد الحرب التجارية بين الجانبين، حث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصين على تقديم عرض أفضل على مائدة المفاوضات، لكن دون أن يسميه. ويأتى ذلك فى الوقت الذى تستعد فيه البلدان لبدء أول جولة مفاوضات رئيسية بينهما خلال أكثر من شهرين فى إطار جهود ترمى لنزع فتيل الحرب التجارية بينهما. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج» الاقتصادية الأمريكية عن ترامب قوله خلال اجتماع للحكومة الأمريكية أمس الأول: «نحن نجرى محادثات مع الصين، وهم يريدون عقد محادثات بشدة»، مضيفا"أنهم غير قادرين على تقديم عرض مقبول بالنسبة لنا، ولذلك فنحن لن نبرم أى اتفاق حتى نحصل على اتفاق عادل لبلادنا".