فى محاولة منها للخروج من المأزق الحالى مع الرياض، أكد مصدر فى الحكومة الكندية أن أوتاوا تعمل الآن بهدوء عبر قنوات خلفية للحصول على مساعدة حلفائها وبينهم ألمانيا والسويد من أجل حل الأزمة غير المسبوقة فى علاقاتها مع السعودية والتى تفجرت بين الجانبين مؤخرا بسبب تدخل أوتاوا فى شئون المملكة وتوجيه انتقادات لها. وذكر المسئول الكندى البارز، الذى رفض كشف هويته، أن وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند تحدثت مع نظيريها فى الدولتين الأوروبيتين لحل هذه الأزمة مع الرياض، خاصة وأنهما مرتا بأزمة سابقة ومشابهة مع السعودية. وأوضح المسئول ذاته أن فريلاند سعت إلى معرفة كيفية حل البلدين خلافهما مع السعودية وطلبت منهما الدعم بشأن أزمة بلادها الحالية مع السعودية،كما خططت أوتاوا أيضا للاتصال بالإمارات العربية المتحدة وبريطانيا اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالسعودية للوساطة لحل الأزمة. وتأتى تصريحات هذا المسئول الكندى بعد ساعات من رفض رئيس الوزراء جاستن ترودو تقديم اعتذار للسعودية، مشددا على عزم بلاده على الدفاع عن حقوق الإنسان فى كل أنحاء العالم. وعلى صعيد المعارضة المحلية لترودو، طالب جون بيرد وزير الخارجية الكندى السابق ترودو بأن يستقل الطائرة ويزور العاصمة السعودية الرياض لحل الأزمة، مؤكدا أن هذه الخطوة تصب فى مصلحة كندا وشعبها وعمالها. وأوضح الوزير الكندى قائلا: إن التغريد على موقع تويتر بشأن السعودية لم يكن فى محله، على اعتبار أن الأنسب فى السياسة هو أن يتحدث المسئولون إلى بعضهم البعض وجها لوجه». كما حث بيرد بلاده على التعامل مع السعودية بمثابة حليف بدلا من القيام بخطوات من شأنها أن تلحق أضرارا بمصالح كندا، ولاسيما أن هناك عددا من الصفقات والوظائف موجودة فى كندا بفضل التعاون بين الرياض وأوتاوا. وفى تونس، أصدرت وزارة الشئون الخارجية التونسية بيانا أكدت فيه»أن تونس تتابع بانشغال التطور المستجد فى العلاقات بين السعودية الشقيقة وكندا وتؤكد انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية على أهمية عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها الوطنية، فضلا عن التأكيد على أواصر الأخوة الوثيقة التى تربطها بالسعودية. كما تعبر تونس عن أملها أيضا فى أن يتمكن البلدان، اللذان تجمعهما ببلادنا علاقات متميزة، من تجاوز خلافهما الحالى فى أقرب الآجال». وفي الجزائر، دعت الخارجية الجزائرية إلى احترام سيادة الدول و عدم التدخل فى شئونها الداخلية. وأضاف البيان :»إزاء هذا الوضع تدعو الجزائر إلى ضرورة احتكام الدول فى علاقاتها الخارجية إلى مبادئ القانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، خاصة ما تعلق منها باحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية».