يتعرض العالم العربى لعملية تفكيك وتفتيت وتدمير ممنهجة بدقة من قبل مجموعة من الدول والقوى الإقليمية والدولية، وقد جاء استهداف العالم العربى متخذا هيئة سياسية وأمنية، ولكنه فى حقيقته كان استهدافا لماض مجيد ولأعماق وجذور وحاضر ومستقبل العرب جميعا، واليوم بات من الواضح أن هدف قوى العدوان هو القضاء على الدول العربية تماما، بل ومحو دول كاملة من سجلات التاريخ والمستقبل ذاته!!. وجاءت جريمة اغتيال الدكتور السورى عزيز إسبر، بتفجير سيارته التى كان يستقلها وسائقه بعد وقت قصير من مغادرته منزله يوم السبت 4 أغسطس، لتكمل جرائم العدوان الإرهابى الإقليمى والدولى، الذى استهدف أكثر من مرة مؤسسة البحوث العلمية السورية، واستكمالا لمسلسل اغتيال الكفاءات العلمية السورية الذى بدأ بشكل ممنهج منذ عام 2012 باستهداف الإرهابيين الذين صدرهم الغرب على أنهم "ثوار" يعملون تحت شعار مستعار: سلمية سلمية فى ذلك العام كل من: الدكتور نبيل زغيب مع عائلته، والمخترع السورى الشاب صاحب ال100 براءة اختراع عيسى عبود، قبل أن تمتد يد الإرهاب لاستهداف العديد من الأطباء والمهندسين والخبراء فى أنحاء مختلفة من البلاد. وكما هو متوقع كان الإعلام الأمريكى أول من "رجح" وقوف المخابرات الإسرائيلية وراء الحادث بل وشرح كيفية تخطيط وتنفيذ العملية!!، وتم التذكير بأنها المرة الرابعة خلال 3 سنوات التى تغتال فيها إسرائيل مهندس صواريخ كبير فى دولة تصنفها إسرائيل كدولة معادية. وقد فقد العالم السورى إسبر حياته لأنه اشتهر بنبوغه فى مجال الصواريخ الدقيقة التوجيه وبتطويره برنامج صواريخ سورى إيرانى مشترك، أما الأهم فهو وجود اعتقاد بتنفيذه مشروع إقامة مصنع سرى للصواريخ السورية المتطورة تحت الأرض لتعويض المصنع الذى دمرته غارة إسرائيلية العام الماضى. إن عقول العالم العربى ومخترعيه فى مواجهة عملية فرز ممنهج من الدول العدوة تعود إلى عقود بعيدة مضت. فمن ينجح من العلماء العرب فى التوصل إلى اختراع أو اكتشاف يضمن الأمن واستقلالية القرار للدولة التى ينتمى لها يكون مصيره الاغتيال المعنوى أو المادى الذى ينقله إلى العالم الآخر!!. حدث ذلك مع علماء مصريين وعراقيين وسوريين وغيرهم، بل ومع ألمان عندما حاولوا مد اليد إلى مصر. لقد حان الوقت لتشكيل قوة عربية أمنية مسلحة قادرة على التدخل السريع لحماية المخترعين من التصفية الممنهجة على يد العدو فى كل زمان ومكان حماية لمستقبل الأوطان ولمستقبل العرب. لمزيد من مقالات طارق الشيخ